المقالات

حرق الحجاج العراقيين العائدين والانتفاضة الفاقعة

1563 21:16:00 2007-01-16

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )

ربما يعتقد البعض ان الحدث السياسي الابرز الذي تعيشه الساحة العراقية خلال الاربعة وعشرين ساعة الماضية هو تنفيذ حكم الاعدام بالثنائي برزان والبندر اللذان كانا يمثلان اسوأ اسمين بالوجدان العراقي والانساني.

هذا الاعتقاد صحيح دون ادنى شك بل نزيد على ذلك بان تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية العليا ضد هذين الظاهرتين الفريدتين بممارسة الجريمة يفترض ان يكون نوروزاً عراقياً نحتفل به كل عام كما تحتفل بعض الشعوب بخلاصها من السفاحين المجرمين اعداء البشرية والرسالات السماوية.الا ان الاصح من ذلك وربما الاكثر استحقاقاً منه هو ان يتوقف العالم الاسلامي والعربي والفطرة البشرية كلها امام اقذر وابشع جريمة كانت قد اقترفتها الايادي التكفيرية بحق العائدين من ضيافة الرحمن على طريق النخيب حيث اقدمت تلك الايادي الجبانة على اقتياد ضيوف الله نساءً ورجالاً واضرمت النار باجسادهم الطاهرة المطهرة بنفس الشهر الحرام الذي اتخذ منه المرتزقة والمؤجورون ذريعة للتباكي على حرمته عندما قالت العدالة كلمتها بمجرم ساديّ خرق احمق فجر التاسع منه، وهنا يأتي التساؤل المملوء مرارة وقذىً عن الانتقائية المقيتة التي وضع البعض نفسه فيها عندما تباكى على حرمة الشهر الشريف يوم قال القانون والقضاء والشرع كلمته القصاص بالمجرم المقبور وما رافق ذلك من خطاب فاضح اتخذ من حرمة الشهر غطاءً للتباكي على طاغية راح البعض يعتبره شهيداً وآخرون نكسوا اعلام بلدانهم حسبهم ان العراقيين وكل احرار العالم لا يدركون ان رؤوسهم وهاماتهم هي التي ستنكس امام التأريخ وقريباً ان شاء الله.

لقد اختلطت عند العراقيين مرارة حرق ضيوف الرحمن على طريق النخيب بفرحة انزال القصاص باشرس مجرمين عرفهما التأريخ العراقي لكن من بين الفرحة والمرارة يبرز السؤال العراقي الكبير اين الاصوات التي كانت لا تجيز اعدام صدام بالشهر الحرام وهو الذي لم يبق حرمة لا لشهر ولا ليوم ولا لبشر ولا لكل ما خلقه الله تعالى، من الجريمة البشعة النكراء التي اتت على عشرات الحجاج العراقيين وبنفس الشهر الحرام الذي تبين فيما بعد ان حرمته بات البعض يفصّلها وفق ما يشتهيه وما يراه.

واذا كان البعض يرى اعتراضه على عملية اعدام صدام جاءت بسبب كونها ترافقت مع اول ايام العيد فهل لدى المسلمين عيداً اهم من عودة ضيوف الله الى اهلهم وذويهم. ستبقى عملية قتل ضيوف الرحمن بالطريقة والزمان التي نفذت فيها وصمة عار في جبين الصامتين عليها قبل المرتكبين لها، وتلك الايام نداولها بين الناس لعلهم يتذكرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك