المقالات

خلايا نائمة

635 18:30:00 2011-10-01

هاني اللوزي

توجد في بغداد والمحافظات الأخرى العشرات من الخلايا النائمة المزودة بالمتفجرات والسيارات المفخخة والأموال وهذه الخلايا تضم عناصر خرجت من سجن بوكا وغيرها وهي مستعدة للقيام بمختلف العمليات الخطيرة قد تصل الى إعادة سيناريوهات الحرب الطائفية التي حصلت قبل أربعة أعوام فهي مستعدة لو أرادت ان تفجر الأضرحة والمراقد المقدسة وبأمكانها ان تنصب الكمائن على الطرقات الخارجية وتقتل المارين بها من السنة والشيعة وتعيد الذكريات الأليمة من جديد . هذه العناصر الخطيرة لا توجد هناك أية جدية او اهتمام واضح وحقيقي بمحاربتها فرئيس الجمهورية جلال الطالباني لا يوقع المراسيم الجمهورية بإعدام عناصر الإرهاب لسبب يصفه بالأخلاقي ونائب الرئيس طارق الهاشمي يقيس الأمور من ميزان طائفي فهو يحسبها من جهة كون المعدومين من الطائفة السنية فقط أما تورطهم في جرائم القتل والإرهاب فلا يأخذه بنظر الاعتبار حتى وان اعترف الإرهابيون أمامه باشتراكهم في جرائم القتل فهو قد اقسم بشاربه بإطلاق سراح الإرهابيين من السجون وان تورطوا فعلا بجرائم القتل فما يهم الهاشمي فعلا ان يعود هؤلاء الى الشارع من جديد ليضعفوا الشيعة وليبقى الوضع متوترا على الدوام . ومع عدم تنفيذ الإحكام يعود هؤلاء إلى السجون ليرتبوا أوضاعهم فيها ,حيث مدراء السجون والحراس الفاسدون الذين يعقدون معهم الصفقات لترتيب عمليات الهروب ,حيث خطط الهروب الذكية التي تمكنهم من الهرب بسهولة ,حيث تنتظرهم عند الخارج سيارات مدنية سريعة مجهزة بباجات حكومية ,فضلا عن ملابس عسكرية تحمل رتبا مختلفة تحسبا لتفتيشها من قبل نقاط التفتيش . هؤلاء الإرهابيون النائمون سيعودون الى أوكارهم السرية من جديد وسيحشون مسدساتهم الكاتمة للصوت من جديد وسيتجولون في شوارع العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات يطلقون الرصاص على القضاة والأطباء والموظفين الكبار والصغار في الدولة يزرعون الرعب والخوف والموت في شوارعها وسط رد فعل امني سلبي وضعيف . لا نفهم السر وراء عجز الحكومة التي تملك أكثر من نصف مليون جندي وعشرات الأجهزة الأمنية المدربة والمحترفة عن مكافحتها ولماذا تنتظر الحكومة وقوع أحداث إرهابية خطيرة جدا قد تعصف باستقرار البلاد لكي تتحرك ولماذا يجامل أعضاء البرلمان المنتخبين من قبل الشعب رئيس الجمهورية ونائبه على تعطيل المراسيم وعدم استدعائهم الى البرلمان ومحاسبتهم وسحب الثقة منهم . لماذا دمائنا رخيصة الى هذا الحد المثير للخجل والالم ,حين نسمح لبضعة عشرات من المجرمين ان يعيثوا في بلادنا فسادا وقتلا ونسمح لعرابيهم من بعض السياسيين بدعمهم والدفاع عنهم وإخراجهم من السجون عند الحاجة وإعادتهم الى الشارع من جديد . بقاء الخلايا النائمة وعدم كشفها أمر مقصود ومتعمد ومن عدة جهات سياسية بضمنها اعضاء البرلمان الذين يلتزمون الصمت أمام هذا المستوى من الجرائم الخطيرة التي تكاد تعصف بأمن البلاد واستقرارها . بالأمس وقبل عدة ايام ألقى ارهابيون بمنشورات تطلب من اتبع ال البيت (ع) مغادرة احد الأحياء السكنية في العاصمة بغداد تطلب منهم الرحيل ولكي تحول تهديداتها الى شيء جدي قامت بإلقاء رمانات يدوية على منازل بعضهم طالبة منهم الرحيل فعلا مما جعل بعض العائلات تغادر من جديد خوفا على أرواحهم بينما لم يكن رد فعل الحكومة سوى رد فعل بطيء ومضحك يقوم على اعادوة وضع الحواجز الكونكريتية في المنطقة ووضع سياؤة مسلحة بالقرب من المنطقة اما اعتقال المتورطين بهذا العمل والقاء القبض عليهم فلم يحصل حتى هذه اللحظة رغم علمها بوجودهم ومعرفتها بأماكنهم . عدم كشف الخلايا السرية النائمة يعني استمرار الأوضاع الأمنية الخطيرة وتدهورها في اية لحظة وقد نجد انفسنا في النهاية امام سيناريو عام 2006 الطائفي من جديد وعندها لن يفيد الندم بنا بأي شيء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك