المقالات

خلاف دائم واحباط متواصل

726 00:03:00 2011-10-01

احمد عبد الرحمن

منذ تشكيل الحكومة بعد مخاضات عسيرة امتدت تسعة شهور، وحتى الان، من السهل جدا ان يلمس المتابع للمشهد العراقي العام ومن اية زاوية كانت ان مجمل المشاكل والازمات، ومختلف القضايا الخلافية العالقة لم تجد طريقها الى الحل او حتى الى الحلحلة، وبدلا من ذلك فأن الملاحظ طيلة الشهور التسعة المنصرمة ان مساحات التشنج والاحتقان وتزعزع الثقة بين الشركاء السياسيين كانت تتسع على حساب مساحات التفاهم والتوافق والانسجام التي راحت تتقلص وتنحسر شيئا فشيئا.في داخل مفاصل السلطة التنفيذية تبرز التناقضات والتقاطعات في المواقف والتوجهات حول قضايا محورية ومهمة وخطيرة، وفي داخل السلطة التشريعية -الرقابية تتجاوز الخلافات والاختلافات المستويات والحدود الطبيعية في بعض الاحيان لتؤدي الى تعطيل الدور الحقيقي المطلوب للبرلمان، وبين السلطتين وان كانت هناك ادوار ومهام مختلفة وفي ذات الوقت مكملة لبعضها البعض وفق الدستور، فأن التجاذبات غالبا ما نحت منحى حزبيا ضيقا.ولاتختلف الاجواء والمناخات في اطر الحكومات المحلية بالمحافظات وفي علاقاتها مع المركز، ناهيك عن التأزم والتصعيد المتواصل بين بعض الكتل السياسية الرئيسية.وازاء كل ذلك وما ينتج عنه من تبعات واثار ونتائج سلبية على الاصعدة الامنية والخدمية والحياتية والاقتصادية والنفسية والمعنوية، يقف المواطن العراقي متحيرا ومحبطا ومستاء لانه في النهاية الطرف الخاسر ، او الطرف الاكثر خسارة مما يجري.وفي وقت مبكر اكد العقلاء والحكماء واصحاب النظرة الموضوعية والافق الواسع، ان الحل ممكن ومتاح ومتيسر.. ويتمثل بالحوار البناء والايجابي والصريح، على اسس وطنية. ومثل هذا الحوار الذي لم يتحقق حتى الان يمكن من خلاله تشخيص نقاط ومواضع الضعف والقصور والخلل، والفصل والتمييز بين المصالح الوطنية العامة والمصالح الحزبية والفئوية الخاصة. ومن ثم تحديد الاولويات على ضوء واقع البلد واحتياجات ومتطلبات ابنائه لا وفق اجندات وحسابات هذا الطرف او ذاك.والعمل في هذا الاطار من الطبيعي ان يوفر الارضيات المناسبة لتفعيل وتكريس مفهوم الشراكة الوطنية الحقيقية واخراجه من دائرة الشعارات والمزايدات الى ميدان الفعل الحقيقي المنتج.ولعل التجربة- او التجارب-السابقة اثبتت ان منهج الاقصاء والتهميش والتزاحم والتدافع والتنصل من الاتفاقيات، والالتفاف على الدستور يعود على الجميع بأسوأ النتائج، ومن الخطأ افتراض انه فيه طرفا رابحا والاخر خاسر. اذا لم يعاد النظر في منهج التعاطي مع القضايا الخطيرة والمهمة موضع البحث والنقاش، والاحتكام الى الثوابت والمباديء الوطنية وتغليب مصلحة الشعب على مصلحة الحزب والمكون، فأن حلولا ومعالجات جذرية وحقيقية لن تبصر النور ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك