المقالات

تفجيرات كربلاء ... بين تسييس الإرهاب واختراق الأجهزة الأمنية

797 06:51:00 2011-09-30

علي المالكي

أحداث كثيرة مرت في العراق وذهبت دون التعرف على أسباب حدوثها وكيفية وقوعها ... على الرغم من أنها تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار وعلامات الاستفهام التي تثير الشك في أصل هذه الأحداث ومن يقف ورائها أو من ساعد على تنفيذها .ولعل تفجيرات كربلاء الأخيرة واحدة من أهم هذه الأحداث المفترض وقوعها بفعل الإرهاب واستراتيجياته المتعبة في اختيار الأهداف ، لكنها تتعارض مع واقع الهدف المفترض وطبيعية الإجراءات الأمنية المشددة في مكان الانفجار (لو افترضنا إن الحادث الإجرامي وقع باختيار وتنظيم وتخطيط وتنفيذ القوى الإرهابية فقط).وبعد وقوع الحادث الإجرامي بساعات قليلة بدءت الجهات ذات العلاقة وغيرها بتصدير التصريحات (المعتاد عليها) وكيل التهم الجاهزة وتعليق الموضوع على شماعة (الاختراقات المتكررة) دون الاستناد على أي دليل ملموس أو حتى مجرد الاعتماد على تحليلات منطقية مبنية على أساس الخبرية العسكرية وغيرها . أما قضية الاختراقات فلا تبدو أنها جديدة أو مستغربة ، لكن الغريب في الموضوع كيف حدث هذا الاختراق ؟ ومن هو الشخص المخترق والذي ساعد على دخول هذه المتفجرات إلى مكان الحادث؟ ... هذه الأسئلة بدت تثير قلق القوات الأمنية لأنها عجزت عن الإجابة عنها طوال السنوات الماضية ، وضلت هوية الشخص المخترق مبهمة ومرعبة لهذه القوات أو على الأقل حتى لبعض القيادات العليا البعيد عن واقع التأثير السياسي في البلد .أما القوات الأمنية فهي الأخرى أصبحت ضحية من ضحايا الإرهاب والاختراقات في العراق ، ولايمكن التشكيك أبدا بولاء هذه القوات التي وقع على عاتقها مهام حماية المواطن من جهة وحماية انفسم من المسائلة بعد وقوع مثل هكذا اختراقات من جهة أخرى .كذلك قضية دفع الأموال وشراء الذمم والضمائر هي الأخرى مستبعدة أو على الأقل غير واردة في أحداث مثل تفجيرات كربلاء المقدسة بسبب صعوبة وصول هذه الزمر (أي الإرهابية) لقادة الهرم العسكري والأمني واختراقهم ماديا .ويبقى الاحتمال الأقرب إلى الواقع في عمليات الاختراق التي تجري في اغلب المحافظات العراقية وفي أصعب الأماكن الأمنية هو الثاثير السياسي المنصب على بعض قادة الأجهزة الأمنية من قبل القيادات السياسية المتنفذة ، أي بمعنى آخر إن هناك تنسيق مباشر من قبل بعض السياسيين مع قادة الأجهزة الأمنية لأحداث مثل هكذا أعمال إرهابية مقابل امتيازات قد تعطى لقادة هذه الأجهزة من اجل تسهيل دخول المجاميع الإرهابية ونقل موادهم المتفجرة إلى أماكن التنفيذ الحساسة ، وهنا تكمن صعوبة معرفة الشخص المخترق لأنه بلا شك من كبار القيادات الأمنية ، فليس من المعقول أن يخترق شرطي بسيط أو ضابط صغير لإيصال كل هذه المتفجرات إلى الأماكن الحساسة شديدة التحصين كما جرى في كربلاء وقبلها الانبار وصلاح الدين وبعض الأماكن الأخرى .وهنا يظهر جليا أن الإرهاب في العراق أصبح أداة طيعة بيد الساسة المتناحرين لتمرير أجنداتهم السياسية ، الأمر الذي يجعل من مكافحته أكثر صعوبة وتعقيدا لأنه بات يستظل بضل السياسيين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك