المقالات

الى امي ..... الف الف مبروك

1616 01:32:00 2007-01-01

( بقلم : احمد الحلفي )

في الشهر الواحد من عام 1982 لم أكن أعي او أدرك الاحداث او الوقائع التي تجري من حولي لان عمري لم يتجاوز التاسعة بعد . قبل هذا التاريخ كنت انعم بحياتي هادئة امنة مستقرة في ظل والدي ووالدتي واخوي الصغيرين ، وبما اني الاخ الاكبر من بين الثلاثة فقد كنت ارافق ابي كثيرا وهذا مما جعلني اتعلق به اكثر فاكثر ، وفجأة لم يعد للوالد من وجود! سألت والدتي اين والدي؟ قالت انه مسافر ، وكلما طال الغياب جاءت الإجابة انه مسافر ، واستمر هذا الحال ستة أشهر وهي فترة اعتقاله الى ان جاء الخبر .... تأكد السفر وأصبح حقيقة ولكن هذا السفر يختلف عن كل أنواع السفر ففي هذا السفر لا يوجد رجعة بل سفرا ابدي الى عالم اخر .

وبعد هذا التاريخ اخذ منزلنا ينحى منحا اخر من حياة اعتاد عليها الى حياة يملأها الحزن والبكاء والعويل، الى حياة بالكاد تسمى حياة لأنها الى تمت الى هذه الكلمة بأي صلة؟ وربما يأتي السؤال هل هذا بسب فقدان الوالد فقط ؟ فأقول لا بل قبل حادثة الوالد كانت هناك أربع حوادث أخذت من والدتي مأخذا كبيرا ، الاول كان هروب أخيها الأكبر الى خارج العراق من الطاغية وأزلامه وذلك بعد متابعات واعتقالات استمرت لفترات طويلة ، والثاني هو سفر أخيها الاخر لغرض الدراسة والذي استقر هناك ولم يرجع، والثالث والرابع هو اعتقال اثنين من أخويها الذين لم يبقى منهم الا اخ واحد فقط!!!هذه الاحداث إعدام والدي واعتقال اخويها ومن ثم إعدامهما وسفر اثنين من اخوانها قد تزامنت وجاءت في فترات متقاربة ورغم كل هذه الأهوال والمصائب فاننا لم نجد الام قد تغيرت او انطوت وانعزلت، بل انها صمدت كالطود الشامخ ، فوجدناها الام والأب والأخ والأخت، وجدنها المعلم والمربي ، وجدناها العقل الراجح والصدر الحنون .سنين طوال مرت الى ان كبرنا ودرسنا وعملنا وامي تنظر لنا واحد تلو الاخر وتمني النفس في ان نكمل الطريق، طريق الآباء والرفض للطاغية واعونه حتى لو الطرق اختلفت ولكن هو الرفض لا الخنوع . سنين طوال كانت تمني النفس في ان ترى هذا اليوم ، يوم إعدام الطاغية الذي اخذ منها أربعة أعزاء ،الذي اخذ منها ومن العراق والعراقيين الكثير من الازهار اليانعة والورود،الذي اخذ منها اربعة لو تجد منهم غير واحد فقط والاخرين لم تجد له أي اثر فمنهم  من اختفت جثته ومنهم من توفى في الغربة ولم يبقى الا واحد هناك، وجاء هذا اليوم ولأول مرة رأيت امي بهذا الفرحة ، فرحة القصاص العادل في طاغية العصر، في عيون امي رأيت فرحت الأمهات كافة وفي عيونها رأيت الدمعة دموع الأمهات كافة ، دموع امتزجت وأعادت الذكريات والمواجع ولكن هو الايمان بالله وقضاءه وعدله جعلها تحمده وتشكره.الى امي اقول ها قد جاء اليوم الذي كنا نتمناه ، ها قد جاء القصاص العادل فهنيئا لكِ والى كل امي وأخت وزوجة عراقية فقدت من الأحبة الكثير، هنيئا الى شهداء العراق ، هنيئا الى كل بيت عراقي رأى الويل والعذاب على يد جلاوزة الطاغية واعونه،هنيئا لكم جميعا .   هنيئا لكم ودعوا من يتكلم ويرفض مستنكرا هذا القرار او رافضا له ، هنيئا لكم وليزعق من يزعق ويقول بان توقيت الإعدام غير مناسب، وليعلن الحداد من يعلن على طاغيته ، فأن رأس الافعى قد قطع وهذا هو المطلوب لنا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك