المقالات

من جولة الحكيم نؤكد أية حلول تأتي من خارج بغداد غير شرعية

1619 05:05:00 2006-12-07

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفين )

عادةً ما تقترن زيارات السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد الى أي من دول العالم بمواقف مبدأية جريئة وواضحة وتتسم بالثقة المفرطة بالعمق الجماهيري والسياسي لهذه الشخصية السياسية الوطنية.وخلال السنوات الثلاث الماضية شكلت حركة السيد الحكيم في مجمل الخارطة السياسية العراقية مفاصل اساسية بالتأريخ العراقي المعاصر وهنالك من وصف تحرك سماحته بانه يمثل مفتاح التغيير في المعادلة السياسية القديمة نحو ما هو قائم حالياً.

فسماحته كان صمام الامان في مسألة الاصرار على عدم تجاوز الاستحقاقات الدستورية وهو دون غيره ممن رفض أي محاولة تأجيلية للانتخابات العراقية الاولى. وقد شخص سماحته افرازات التأجيل آنذاك ومخاطرها على انها خطوة تمهيدية لاعادة انتاج الظاهرة الصدامية من جديد، وقد اعتبر العديد من المتابعين للشأن العراقي آنذاك بان التأجيل الانتخابي فيما لو قدر له ان يتحقق فانه من المستحيل ان يصل العراق الى ما وصل اليه حالياً.

ذلك المفصل السياسي يذكرنا بحالة الرفض الصريح والفوري الذي اعلنه زعيم الائتلاف من كان وواشنطن لمقترح الامين العام للامم المتحدة الذي يتجه لتدويل القضية العراقية عندما اختصر عملية الرفض بعنوانيين اساسيين هما: ان مثل هذا التدويل هو غير واقعي وغير شرعي مشدداً على ان العراق لا يحتاج الى مبادرات من هذا النوع ومضيفاً بان ليس في العراق ما يستوجب ان تعالج قضاياه بهذه الطريقة التي اشار اليها السيد كوفي عنان.

سماحته ذكّر العالم اجمع بان الذي جرى في العراق خلال الفترة المنصرمة انما هو حالة دستورية فريدة من نوعها في المنطقة وان العراق الحالي يمتلك حكومة هي الاقوى من بين قريناتها في المنطقة استناداً الى عمقها الجماهيري المليوني الذي قدم التضحيات الجسام من اجل الوصول الى هذا المنجز.

الرؤية الواضحة للمشهد العراقي لدى السيد الحكيم وثقته بالتجربة العراقية الحديثة هي التي املت على سماحته ان يرفض كل الرفض مقترح السيد كوفي عنان حتى من داخل البيت الابيض الامريكي وامام مسامع رئيس اقوى واكبر دولة كونية، بل ان الحكيم زاد على ذلك بالقول: ان أي حل لاي ازمة عراقية لا يمكن ان يكتسب شرعيته ما لم تكن بغداد حاضنته الاساسية معتبراً ان أي مسعى اقليمي او دولي يحاول ان يتجاوز المعطيات التي افرزتها العملية السياسية بانه مسعى قاصراً ستكون نتائجه تدميرية وكارثية ليست على العراق فحسب وانما على عموم المنطقة والعالم.

بالتأكيد ان مواقفاً كهذه سوف تشكل منعطفات تأريخية في مسيرة رموزنا الوطنية والسياسية وقد تكون هي الحالة الاكثر خطورة عندما يراد تفحص المسيرة التأريخية لتلك الرموز.نعتقد ان زيارة زعيم اكبر كتلة برلمانية عراقية لواشنطن تعد من الاحداث المهمة خصوصاً فيما اذا جاءت الزيارة في ظروف كالظرف الذي وصل اليه العراق حالياً عبر تخطيه لاصعب الاستحقاقات السياسية والدستورية، وما يزيد من اهمية هذه الزيارة انها جاءت بعد انجازات عظيمة نجح الشعب العراقي وقواه السياسية من تجاوزها كصياغة الدستور الدائم للبلاد وبناء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وتوجه العراق بكل ثقله باتجاه تخليص جغرافيته من كل مواقع الارهاب والاجرام.

ولعل ما قاله بوش في مؤتمره الصحفي من ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم بقوة النشاط السياسي الذي يقوده الحكيم ورئيس الحكومة العراقية الاستاذ نوري المالكي يعد شهادة دولية كبيرة وهامة ستدفع بالعاملين الاقليمي والدولي على التمسك بالخيار دعم ومساندة التجربة العراقية الجديدة خدمة للعراق والمنطقة والعالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك