المقالات

الحرية قانون

1502 20:40:00 2006-11-22

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

اهم ما يميز الدول المتحضرة وخصوصاً الاوربية انها تمنح مواطنيها مساحة واسعة من الحرية الفكرية والسياسية والتربوية والثقافية والاجتماعية وغيرها من انواع الحريات الاخرى، ولهذا السبب فان الذي يزور بلداناً اوربية او اخرى تتمتع بدرجات متفاوتة من الحريات فانه سيخرج بانطباع مقارناتي بين ما يعيشه الفرد الاوربي والافريقي او الاسيوي بل وحتى العربي وبين ما يعيشه الفرد العراقي الذي كان السبب الاساس في وصوله الى تلك البلدان، انتفاء هامش الحرية في بلده.

الشيء المهم الذي لا ينبغي مغادرته في كل الاحوال ان الحريات التي يتمتع بها الاوربي او غيره انما هي نتيجة منطقية وطبيعية لتمظهرات وتمخضات دموية وديكتاتورية عاشتها اوربا دونما استثناء لكن ارادة تلك الشعوب ونزوعها نحو التحرر الحقيقي وباتجاهاته كافة أهَّلتها لان تبني تجاربها التحررية التي نقف مدهوشين ازاءها، وعندما نقترب اكثر الى الواقع الاوربي وتمظهراته السياسية والفكرية والاجتماعية سنجد ان هذه الحرية التي نتمناها لنا انما هي حالة قانونية غير مسموح لها على الاطلاق ان تُمارس خارج سياقاتها الرسمية التي حددها لها المشرع الاوربي سواءً أكانت هذه الحرية ذات اتجاهات اجتماعية او سياسية او تربوية بل وحتى ما يدخل منها تحت عناوين اخلاقية.من هنا نستنتج ان المرتكز الاساسي لجميع الحريات التي تعيشها الشعوب الاخرى انما هي مرتكزات قانونية بل هي ممارسات قانونية مكفولة برقابة دستورية برلمانية صارمة لا تجيز الخروج على النصوص والمواد والفقرات القانونية مثلما انها لا تسمح بحجب الحق القانوني عن اية شريحة اجتماعية او ممارسة فردية.

لذلك فاننا وبعد كل تلك التجارب القاسية والمريرة التي عشناها كعراقيين ابان الحقب الغابرة والتي عانينا اشدها مع حقبة الثنائي (البعث-صدام) مطلوب منا ان نسارع ببناء تجربتنا التحررية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً، وبما يتناسب وواقعنا البيئي والاجتماعي على ان يكون ذلك مكفولاً ايضاً بحزمة من القوانين التشريعية الدستورية القادرة على انتشال العراق من تلك الحقب السوداء الى حقب جديدة تنسجم وارادتنا في بناء حياة حرة كريمة لا سيادة فيها لأحد عدا سيادة القانون الذي نريده ان يكون خيمة يستظل تحتها الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك