المقالات

إقامة إقليم الوسط والجنوب ضمانة للاستقرار الأمني وتوزيع الثروات بعدالة

1606 20:37:00 2006-11-22

( بقلم : علي حسين علي )

يرى بعض السياسيين بان الوقت الحاضر لا ينبغي أشغاله بغير الاهتمام بالأمن والعمل على تثبيت الاستقرار، خصوصاً وان قوى الإرهاب البعثية والتكفيرية قد تصاعدت من عملياتها الإجرامية كماً ونوعاً.. ويؤكد هذا البعض من السياسيين ان الجهود لابد وان تتجه جميعها نحو الأمن والاستقرار والابتعاد قدر الامكان عن قضية الفيدرالية وتشكيل الأقاليم، وانه بالامكان تأجيل هذه المطالب الى وقت آخر!.

ونحن نتفق مع الداعين الى الاهتمام بالجانب الأمني وايلائه العناية ووضعه في مقدمة شواغلنا، غير إننا نختلف مع هكذا طرح ونرى فيه تعطيلاً للدستور وتعليقاً لاستحقاق أبناء الشعب العراقي في تطبيق النظام الفيدرالي وتشكيل الأقاليم، فضلاً عن ذلك فان إقامة إقليم الوسط والجنوب بعد اخذ رأي الشعب في المحافظات التسع وتصويت مجلس النواب فان هذا الإقليم في حال قيامه سيضمن استتباب الأمن لأكثر من نصف سكان العراق مما يوسع دائرة الاستقرار العراقية اذا ما أخذنا الوضع الامني المستقر في إقليم كردستان العراق.

اذن، فان ما يطرحه بعض السياسيين من أن الأمن والاستقرار يستحقان الاهتمام الأول، هذا الطرح يؤكد عليه الطرح الآخر الذي يرى في تشكيل الأقاليم هو الاخر يضمن الاستقرار واستتباب الأمن، وحجة التأجيل الى ما بعد استقرار الأوضاع الأمنية في العراق، هي نفسها تستدعي التعجيل بإقامة الأقاليم وتحديداً إقليم الوسط والجنوب الذي يعيش الان، قبل تشكيله، وضعاً امنياً مستقراً الا من بعض القضايا الطفيفة، فكيف سيكون الحال بعد ان تترابط المحافظات بعضها ببعض وتنسق على مستويات اعلى مما هي عليه الان؟.

بالتأكيد فان الامن والاستقرار سيكونان السمة البارزة لاي اقليم سيشكل في المستقبل لان المنطق يقول هكذا، والحقائق الموجودة على الأرض تستدعي الثقة بان مستقبل أي إقليم سيكون اكثر سيطرة على الامن واكثر تثبيتاً للاستقرار.

ويأتي بعد الهم الأمني في حال قيام اقليم او اكثر مستقبلاً، حاجة اخرى هي انه وعلى ارض الواقع هناك اقليم كردستان العراق، اذا ما أخذنا وضعه الامني فهو مستقر، واذا ما فحصنا أوضاعه الاقتصادية فهي افضل من أوضاع اية منطقة اخرى في العراق.. واذا ما اطلعنا على الخطط التنموية التي أعلنتها حكومة الاقليم، فيمكننا ان نتصور أي مستقبل واعد ينتظر هذا الاقليم وشعبه، من هنا يكون هذا النموذج الكردستاني دليلاً لنا لإقامة أقاليم مماثلة في وسط وجنوب العراق وفي بغداد، ونؤمن بحق الاخرين في مناطق الأخرى في إقامة أقاليم تضم محافظتين او أكثر او الإبقاء على محافظاتهم كما هي الان، ولكنها تتمتع بكافة مزايا الفيدرالية حسب الدستور الدائم.

واذا كان البعض يقول بان اقليم كردستان امر واقع ، اما اقليم الوسط والجنوب فيمكن تأجيل قيامه فان هكذا رأي مخالف للدستور.. وكما يقول سماحة السيد عبد العزيز زعيم الائتلاف العراق الموحد, ورئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ما يلي: العراق بحسب الدستور الذي صوّت عليه الشعب العراقي هو عراق فيدرالي وعراق اقاليم، وفي كردستان حالياً شكل اقليم بالفعل ولا بد من إقامة الأقاليم وإلاّ لا تحصل حالة من التوازن لان عدم التوازن سوف يؤدي الى التصادم، ونحن كان عندنا إصرار في ان يتم تشريع قانون لكيفية تحوّل المحافظات الى أقاليم..

لذا نحن كقوى سياسية نرى انه من الصحيح ان يكون هناك اقليم الوسط والجنوب لتسع محافظات باعتبارها تشكل قوة لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية وتحديات الكادر وان نتمكن من استثمار هذه الثروات الكبيرة الموجودة فيها للعراق كله وان يتمكن الإقليم لحفظ وحدة العراق وليس تقسيمه).وإذا كان بعض المغرضين ممن يريدون العودة بالعراق الى المعادلة الظالمة السابقة، هذا البعض يشيع بان الفيدرالية وتشكيل الأقاليم ما هو إلاّ الخطوة الأولى نحو التقسيم!! هذه المزاعم الباطلة يرد عليها سماحة السيد عبد العزيز الحكيم مفنداً تلك المزاعم القائلة بان الإقليم المطروح للاستفتاء الشعبي والمصادقة البرلمانية ،أي اقليم الوسط والجنوب، هو اقليم شيعي وان تقسيم العراق سيتم بهذه الطريقة.. يقول السيد الحكيم: هو ليس تقسيم، وليس اقليم فيدرالي شيعي لان الشيعة موجودين في كافة أنحاء العراق ومحافظاته، وبالتالي الشيعة ليسوا موجودين في منطقة دون غيرها".واخيراً كما قلنا في البداية تطبيق الفيدرالية وإقامة الأقاليم ستكون مفاتيح تثبيت الأمن والاستقرار وتستحق الاهمية نفسها التي نوليها الامن والاستقرار في جميع الأراضي العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك