المقالات

اين يكمن الخلل في الاشخاص ام المنهج ؟؟؟

2006 03:46:00 2006-11-20

الوضع الامني المتدهور في العراق والذي وصل الى مرحلة خطيرة وخاصة في العاصمة بغداد والوضع الاقتصادي والاعمار والعناية بالاسرة والمجتمع  والتطور الصناعي والزراعي والتعليم الذي لم يطرء على اي منهم اي تحسن اذا لم نقل ساءت حالته وفوق كل هذا وذاك رفع شعار الحفاظ على وحدة الوطن والشعب ونبذ الطائفية , كل هذه العناوين طرحت في جميع البرامج الانتخابية ولجميع القوائم التي تنافست بالانتخابات الماضية كجدول اعمال لها ومر الان اكثر من ستة اشهر على هذه الحكومة ولم نرى تطبيق لاي من هذه العناوين الا النزر القليل الذي لا يتماشى مع المدة المقررة لهذه الحكومة واذا كانت فترة الست اشهر قليلة فان فترة الاربع سنوات ستمر بدون تحقيق ولو نصف من هذه البرامج وهذ يترجم مدى الصراع السياسي والاخفاقات في الحكومة  . هذه الحكومة التي تركت استحقاقها الانتخابي واصبحت حكومة الوحدة الوطنية لاجل ارضاء فئة همشت نفسها عن العمل السياسي سابقا , على امل ان تساعد في حل المشاكل التي يعاني منها البلد .. واذا بنا نغرق في مشاكل وصراعات وتدهور على جميع الاصعدة .. فاذا كانت البرامج الانتخابية بهذا المستوى العالي من الروح الوطنية والحرص على الشعب بقي التطبيق والمسؤوليين على هذا التطبيق هل هم اهل لهذه المسؤولية ؟ ام ان الشعارات سهلة الوضع وصعبة التطبيق ؟؟ فلو فرضنا جدلا ان ان الحكومة تشكلت حسب الاستحقاق الانتخابي وكما تعمل به جميع الانظمة الديمقراطية في العالم هل ستنجح ؟ سوف لم يسمح لها بتطبيق اجندتها بالشكل الصحيح والمتسلسل من قبل القوائم ذات التمثيل القليل والتاثيير الكبير عربيا واعلاميا ومن قبل قوات الاحتلال اضافة الى سيطرة تلك القوائم على مجاميع مسلحة ومخازن اسلحة لا يستهان بها والتي سوف تستخدم هذا النفوذ من اجل افشال خطط الحكومة جميعها . وبعد تكوين حكومة الوحدة الوطنية واشراكهم في مراكز سيادية في الدولة نجد ان الوضع لا زال على حاله بل ازداد سوءا ! والسبب يكمن في طبيعة السياسيين الممثلين  في هذه القوائم الذين اتخذوا من برامجهم الانتخابية سلما تسلقوا به من اجل تطبيق اجندة اخرى طبقت وحكمت العراق لمدة 35 سنة والتي لم تجلب سوى الحروب والدمار والتعاسة للبلد . اغلبهم استخدم الورقة الطائفية التي استطاعوا تحريكها بمهارة وافتعال مظلومية الاقصاء والتهميش الذي اضطرهم الى حمل السلاح , وكل الانفلات الامني يسجل لهم بدون ان ينفوه او يتبرءوا منه بل على العكس اتخذوا منه ورقة ضاغطة على الحكومة من اجل مكاسب سياسية ,,ومن خلال تصريحاتهم بانهم قادرين على حفظ الامن اذا تحقق لنا كذا وكذا .. ولا ننسى دور الحركة السلفية التي اثرت على الاحداث بشكل كبير والتي انحرفت عن اهدافها لتتجه للاقتتال الداخلي بناء على معطيات هذا الفكر الذي ضاعت لديه التوازنات بتوجيهه الحراب لابناء البلد الواحد واستعداء الاخر , هكذا صنعت هذه الفئة الاحداث في العراق واصرت على الاستمرار بها واعادتها الى المربع الاول فيجب ان يكون هناك بطل واحد هو الذي يحكم وهو الذي يصنع القرار وعلى اكتافه تقوم مسؤولية بناء الوطن وتحقيق كل الطموحات الى ان تصل حد القداسة والتاليه فتصبح المواطنة والولاء بمحاذات الصنمية للحاكم او الحزب او الاتجاه . وبالاعتماد على قوة عسكرية وتاثيير الاعلامي قوي لضمان بقاء الاقوى وليس الاصلح .   ومن الجانب الاخر نجد ان السياسين من القوائم الاخرى وخاصة التي اخذت الصفة الاسلامية والتي تمثل الاغلبية يتخذون من الحق واسترجاعه هو الاساس لتوجههم , فلا مجال للمواربة والمهادنة لاي ظلم ممكن ان يكون  على حساب القيم وان كانت الظروف تستدعي توحيد الصفوف للخروج من المحنة الحالية و لاستقرار البلد والحفاظ على وحدة ابنائه .ولكن يبقى مدى تنفيذ المنهج المعتمد وعلى الالية لتحقيقه وكيفية ابراز العناصر الكفوئة من ذوي التحصيل العلمي العالي والاستفادة من خبراتهم في تطوير الخطط والمناهج التي يعتمدها هذا الجانب اذا اراد النجاح في مسيره . والابتعاد عن الولاء لشخص بعينه والتكتلات الحزبية والتيارات لكي لا تعاد علينا نفس نظرية البطل والحزب الاوحد. كما يجب علينا الاعتراف بالاخطاء وتقويمها وتشجيع النقد الداخلي لاي خلل او فساد ومحاسبته فبدون ذلك سنقع في نفس الاخطاء التي مرت علينا سابقا, وستفرض علينا حلول خارجة عن ارادتنا . فاذا اردنا تطبيق الديمقراطية وذلك بفسح المجال امام العامة للتعبير عما يرونه مناسب لهم والابتعاد عن سياسية تكميم الافواه اذا كان النقد موجه الى شخص من نفس الطرف او الى حزب معين  فمن خلال السماع للعامة من الشعب نستطيع التعرف على مواضع الخلل لمعالجتها لان في معظم الاحيان المسؤول عن وزارة او مركز حكومي ما لا يعرف ما يصنع خاصته او ممن يشغلون مناصب في وزارته , وجعل المجال مفتوح امام الجميع لمواجهة الاخطاء وتقويمها وبذلك تحقق حكم الشعب وصدق المسؤولين  في تطبيق منهجهم .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك