المقالات

مشروع المصالحة الوطنية وانعدام الثقة ..

1969 01:35:00 2006-11-16

  بعد دخول قوات التحالف الى البلد وانهيار الدولة برزت حركات سياسية كثيرة ومن مختلف طوائف الشعب والتي تمخض عنها مجلس الحكم ومن ثم ما تلاه من انتخابات وتشكيل حكومات وكتابة دستور ..لكن في الاطار العام لما يصٌور بالعراق الان ان الامور تسير نحو التفكك لضعف العمل السياسي رغم ان الحكومة شرعية ومنتخبة  ولهيمنة الملف الامني الذي القى بظلاله على الوضع العام العراقي . وحفاظا على وحدة الوطن والشعب اطلقت مبادرة المصالحة الوطنية من قبل رئيس الوزراء السيد المالكي . مشروع المصالحة الوطنية كمشروع اجرائي فرضته الظروف والمتغيرات التي ظهرت على الساحة العراقية وخاصة بعد اشراك اطراف سياسية متبنية للعمل العسكري وتهدد برفع السلاح كلما ارادت ان تحصل على مكسب سياسي !.وهذا المشروع يتطلب وجود مناخ مناسب واليات عمل للحفاظ عليه وديمومته حرصا على وحدة البلد من الانقسام والتفكك ومحاسبة كل طرف يعمل للاذكائه . والتجاذبات السياسية اثرت بشكل مباشر وكبير واحدثت شرخا في العامل والحس الطائفي للشارع العراقي  وبدوره اذا استمر سوف يؤثر على وحدة العراق ارضا وشعبا  ..  وما ظاهرة التهجير للالاف العوائل على الهوية والتي شهدتها معظم المحافظات العراقية الا احدى تداعياته وجهل واحقاد القائمين عليه الذين لا يحسبون حساب للنتائج المستقبلية وما سيترتب عليه هذا الامر وانعكاساته على الوحدة الوطنية بالدرجة الاولى . والظاهر بشكل كبير بين هؤلاء ان الولاء وحب الوطن ككل انعدم وتغطى بغطاء عرقي او طائفي فالاغلبية تعمل للحصول على مكاسب للطائفة او القومية التي ينتمون اليها . ونسوا انهم ينتمون الى كيان واحد وعليهم العمل والتفاني من اجله .. فعلى المسؤوليين والمعنيين معالجة وتحليل الاسباب التي ادت لهذا التدهور سواء كانت اسباب داخلية ام خارجية ولا يجب الاستهانه  بسبب على حساب السبب الاخر . فالاسباب الخارجية متاثرة بالاوضاع التاريخية التي مرت بالمنطقة والصراعات بين الامم والتي كان ضحيتها الشعوب وبالاخص الشعب العراقي فالصراع التاريخي بين العثمانيين والصفويين كانت تدور رحاه على ارض العراق وبدوره كان يدعم هذا ضد ذاك وبالعكس  .واليوم محيط العراق الجغرافي ايضا لعب دور كبير في هذا الفرز الطائفي . اما الاسباب الداخلية التي يجب التركيز وتسليط الضوء عليها لمعالجتها  بالاعتماد على عناصر الاعتدال بين كل الاطراف والتركيز عليها ونبذ الجهات المثيرة لها ومحاسبتها قانونيا , وهذا يتطلب استغلال الجانب الاعلامي بشكل مكثف لابراز الجوانب الايجابية لجميع الاطراف والتي تعمل للوطن وللصالح العام للوصول للاطمئنان الذي ينشده الجميع كما ان على سياسينا الوقوف مليا امام هذا الواجب الوطني والابتعاد عن النظرة الحزبية او الطائفية الضيقة وجعل مصلحة الوطن الاساس من خلال تماسكهم واسناد احدهم للاخر امام شعبهم وليس كما هو حاصل اليوم حيث يصرح كل حسب ما تقتضية مصلحتة الفئوية او الحزبية الضيقة والتي انعكست على الشارع بشكل سريع ومباشر  في وقت نحن احوج ما نكون عليه للم الشمل واصلاح ذات البين . المشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية ووضع خطط مشتركة لتطوير البلد وانشاء المشاريع الانمائية هذه المشتركات العامة هي التي يجب السعي للعمل بها من جميع الاطراف السياسية وبمساعدة الاعلام لاعادة الثقة بين جميع الاطراف  ,وهذا العمل يتطلب الاستمرارية فية اعلاميا من اجل افراغ الذاكرة العراقية من سلبيات الطائفية والعرقية للوصول للاطمئنان واعادة الثقة بين جميع المكونات , لان الذاكرة دائما تحتفظ بكل ما هو سلبي وهذا سياخذ من الوقت حتى يتعود المواطن العراقي على ذلك . وبما ان الاعلام ذو حدين فيجب على الدولة تدارك الحد الذي يحاول ان يشوه ويزرع الاحقاد كما فعلت مؤخرا مع قناتي الزوراء وصلاح الدين الطائفيتين وكما ان عليها ان توقف تحد الجزيرة المغلقة مكاتبها في العراق ولكنها تصول وتجول في كل انحائه , والبغدادية والشرقية المعروفة التوجه والتمويل . فنجد الاعلام غالبا ما يركز على التصريحات النارية والتاكيد عليها رغم حصولها فبين الحين والاخر نسمع من القادة الاكراد اذا لم يتم كذا موقف سنعلن الانفصال او تصريحات الهاشمي وتهديده بالانسحاب من الحكومة وحمل السلاح على اساس تهميشهم من العمل السياسي ونسى الهاشمي ان الحكومة الوطنية هي التي جعلته نائب للرئيس وليس استحقاقه الانتخابي او حتى باعطائهم منصب رئاسة البرلمان . هذه التصريحات التي يؤكد عليها في الفضائيات ويهولوا امرها تنعكس على سلوكيات الشارع العراقي وتثير الحساسية فيما بينهم .ولاعادة الثقة بين المسؤولين عليهم الخورج من النظرة الحزبية والطائفية لانهم امام مسؤولية تاريخية سيحاسبون عليها وليثبتوا انهم ابناء للوطن بالدرجة الاولى وليسوا ابناء الطائفة فقط .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك