المقالات

الفيدرالية والتحولات السياسية

1725 23:06:00 2006-11-13

( بقلم: عبد الرزاق السلطاني )

لقد سقطت الورقة الاخيرة التي راهن عليها اعداء العراق من الصداميين والقاعدة لطي صفحات الظلم والطغيان عندما اصدرت المحكمة العراقية الخاصة حكم الاعدام على صدام وزبانيته، وهو الحدث النوعي في تاريخ الشعوب العربية ونهاية عهد عراقي مليء بالتسلط على اشلاء الملايين من الابرياء، فالمشهد السياسي العراقي بدأت تتضح صورته الحقيقية التي افرزت الكثير من المفاهيم غير الدقيقة من خلال اجترار الماضي السلطوي الصدامي بكل تداعياته، فالاندفاع الجنوني لدى بعض السياسيين ودفاعهم عن الطاغية المقبور تحت دواع لا تصمد امام منطق التاريخ ولا رؤية للواقع بعيون عراقية من خلال انتهاجها الاساليب العنفية التي يجيدها الديكتاتور وازلامه ومسؤولية تلك القوى الحاضنة للارهاب تتحمل تبعات اساليبها اللاوطنية في مناهضتها الواقع السياسي، فالمحاكمة نجاح كبير لجهود الرامية لدمقرطة العراق الناشئة في ظل حكومة دستورية منتخبة من غالبية ابناء الشعب العراقي، فالحقيقة الناصعة ان قفص الاتهام الذي ظهر فيه صدام وعصابته يتسع للمزيد من الزبائن الجديرين بالوقوف معه، فافعالهم لا تقل بشاعة عن اولئك المجرمين وبدون ادنى شك لكل تاريخ وطاغية مريدون يلفظهم التاريخ كما لفظ اسلافهم ليذهبوا ادراج الرياح، فثقافة الرمز التي تاصلت عند الطغاة قد لا يختلف اثنان في انها زائلة من غير رجعة، ربما تكون هنالك مصالح آنية لخلق اتون الفوضى بشتى الوسائل لارباك العملية السياسية، لتقويض التحولات الوطنية الحكومية للحد من الارهاب (الصدامقاعدي)،

فالخيارات المطروحة هو العمل على منع الانحدار نحو الخيارات غير الواقعية اما ما تقوم به المنظمة السرية وعملياتها الاجرامية لتوظيف المذهبية لخلق صراعات داخلية لا خاسر فيها غير الشعب العراقي وما تقوم به وسائل الاعلام بكل مسمياتها في التشكيك والطعن برموزنا الدينية والوطنية فهي - اي الفضائيات- لا زالت تطبل للصداميين وتصويرها لكوارث وهمية، فضلا عن استكثارها على العراقيين اقل مقومات الحياة ومصاديقها لمصادرة الحقوق الدستورية وعد الاقاليم وصفة للتقسيم، وهذه الاسطوانة المشروخة لم تعد تابه بها اوساط العراقيين، فهم الاجدر في ان يقرروا مصيرهم، فالاتحادية هي الكفيلة بمنع تسلط المركز وتعطي الفسحة الكبيرة للمشاركة في صنع القرارات الوطنية، فعودة اقليم كردستان الى الجسد العراقي بعد ان كان فعلا مقسما يعطي بالدليل القاطع وحدة العراق ارضا وشعبا ومن البديهي ان الاقاليم الكبيرة هي التي تمنع الدعوات المشبوهة التي تصور التقسيم، فكل المقومات الاستراتيجية ستجعل من اقليم الوسط والجنوب مدعات لبناء العراق الواحد، ومن المؤمل ان تستجد ظروف ومبررات تسرع في بلورة قناعات جديدة تصب لصالح اللحمة الوطنية، فاصرار البعض على رفض الفيدرالية يستبطن بين ثناياه محاولات خطيرة لاعادة العراق لسابق عهده ولاعادة المعادلة الظالمة التي حكمته، ومن هنا نعتقد بان وحدة العراق مرهونة بالانصياع لارادة غالبية ابناء الشعب العراقي، فالتقارب في وجهات النظر هي مسؤولية الدولة التي تحدد الاطر القانونية للحراك السياسي بخطاب وحدوي ينبذ ويحرم التطاول على دماء العراقيين وايقاف التهجير القسري المستمر لاتباع اهل البيت(ع)، والخطوات الاساسية في هذا الاتجاه بان لا يسمح لهذه العوائل بالخروج من محافظاتها وان تبقى ضمن تلك الدوائر لمنع التغييرات الديموغرافية التي تسعى القوى الظلامية للفصل العنصري الشوفيني لمكونات الشعب العراقي، فالمشاهد المؤلمة التي لا تقرها الشرائع السماوية هي من تداعيات الفتاوى الملغمة التي اباحت الدماء والاعراض، فالتسريع بايجاد الحواجز الوطنية والدينية لتقف بالضد من تلك الدعوات المشبوهة لفتح الافاق في اصول العلاقات الاسلامية والانسانية والتعايش بين المكونات العراقية كافة، اذ ليست هنالك عوائق تمنع من هذا الوفاق لسحب البساط من تحت اقدام اعداء الانسانية، فالمفاهيم الخاطئة لا تدرك التاريخ ولا يمكنها الولوج داخل الجسد العراقي والى الابد، فالعراق بحاجة الى وقفة جادة لدعم دولة المؤسسات الدستورية والابتعاد عن الجهوية والطائفية المقيتة وشخصنة المزاج السياسي، ليساهم الجميع في بناء عراق حر ديمقراطي اتحادي موحد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك