المقالات

المهزلة العربية الكبرى:تهافت الشعوب العربية ( 1 )

1620 17:02:00 2006-11-12

( بقلم : مهند السماوي )

ليست فقط مصيبة العراق الكبرى،عندما تقف غالبية طائفة رئيسية مهمة من مكونات الشعب العراقي،وهي الطائفة العربية السنية والتي لا يزيد تعدادها بأحسن الاحوال عن 20%بجانب الدكتاتور السابق صدام التكريتي،ضد حكم المحكمة الجنائية العراقية العليا الصادرضده، نظرا لارتكابه جرائم بشعة لاتخفى على احد،بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة،المصيبة الكبرى ان تشترك في العيش في بلد واحد مع أناس يقفون مع مجرمين عتاة لمجرد كونهم ينتسبون الى نفس الطائفة،أو كانوا منتفعين من حكمهم الجائر،في تنكر واضح لابسط المبادئ والقيم الانسانية،ناهيك عن الوطنية والدينية!،بل مصيبة العالم العربي الكبرى،عندما تشاهد أو تسمع أو تقرأ لأناس تحتار في وصفهم بالكلمات السيئة بعد التنكر الواضح لكل المبادئ والقيم الدينية والوطنية والقومية والانسانية،لم يبقى لهم رابط انساني بعد ان تحولوا الى عالم الحيوانات وشريعة الغاب!في فقدان واضح لذلك العقل الذي انعم الله سبحانه على البشرية،في ما نرى بقية شعوب العالم الاخرى تتعاطف وتتعاون في مابينها في أيام المحن والازمات،ولا تترحم على الطواغيت مهما كان الخلاف الديني والمذهبي والعقائدي مع المضطهدين الابرياء،بل تلعنهم حتى لو قدموا الخدمات الجليلة لدولهم،وهذا ما شاهدناه في التاريخ الحديث،والامثلة كثيرة جدا في ذلك،لاتعد ولا تحصى،منها بعد الحرب العالمية الثانية،حينما شاهدنا التعاون في كل المجالات بين الشعوب المنتصرة والشعوب المهزومة في الحرب،في تطور حضاري لافت للنظر يدل على التقدم الحضاري والانساني لتلك الشعوب،فكانت نتيجة ذلك كله التطور في كل المجالات لتلك الشعوب جميعا،فيما يجلس المتخلفون في كل المجالات،ينظرون ويتفلسفون في حتمية سقوط تلك الشعوب وحضارتهم مستندين لادلة تافهة موجودة عند المتخلفين قبل المتحضرين،متناسين المستنقع القذر حينما يتكلمون،ويرمون الحجارة على بيوت الاخرين،وبيوتهم من زجاج مكشوف ومتصدع لم ينصلح منذ زمن بعيد،هذا مع العلم أن الخلافات في الدين والمذهب واللغة والثقافة والتقاليد والفكر والجغرافيا والتاريخ الدموي الذي يجمع بين شعوبهم،هائلة قياسا بالعالم العربي والاسلامي،لكن كل ذلك ذاب من أجل الجميع ومن أجل المستقبل المشرق الزاهر،بل من أجل البشرية جمعاء.

يا سادة يا كرام،المشكلة في الشعوب أيضا:يتحدث الجميع ويضع مشكلة التخلف بجميع أشكاله وصوره ومنها تهافت العقل العربي،على الحكام والانظمة التي حكمت دول العالم العربي في القرون الاخيرة،في تجاهل واضح للمنبع الدائم الذي لاينضب لهؤلاءالحكام وعبيدهم،وهم الشعوب العربية المقيدة عقولها بسلاسل حديدية من التخلف والهمجية بجميع صورها،الناتجة من ثقافة وتقاليد منحرفة بعيدة كل البعد عن المبادئ الدينية والانسانية،بل مستندة على تأريخ دموي لاحدود له لازال يمجد من قبل الكثيرين،واذا حاول أحدهم مجرد البحث الحقيقي فيه،وبالتأكيد سوف يوصله الى نتائج الى تتلائم مع تصورات الدولة والمجتمع،فسوف يكون له العذاب الدنيوي الذي لاحدود له،بل العذاب الاخروي في تصور هؤلاءأيضا،لأن الاخرة مثل الدنيا ملكهم!والنتيجة بقاء الجميع في دوامة التخلف والهمجية التي أصبحت تؤثرسلبيا في الشعوب الاخرى.

أن التنكر الغبي والفظيع للظلم الفادح الذي تعرض له الشعب العراقي الجريح على يد عصابة حزب البعث الارهابية الاجرامية،هو نتيجة منطقية لتلك الانظمة الدكتاتورية والشعوب المتخلفة،التي تضحك من جهلها الشعوب الاخرى.

الاستطلاعات المرعبة:ان أستطلاعات الرأي العام،أحد أهم المقاييس في معرفة رأي الناس حول أي مسألة في مختلف المجالات،في ظل صعوبة عمل أحصاء أو أستفتاء في كل مسالة صغيرة أو كبيرة،وبعكس الدول المتخلفة،فأن نتائج الاستطلاعات يؤخذ بها في الحسبان نظرا لوجود الانتخابات كل فترة زمنية مما يؤثر على نتائج الانتخابات،بالاضافة الى منظمات المجتمع المدني والصحافة في التأثير والتأثير المتبادل في المجتمع،بعكس الدول الاستبدادية ومنها دول العالم العربي التي أصبحت تمثل الغالبية العظمى من العالم الاستبدادي والمتخلف،والتي لاتقيم اي وزن للاستطلاعات ونتائجها حتى لو كانت في صالح تلك النظم المستبدة! لانها ببساطة لاتجري فيها اي أنتخابات حقيقية!،كذلك مسألة مهمة أخرى هي قلة الاستطلاعات أساسا أذا لم تكن معدومة أصلا!وعلى قلتها يتم التلاعب في نتائجها أذا لم تكن بصالح القوى المؤثرة!.ومن هنا تنبع أهمية الاستطلاعات في الانترنت في مواقع وسائل الاعلام المختلفة فيه،نظرا لما وفره للجميع من حرية لاحدود لها،وتكون الفائدة في أقصى صورها لدى المجتمعات المحكومة من قبل نظم مستبدة،حيث ينعدم التعبير الصادق للرأي وخاصة المخالف.

ورغم التلاعب بالاستفتاء ونتائجه أو عدد المصوتين ومكانهم،وهي حقيقة واضحة وصريحة تجدها أحيانا في استطلاع أخر مشابه له ولكن يختلف في النتائج!وعندها يجب معرفة مكان الاستطلاع والجهة الراعية له.ومهما كان التلاعب الذي قد يصل الى مستويات مخيفة،أو الجهة الراعية له،يبقى في تقديري من أهم الوسائل المهمة لمعرفة رأي الشعوب في مختلف القضايا،بل لمعرفة مستوى التطور الحضاري في مختلف المجالات لتلك الشعوب ومكان الخلل فيها أيضا،مما يستوجب العمل الدائم والدؤوب لعلاجها.

أن نتائج الاستطلاعات التي أطلع عليها الجميع وبالتأكيد أن نسبة المثقفين والمتعلمين فيها عالية جدا(على اعتبار أن المصوتين هم من الفئة المتعلمة بينما غالبية الشعوب العربية تعيش في أمية ابجدية وثقافية، فكيف رأي الشارع الامي!؟)،في رأي الشعوب العربية في حكم المحكمة العراقية على الدكتاتور السابق،وهو نفس احكام الاعدام الصادرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في محكمة الحلفاء في مدينة نورمبرغ الالمانية على قادة الحكم النازي في المانيا!(حتى لا يقول أحد أن العالم الغربي لم يعاقب النازيين بالاعدام)التي تدل على مقدار التخلف العربي ومقدار الهمجية وعدم مراعاة شعور الشعب العراقي الجريح وما عاناه من تلك العصابة اللاانسانية،والاستخفاف في دعوة الاديان والمذاهب والعقائد والمبادئ والمثل الانسانية،التي تدعو صراحة وبوضوح لا لبس فيه على دعم ومساندة المظلوم أيا كان وبأي وسيلة كانت،والوقوف بوجه الظالم أيا كان،وصور الظلم والطغيان والجرائم البشعة المخيفة لم تردع تلك الشعوب المتخلفة ومثقفيها الرعاع،من التصويت للمجرمين واتباعهم وهم المبتلون اصلا بأمثال هؤلاء المجرمين،أن شر البلية مايضحك!،ولم تردعهم الايآت الكريمة والاحاديث النبوية التي تحذروبشدة من أعانة الظالم وبأي وسيلة كانت ،والحث على دعم المظلوم،مما يدل على انعدام صفات المسلم الحقيقي على هؤلاء،والابتعاد عن الاسلام والاديان السماوية الاخرى،ناهيك عن الابتعاد عن روح الاخوة الانسانية وما تتطلبه من دعم ومساندة مادية ومعنوية حقيقية تعبيرا عن تلك الاخوة(هذا ما لاحظناه من ألغاء الديون المترتبة على العراق والتي تسبب بها النظام البائد وهي جريمة من جرائمه البشعة بحق الشعب،من قبل دول العالم المختلفة،بينما لم تلغى من قبل (الاخوةالعرب!) بل يجاهرون علنا في المطالبة بها لعنهم الله تعالى واذاقهم نفس العذاب الذي تعرض له الشعب العراقي المظلوم).ففي قرائتي للتعليقات التي يكتبها القراء العرب على مواضيع قناة العربية الاخبارية السعودية وهي بالطبع تخضع للرقيب،فيمكن تصور مقدار السقوط الاخلاقي المنتشر للكتاب المعلقين عندما نشاهد وجود عدد كبير من تلك التعليقات المتصفة بالانحلال الاخلاقي والنزعة الطائفية والقطرية والتعالي على الشعوب الاقل مستوى من الناحية المادية والجهل الثقافي المنتشر عندما نشاهد كثرة التعليقات على المواضيع التافهة،وقلتها على المواضيع المفيدة والقيمة.

فعند أخذ نموذج وهو التعليقات على خبر صدور حكم الاعدام على الطاغية صدام،عملت أحصائية بسيطة على نماذج المعلقين فوجدت الاجابات تتصف كالتالي:56% اجابات سيئة معادية للشعب العراقي وضحايا الدول المجاورة.33% أجابات جيدة مؤيدة للشعب العراقي وضحايا الدول المجاورة.(غالبيتهم عراقيين أو كويتيين).11% أجابات محايدة.(من المفروض أن لا يكون في هذه المسألة أي حياد،فالساكت عن الحق شيطان أخرس).في استفتاء أخر،السؤال:هل يستحق الطاغية صدام،عقوبة الاعدام؟الاجابة كانت كالتالي:39%يستحق الاعدام.20%لايستحق الاعدام!.41% لم يحظ الطاغية بمحاكمة عادلة،وكأنه كان يحكم ملايين الضحايا بمحاكمات عادلة!.وفي استفتاء آخر لقناة تلفزيونية آخرى منافسة للعربية ومختلفة التوجهات عنها،وهي الجزيرة القطرية،ففي أستفتاء شبيه بأستفتاء العربية السابق،هل الحكم على صدام بالاعدام،قرارعادل كانت الاجابة المرعبة التالية:21% حكم المحكمة عادل.79% حكم المحكمة غير عادل!

من هنا يمكن الكشف عن مقدار التلاعب في الاستفتاء وعن مقدار الهمجية والتخلف العربي!فأذا كانت النتيجة صحيحة،فتلك مصيبه كبرى، بل نكبة عربية عقلانية عظمى،نحتاج الى عقود من الزمن لالغائها وتصحيحها الى العكس،ولكن على من تتكل في التغيير،على الطبقة المثقفة التي صوتت في الاستفتاء،أم على الحكومات العربية الفاسدة!التي تشجع على الفساد وتخدير العقول بمخدرات الاستبداد!.وفي الصحف العربية والمواقع الاعلامية الاخرى،نجد أستفتاءات آخرى مشابهة لها في الاسئلة والنتائج،بل في الكارثة وعمق المأساة العربية!.فماذا لوتخيلنا عدم وجود الشعوب العربية الان في الخارطة السكانية العالمية!هل يؤثر وجودها من عدمه على البشرية وتقدمها الحضاري ورقيها الاقتصادي؟السوأل مطروح على المصوتين في الاستفتاءات السابقة!والجواب معروف سلفا بأذن الله تعالى!.مهند السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك