المقالات

المرجعية الدينية جهاد وتحدي

1500 13:10:00 2006-11-07

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

المرجعية الدينة جهاد وتحديبقلم: عبد الرزاق السلطانيAl_al_sl@yahoo.comلقد وقفت المرجعية الدينية الرشيدة وعلى مدى تأريخها الجهادي ضد كل المحاولات السيئة التي حاولت النيل من الوجود الإنساني المقدس، وتأريخها الجهادي زاخر بالشواهد لالتصاقها بهموم الآخرين وتطلعاتهم، لدورها الوطني فنجد أنها لم تستثن أي مكون بل كانت ولا زالت المظلة الأبوية التي يتفيأ بها كل الأحرار، ولم تعط الفرصة لأعدائها بأي شكل من الأشكال للمساس بها من خلال نهجها وأدبياتها التي أبهرت مشارق الأرض ومغاربها، فقد سجلت صفحة بيضاء في صفحات التأريخ لقيادتها الثورات التحررية، كما أعدت الحقوق المهدورة للشعب العراقي وضمنت حقوقهم من خلال دعواتها الاستراتيجية بما يتناسب مع تطلعات العراقيين ومعطيات المراحل التي أريد تغييبها، سيما بعد أن سجل التأريخ بكل فخر واعتزاز الملحمة الجماهيرية الكبرى عندما التفت الجماهير حول المرجعية الرشيدة لبناء دولة المؤسسات الدستورية، فالانتخابات والاستفتاء هما عنوانان واضحان للنضج الديمقراطي وأهم ركائز بناء دولة العراق الفيدرالي التعددي المستقل للخروج من المسلسل الدموي الرهيب، فإرادة الجماهير هي من يقرر شكل وحجم الفيدرالية كونها مطلباً وطنياً وليس سياسياً كون الأول هو من أوصلهم إلى مراكز القرار، فضلاً عن ايمانهم أن اقليم الوسط والجنوب وإقليم بغداد وبقية الأقاليم هي صمامات أمان والصيغة المنطقية لوضع الحلول الواقعية لضمان المقاربات الديناميكية الحقيقية، فهناك شبه اجماع بين القيادات السياسية الوطنية على الفيدرالية إيماناً منها بمنع استبداد المركز، ومنع تسلط الأقلية، فسكان مناطق الوسط والجنوب واقليم كردستان هم الغالبية ولكن عوملوا على المستوى السياسي والفكري والثقافي والاقتصادي كمواطنين من الدرجة الثانية واضطهدوا، وهجروا وأبعدوا عن الديار، فالدولة المركبة تقطع الطريق على أية فئة من الاستفراد بالحكم وقمع الغالبية، نقولها للتأريخ أن الحقيقة المغيبة ان من فقدوا مواقعهم بسقوط الطاغية صدام ونظامه لم يتقبلوا هذه الحقيقة وما نتج عنها من انهيار لمؤسسات بنيت على جماجم الملايين من أبنائه، فالترويج لهذه العصابات هو ضرب من الجنون، فالطاقم الحكومي الحالي يمثل الاجماع الوطني الحقيقي للعراق باستثناء قتلة أبنائه هذا الطاقم الذي لن يسمح بعودة أي نتاج أو شكل من أشكال حزب البعث وتنظيماته الدموية، فإذا كانت السياسة فن الممكن فإن تعدد مراكز القرار الأمني تضييع ما هو ممكن من المعالجات الفورية التي قد تنعكس سلباً على الأمن الوطني، ودق اسفين الفرقة بين مكونات الشعب العراقي، والخيارات الممكن التعاطي معها هو منع التجاوزات غير المحسوبة لدى بعض السياسيين فرفع الحواجز عن مدينة الصدر بقرار وطني شجاع أعطى رئيس الحكومة مرونة عالية وانسيابية لمسك الملف الأمني بالكامل، وتعد من الخطوات الجريئة ضمن الاستحقاقات المتطورة لقيادة البلد دون الرجوع للأطراف الأخرى، فلا غرابة أن تظهر أنماط جديدة لقيادات سياسية تسعى لتصدع اللحمة الوطنية وتعطيل البرنامج الوطني فهناك مستويان لفهم الجدل الداخلي في العراق، الأول يراه البعض غير حقيقي أو مفتعلاً وهو الذي يتردد في المبارزات الخطابية لتحقيق مكاسب سياسية معينة، والآخر هو ذلك البعيد عن الأضواء الذي يتسم بالمرارة والقسوة الشديدة، فكل الدلائل على الأرض تشير بتورط بعض الأنظمة في دعم الإرهاب في العراق، سواء بالمال الحرام الذي يجمع في أماكن عامة وخاصة في تلك الدول ليصل إلى تلك العصابات تحت غطاء (المقاومة والجهاد)، أم بالفتاوى الظلامية الطائفية التي استباحت دماء العراقيين وأموالهم وأعراضهم، كل ذلك يجري تحت مرأى ومسمع السلطات الأمنية لحاضنات الإرهاب، فالتقصير المريع من تلك الحكومات التي لا زالت في غيها يجب أن يوضع له حد، من خلال فضحها وتعريتها أمام الرأي العام العالمي، كما وندعو المنظومة الدولية ومؤسساتها أن تأخذ على عاتقها تشكيل حملة ضغوط دولية لإنقاذ العراق من تلك الحواضن الإرهابية لوضع حد للقتل المجاني للعراقيين ليسود الأمن والأمان والاستقرار في ربوع عراقنا الجديد بعد أن تخلص من كابوس الماسونية ممثلة بصدام وعصابته الإجرامية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك