المقالات

نهاية دكتاتور

1959 03:00:00 2006-11-06

عراقيـــة

خمس وثلاثون سنة ربض الطاغية على صدور العراقيين وحكمهم بالحيديد والنار في دوله طبقت شريعة الغاب والقوي فيها من يمسك زمام الامور وهم الفئة القليلة التي تسلطت على رقاب الملايين بمختلف الطرق الغير شريفة باتباع النظام المخابراتي والذي فرق بين الاب وابنه والاخ واخيه وسخرت الدولة ثروة البلد لاثارة الحروب وبناء السجون والمعتقلات وانتاج الاسلحة ودمر ما دون ذلك . وغيب عشرات الالاف من ابناء الشعب واعدم العلماء الذين يعتبرون كنز وذخيرة لاي شعب في العالم .التعليم زمن الطاغية تردى مستواه الى الحضيض حتى ان الطفل الذي يكمل الصف السادس الابتدائي لا يستطيع القراءة والكتابة جيدا بالمقارنة في الفترة السابقة له . ومستوى الهيئات التدريسة متدني لاتباع النظام العسكري والتنظيم الحزبي فيها فكان الاهتمام بالعلم هو شئ ثانوي مقابل ان يشارك الطالب او المدرس في النشاطات الحزبية او المنظمات الشبابية . وقلة المدارس وبعدها عن سكن الطلاب وخاصة في المناطق الريفية جعل الكثيير من التلاميذ ان يلجأ الى التسرب من المدارس اضافة الى ان المدارس التي قصفت اثناء الحروب  لم ترمم , اي ان وضع النظام التعليمي بشكل عام متردي . اما الوضع الصحي فحاله ليس باحسن حال من مجال التعليم في زمن صدام ,لان الطاغية  قد عمم النظام الحزبي على الجميع و كذلك قلة المستشفيات وسوء تجهيزها وقلة عدد الاطباء الذي خلق ازمة في المستشفيات وتاتي المناطق الريفية في مقدمة المتظررين من جميع النواحي .اما في المجال الزراعي الذي اخذ نصيبه من التردي هو الاخر في بلاد ما بين النهريين والذي يشكو من قلة المياه المستعملة للسقي لكثرة السدود التي بناها الطاغية لحجز المياه عن المناطق الزراعية الجنوبية , وقلة الالات الزراعية المستخدمة في الزراعة مما يجعل الفلاحيين يستخدمون الطرق القديمة المتعبة في الكثيير من مناطق العراق اضافة الى فرض النظام ( واعتقد هو النظام الوحيد في العالم العربي على اقل تقدير ) نوع الحاصل المزروع وسيطرة الدولة على الحاصل وباسعار زهيدة مما دفع بالكثيير من الفلاحيين ترك قراهم والسكن في المدن وترك الاراضي الخصبة التي اصبحت ارضي بور ..اما الصناعة فهي لا تتعدى الصناعات الاولية البسيطة والموجودة في الكثيير من الدول الفقيرة اما الصناعات التي انصب الاهتمام عليها فهي التصنيع العسكري فقط . لم نرى مشروع مهم انشئ وقت الطاغية واغلب المشاريع الصناعية والخدمية انشئت زمن عبد الكريم قاسم الذي بنى اهم القواعد الصناعية والخدمية في العراق .اضافة الى تدميره نفسية الشعب من خلال القحط والفقر الذي عاشه الشعب على مدى سنين طويلة وزرع الفتنة بين العائلة الواحدة وبين المذاهب والقوميات والتي نحصد نتائجها في هذه الايام . والطبيعة كذلك اخذت نصيبها منه كاملا من تجفيفه الاهوار هذه التي بقيت اكثر من خمسة الالاف سنة وهو تزهو وتزخر بثرواتها الطبيعية وطبيعة الشعب الذي يعيش فيها على نفس نمط معيشته منذ القدم الى ان عبثت بالمنطقة رياح البعث الصفراء واحالتها الى ارض مقفرة هجرها سكانها لاول مرة في التاريخ والتي سجلت على ايدي نظام صدام وقرى الشمال التي دمرها برش الكيمياوي وحرق فيها الاخضر واليابس  وغير ذلك الكثيير . وفي نهاية المطاف وعند دخول دبابتين امريكيتين هرب الطاغية وازلامه  وكل اتجه الى الوجهة التي حملته رجلاه لها وترك الكرسي الى حفرة متر في متر والتي جرب فيها حياة الكهوف .... والاجدر بالقوات التي وجدته فيها ان تقتله في نفس المكان عقوبة له على فراره من المعركة التي كان هو سببها وليذكره باحكام الاعدام وفرق الموت التي كانت بانتظار كل من يفر هاربا من جبهات القتال وهذا جزء من قوانينه العسكرية لكنا خلصنا من الكثيير من المشاكل الامنية المتزايدة بسببه وبسبب اتباعه ومناصريه . ومن مساوئ النظام الديمقراطي انها شملت هذا الطاغية وازلامة بها وخضوعه لمحاكمة عادلة ومحاميين دفاع ونقل مباشر وافساح المجال له باطلاق خطبه الرنانه . وعلى كل حال انتهى الدكتاتور وكانت نهايه مخزية بعد ان اذاقه الله سبحانه وتعالى جزء قليل مما فعله بالشعب . فليفرح اليتامى ولتفرح امهات وزوجات الشهداء وليفرح  الذين هجروا قسرا من بلدهم وليفح كل من عانى وكل من انحدرت به دنيا البعث ولترسم ابتسامه على شفاه اطفالنا ولتبدا حياة جديدة خالية من عفن البعث ....
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك