سعد البصري
في العراق الجديد .. عراق ما بعد 2003 ، عراق الديمقراطية ، عراق الحرية والمساواة والتطور ، عراق القتل والدمار والتهجير ، عراق المناصب والمكاسب والامتيازات ، عراق المحسوبية والواسطات والخواطر ، عراق الـ .. و .. و ..؟ كثيرة هي المفاهيم التي طرقت أسماع العراقيين بعد سقوط النظام العفلقي في نيسان 2003 ، منها ما يزرع الأمل في قلوب الناس ، ومنها ما يزرع اليأس والخوف ، فالمفاهيم التي تزرع الأمل بدأت يوما بعد يوم بالذبول والانزواء وجاءت بدلها المفاهيم النفعية والشخصية ، ومن ضمن تلك المفاهيم التي طرأت علينا في العراق مفهوم ( الكاتم ) .. ما هو الكاتم ..؟ لقد علمتنا الضرورات في العراق أن نعرف إن الكاتم على نوعين : فهناك المولدات الكاتمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في عراق لم يشهد معدلات موت بسبب الكهرباء مقارنة بطرق الموت الرهيبة الأخرى ، لغيابها الشبه تام في حياتنا اليومية ، فكان الفضل للمولدات الأهلية التي تقسم إلى كاتمة وغير كاتمة حسب المكان ومعدل الدفع ..؟ ولكن المصيبة الكبرى والأدهى هي النوع الثاني من الكواتم ألا وهي (المسدسات الكاتمة) التي باتت واحدة من أهم أدوات القمع والإجرام في العراق وراحت العصابات المسلحة تزخر بأنواع هذه المسدسات ، وراح قتل المسؤولين وبالخصوص من يعمل في المجال الأمني من ضباط من أهم ما يميز هذا النوع باعتبار إن القتل بواسطة مسدسات الكاتم هي طريقة سهلة ويمكن استخدامها في أي مكان وفي أي وقت كونها لا تصدر اصواتا ( توقض القوات الأمنية النائمة ) المنتشرة في شوارع بغداد الحبيبة ..؟ إن ظاهرة انتشار العصابات التي تستخدم المسدسات الكاتمة أصبحت ظاهرة خطيرة ولا يمكن السكوت عنها لأنها إذا ما استمرت سوف تشكل خطرا كونها ستكون في متناول يد كل من هب ودب .
https://telegram.me/buratha