حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بعد أن تم طرح اسم السيد نوري المالكي كمرشح لمنصب رئاسة الحكومة من قبل التحالف الوطني ظهرت في الشارع العراقي علامات متفاوتة منها ما استبشر خيرا بقرب نهاية أزمة تشكيل الحكومة التي دامت أكثر من سبعة اشهر ، ومنها من ظل متحفظا كون الرؤية الحقيقية لتشكيل الحكومة لازالت غير واضحة والمشهد السياسي في العراق مشوش .. إن الانفراج بالأزمة لابد له أن يخضع لواقع صحيح وملحوظ بالشارع العراقي وهذا الواقع يكاد يكون معدوم ألان ولعدة أسباب ..؟ منها أن الاختلافات في الطروحات داخل التحالف الوطني تحتم على المتتبع للشأن السياسي أن يقف عند أسباب عدم تأييد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وحزب الفضيلة في ترشيح السيد المالكي وفي آلية الترشيح كون هذين المكونين من المكونات المهمة داخل التحالف بالإضافة إلى ما يمثله المجلس الأعلى من ثقل مهم وواضح للعملية السياسية برمتها في العراق . فالذي ينظر إلى إن الأزمة في العراق قد انتهت فهو مخطئ ولا يعيش الواقع لان الأمور فيما يبدو قد تعقدت أكثر ..! فعدم إشراك المكونات الأخرى في الحكومة هو دليل واضح على ضعف الحكومة القادمة ثم لابد لنا أن نعترف إن الحكومة القادمة إذا أرادت أن يكتب لها النجاح لابد لها من إشراك جميع مكونات العملية السياسية في العراق ، فالقوائم التي فازت بالانتخابات البرلمانية أو التي حصلت على مقاعد نيابية من حقها أن تشارك في الحكومة القادمة ومن حقها أن تحصل على استحقاقاتها الانتخابية مهما كان عدد المقاعد التي حصلت عليها ، فأتمنى أن يكون من يتصدى لتشكيل الحكومة أن ينتبه جيدا إلى أن العراق لا يمكن أن يدار بواسطة الحزب الواحد والقائد الأوحد لان ذلك الزمان ولى وراح .
https://telegram.me/buratha