بقلم : فاضل الشيخ
عندما قرأت عهد امير المؤمنين علي عليه السلام الى مالك الأشتر حين جعله والياً على مصر تمنيت أن يقرأ رئيس الحكومة المقبلة والذي طال اتنظارنا له هذا العهد ويعتبره بمثابة ورقة عمل ومنهاج تطبيقي لحكومته المقبلة وقد اقتطفت مقاطع من هذا العهد العظيم والتوصيات الجليلة وابتدأت بموضوع اختيار الرئيس لوزرائه حيث يقول الامام(ع) (إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيراً ومن شاركهم في الآثام) (ولاتدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر) (ثم انظر في امور عمالك واستعملهم اختياراً ولاتولهم محاباة وإثرة ) حيث يجب على الرئيس أن يلتفت الى هذه المسألة وأن يختار من الوزراء والمسؤولين الكفوء والنزيه والوطني ولايختار من كان خادماً لحكومة صدام المقبور أو من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وأن يسد الطريق عليهم كي لايتسلقوا المناصب المهمة والمفصلية، ونرى في الحكومة المنتهية ولايتها مسؤولين امنيين وغير أمنيين لازالوا يشغلون مناصب مهمة وحساسة ولازالت ايديهم ملطخة بدماء العراقيين وتلطخ كل يوم من خلال التمهيد للإرهابيين وتسهيل تنفيذ عملياتهم الاجرامية ، كما عليه أن ينتقي مستشارين ووزراء ومدراء وغيرهم على أساس ان يكون خادماً للناس وليس حاكماً عليهم وأن لايكون الأختيار على أساس المحسوبية والمنسوبية والمحاباة ، ويجب على الحكومة المقبلة النظر في رواتبهم التي تفوق رواتب باقي موظفي الدولة باضعاف مضاعفة ولا نعلم سر هذا التمييز !!! .كم من الفقراء في هذا البلد وماأكثرهم يمكن أن يعيشوا براتبي وزير أو عضو برلمان أو مستشار لرئيس الوزراء أو حتى راتب رئيس الوزراء نفسه والأنكى من ذلك عندما ينتهي عمل الوزير أو عضو البرلمان أو المستشار أو غيره يمنح راتباً تقاعدياً يعادل رواتب الالآف ممن يتقاضوا رواتب الرعاية الاجتماعية أين العدالة في هذا التوزيع !!! .بعدها يذكّر الإمام(ع) مالك الأشتر بمسألة مهمة جداً وهذا التذكير ليس لمالك بل(إياك اعني واسمعي ياجارة) وهي الالتفات الى الفقراء من الناس واصحاب الحاجة والمعوقين والأرامل واليتامى والمهجّرين ثم يقول الامام(ع) (ثم الله الله في الطبقى السفلى من الذين لاحيلة لهم من المساكين والمحاتجين وأهل البؤسى والزمنى) كم من الايتام في العراق بحاجة الى ابسط مقومات العيش حتىصار الامر الى بعضهم أن يتركوا الدراسة وأخذ يبحث في القمامة عله يجد شيئاً يبيعه ليعتاش بثمنه، وكم من الأرامل اصبحت دون راع يرعاها ويحميها من مكاره الدهر قد حرمها منه الارهاب الأعمى افترشت أرض السوق لتوفر لقمة حلال لايتامها، من المهجّرين الذين هُجِّروا من منازلهم وأعمالهم وأصبحوا بلا مأوى يفترشون الأرض ويلتحفون السماء والسبب أن الحكومة لم تقدر على حمايتهم أو توفر لهم مسكناً مؤقتاص على اقل تقدير .إن التصارع اليوم بين الكتل السياسية والجري على حصد المناصب المهمة والسيادية ليس لخدمة هؤلاء الفقراء والأيتام والأرامل وغيرم من المستضعفين أو لتحسين معيشتهم أو لبنائهم ثقافياً واجتماعياً وانما للتسلط عليهم والتحكم بامورهم وجعلهم عبيداً يصفقون ويهتفون للرئيس الجديد (بالروح بالدم نفديك يا ...) وعند متابعتي لنشرات الاخبار تصورت جري ولهاث الكتل السياسية وتذكرت حينها قول أحد حكام بني أمية عندما قال لاهل الكوفة (انما جئتكم لا لتصلوا أو تصوموا أو تحجوا واني اعلم انكم تفعلون ذلك وانما جئتكم لاتأمر عليكم) والعاقل تكفيه الاشارة .بقلم : فاضل الشيخ
https://telegram.me/buratha