بقلم ... محمد ابو النواعير
دأب السيد الحكيم ( عمار ) على ان يكون على تماس اخلاقي وسياسي مع شرائح المجتمع المختلفة , في سابقة ممدوحة تصدر من رمز سياسي في بلد عهد سياسيه على ان يكونوا متخفيين في بروج مشيدة , يخاطبون الناس من منطلق الرب الاعلى , ولا اريد ان اطيل ولكني ارى ان الملتقى الثقافي الذي يعقده السيد الحيكم ( عمار ) كل اسبوع في مكتبه ببغداد , أنما هو في حد ذاته ملتقى تواصلي تفاعلي يعتمد على مبدأ راق جدا الا وهو جعل المواطن العراقي على اطلاع بتفاصيل اللعبة السياسية , وهذا في حد ذاته يعد سابقة عظيمة في الفكر السياسي الديني عموما والسياسي الشيعي بشكل خاص , فبعد ان أتُهم الفكر السياسي الديني ( الاسلامي انموذجا ) وعلى مر العصور بأنه فكر يعتمد على حكم اليمينيات البرجوازية المحافظة بحكم طبقي يجعل من على سدة الحكم او سدة صنع القرار من طبقة معينة وبالنتيجة نراه ينظر الى عموم الشعب بنظرة طبقية ( أستعلائية بوجهها السلبي , او تؤمن بكتم الاسرار عن العوام بوجهها الايجابي ) , نرى ان ممارسة الحكيم انما تمثل قلبا للقراءات السلبية التي قُرأ به هذا التيار .في لقائه الاخير مع جمع من مختلف طبقات المجتمع العراقي , اكد السيد الحكيم ( عمار ) على " احترام أي مشروع بأمكانه ان يشكل الحكومة , وأحترام أي حكومة تنتجها السياقات الدستورية التي تمنحها ثقة الغالبية المطلقة لأعضاء مجلس النواب .انها مبدئية عالية في ان تبادر جهة سياسية تتجاوز أفكارها الخاصة بها وتنسجم مع أي مشروع يسير ضمن السياقات الدستورية حتى ولو كان على خلاف قناعاتها , وهذه مبدئية يجب ان تحسب لصالح المجلس الاعلى ".حقيقة الامر ان تعامل قوى تحسب على انها دينية اصولية يمينية بهكذا جوهرية ديمقراطية , انما يعد تحولا عظيما في توفير آليات فهم جديدة لهذا الفكر السياسي , فنحن نعلم إن الأمم الحالية ليست كلها ديمقراطية رغم امتلاكها دساتير ، وتعتمد الانتخابات االعامة ويتشكل لديها برلمان ، ولديها منظومة قضائية مستقلة شكليا , إلا إننا نلمس أنها ( أحادية ) يحكمها حزب واحد تعتمد على القمع والأقصاء السياسي ويتخذ من الديمقراطية غطاء الاضفاء الشرعية على نظامه السياسي وهذا الأمر يجعل الديمقراطية طريدة الأحادية القمعية التي تعتمد التمثيل والتزيف ألقيمي عبر ادعاها الانتماء للديمقراطية .بينما نجد ان رجل السياسة الذي يُخضع رؤاه السياسية الى تأدبية دينية يقول " أننا لانفرض آراءنا على الاخرين , ولا نحمل قناعاتنا الشعب العراقي اوعلى القوى السياسية العراقية , وسوف لن نقف موقف المعارضة والتعنت وإجهاض أي مشروع قادر على ان يمضي ويشكل حكومة , لن نعرقل أي مشروع قادر على تشكيل حكومة " . ( قول مقتبس للسيد عمار الحكيم ) .والديمقراطية كنظام سياسي يقوم على اعتبار إن السيادة فيه لجميع المواطنين ، لا لفرد أو لطبقة واحدة منهم ويقوم النظام الديمقراطي في ثلاثة أركان :الأول- سيادة الشعب . الثاني- المساواة والعدل الثالث الحرية الفردية والكرامة الإنسانية .وهذه الأركان الثلاثة متكاملة ، فلا مساواة بلا حرية ، ولا حرية بلا مساواة ، ولا سيدة للشعب إلا إذا كان إفراده أحرارا , وقد كانت قراءات الفلسفة السياسية لما بعد الحداثة تنظر بالدرجة الاولى والاساس الى تاصيل قيام ما اصبح يطلق عليه ( دولة الرفاهية ) التي تنظر الى تحقق الكرامة للانسان بان يكون وجوده كمواطن , مكفول بتوفر الخدمات الاساسية التي تحقق له الحياة السعيدة بعد اعطائه حريته وتخليصه من الظلم والطغيان , وهذا لا يكون طبعا الا بتوفرنظام حكم يحوي في ثناياه تعددية سياسية تؤمن بأن المواطن هو الهدف الاعلى والمقدس الذي يجب السعي اليه , مع اقصاء المصالح الذاتية ولو بشكل جزئي , فالهدف هو المواطن , والنتيجة هي ما يمكن ان يقدمه السياسي لهذا المواطن , يقول السيد الحيكم (عمار) " نحن لا نبحث عن السلطة والمواقع , وانما نبحث عن خدمتكم , والمستقبل سيوضح ويكشف الحقيقة التي نحملها في قلوبنا وفي صدورنا ((فأما الزبد فيذهب جفاءاً واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )) . ما يهمنا اليوم هو ان نلتزم بالمعايير الصحيحة وبالسياقات التي تساعدنا في الوصول الى حكومة شراكة حقيقية , تؤمن بالدستور وتوحد البلاد وتحافظ على لحمة العراقيين وتحقق الاعمار والازدهار لهذا الشعب الكريم . هذا اهم ما ننظر اليه ونقف عنده اليوم ، كيف نلتزم بهذه المعايير وكيف نوضحها وكيف نكرسها ، أما نحن في المجلس .. هل نكون شركاء او لا نكون هذه القضية ليست هي القضية الاولى التي نفكر فيها .... سنبذل كل جهدنا ونتحمل كل مسؤولياتنا امام ابناء شعبنا في المطالبة بحقوقهم والدفاع عن قضاياهم , في تحمل المسؤولية تجاه أدوراهم في الادوار التشريعية والرقابية في مجلس النواب " .
https://telegram.me/buratha