زهراء البغدادي
الملاحظ ان حديث الساعة والساحة هذه الايام يدور حول زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي وما يمكن ان تتمخض عن حلول سحرية للازمة العراقية.جميع المراقبين يشيرون الى ان زيارة بادين لبغداد جاءت لايجاد حلول عاجلة للازمة العراقية الراهنة وهي زيارة تستبطن اشارات وايماءات مهمة في هذا الظرف الحساس والخطير وهي بطبيعة الحال لم تجلب معها الحلول الواقعية والمنطقية لازمة تشكيل الحكومة.نحترم الدعم الدولي والاقليمي للمسيرة العراقية السياسية ونقدر حرص الكثير من الدول الشقيقة والصديقة على الاستقرار السياسي في العراق وهو استقرار للمنطقة والعالم.ولكننا لم ولن نسمح او نتسامح مع من يريد فرض الشروط علينا والنصائح الملغومة بالاوامر والتهديدات من اجل املاءات للاسراع بتشكيل الحكومة وفق المزاج الغربي.نرفض هذه الحلول الخارجية والاملاءات وان تغلفت بنصائح ووصايا لاسباب عديدة اهمها:- ان الحلول الخارجية تصادر اهم مرتكز ديمقراطي وهو الانتخابات واصوات الشعب وان الحكم النهائي هو الشعب الذي سجل اهم ملحمة انتخابية في تأريخه المعاصر.- هذه الحلول تستفز سيادتنا الوطنية وتكرس التدخل الخارجي والوصاية الاجنبية فنحن لسنا صبياناً او قاصرين حتى نحتاج الى هذه التدخلات.- هذه التدخلات تعني ان الاداء الديمقراطي عبارة عن غطاء ولافتة خادعة لتضليل الجماهير والاستخفاف بمشاعرها ومواقفها.- اذا كانت ظروف العراق السابق استدعت تدخلات اممية لتغيير النظام كما حصل في التاسع من نيسان 2003 فان العراق الجديد اصبح نظاماً ديمقراطياً يعتمد الانتخابات معياراً لتبادل وتداول السلطة سلمياً فلا نحتاج الى تدخل عسكري او سياسي لفرض اجندة على النظام السياسي الجديد.العراق الجديد اصبح رشيداً وقادراً على تقرير مصيره وترسيم نظامه السياسي وتشكيل حكومته وفق الشراكة الوطنية وليس الوصاية الدولية.ان شعبنا لم ولن يتسامح على من يريد تغييب ارادته والاعتماد على الارادة الخارجية ومهما كانت الظروف والصعوبات فاننا لسنا بحاجة الى املاءات وفروض الاخرين وقد اثبتت الوقائع بان العراقيين هم الاولى والاجدى في صناعة مجدهم ووحاضرهم ومستقبلهم وليس بامكان احد مهما امتلك من القوة والبطش من قهر ارادة ابناء ثورة العشرين وابناء الصدرين وابناء الحكيم والسيستاني.
https://telegram.me/buratha