المقالات

تحرك الساعات الأخيرة في الساحة العراقية

1295 20:16:00 2010-09-27

عمار العامري

يبدو أن الحراك السياسي الدائر في الساحة العراقية اخذ يسخن أكثر كلما تقدمت به الأيام وطال به الزمن فكما يظهر أن التحالف الوطني والذي يتنازع طرفي في مخاض عسير لم يظهر في الأفق بوادر لحسم قضية مرشحه لرئاسة الوزراء والتي يتنافس عليها الدكتور عادل عبد المهدي ونوري المالكي وفي المقابل عدت حلول موضوعة كما يبدو أنها يبرز عند ظهر تجاذب وتراشق إعلامي بين إطراف التحالف وان هذا التجاذب تتبين علاماته كلما سعى احد إطرافه لإيجاد تفاهمات منفصلة مع الكتل الأخرى في غياب الطرف الثاني من التحالف وابرز الحلول أو كما تسمى السيناريوهات هو ما يعرف باتفاق الشراكة الوطنية الذي يجمع الائتلاف الوطني العراقي والذي يحمل راية هذا الحل فيه المجلس الأعلى الإسلامي العراقي مع ائتلاف الكتل الكردستانية والكتلة العراقية والذي كما تبين التحليلات السياسية أن أصحاب هذا الاتفاق هم ممن لم يشهدوا للمالكي بالنجاح خلال السنوات الماضية ولم يرغبوا بالاتفاق معه لما عرف عنه من عدم التزام بكل المبادئ والتفاهمات التي يقطعها على نفسه ضمن الاتفاقيات التي ترسم له لتشكيل أي حكومة.

وان المساعي التي تتبناها قيادات حزب الدعوة بالنيابة عن دولة القانون تظهر كما يبدو متناقضة عن تصريحات الكثير من أعضاء القائمة إذ تجد تصريحاتهم تصب في خانات الشراكة الوطنية وهذا الأمر الذي لم يعمل به المالكي في السنوات الماضية ولا يعمل به كما يبدو لاحقا وأيضا الهتاف باستكمال مشروع المالكي في المجال الأمني الذي يفقد إلى المصداقية كإكمال الملف الأمني وكأنما الاتفاقية الأمنية حدثت بجهوده فقد متناسين أن اغلب من في البرلمان ساهم في إنضاجها وكذلك هتاف أن السنوات الماضية غير كافية لتقديم المالكي كل الخطط الكفيلة في بناء العراق وفي الحقيقة أن من يصرح بهذا الأمر يعلم بعدم وجود أي مشروع استراتيجي في العراق في مجالات الكهرباء والسكن والتموين والبطالة والقضاء على الفساد الإداري وتفشي الرشوة وبروز ظاهرة سيطرة الحزبية والمحسوبية على اغلب الدوائر ناهيك عن استفحال ظواهر تعاطي المخدرات والمسكرات والنوادي الليلية وأتعس من ذلك فقدان اغلب الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة للولاء للوطن والمواطنة الحقيقية وإنما الولاء للأشخاص والرموز وهذه الحالة الأخطر التي لم تعمل بها أي حكومة سبقت الحكومة المنتهية ولايتها وأيضا بروز ظاهرة تبعية السلطة القضائية للسلطة التنفيذية وهذا ما يخاف منه على كل العراق لان هذه الظاهرة بحد ذاتها دمار لبناء العراق الديمقراطي وعودة للنظام الديكتاتوري.

مع كل هذه الأمور والتي تعتبر من مساوئ بناء أي دولة نجد أن هناك ضغوط خارجية تكمن في التناغم بين الأمريكان من جهة والإيرانيين من جهة أخرى في قبول المالكي في ولاية ثانية وتحرك عربي من قبل سوريا والسعودية وأيضا تركيا ولعبها دور في تشكيل الحكومة العراقية ومع هذا هناك ضغط من قبل دولة القانون على إطراف في الائتلاف الوطني وخاصة التيار الصدري للقبول بالمالكي رغم الويلات التي عانى منها التيار من قبل سياسات المالكي وأخر تلك الجهود استغلال علاقة السيد كاظم الحائري - باعتباره المرشد الروحي لحزب الدعوة بعد وفاة السيد فضل الله - بالسيد مقتدى الصدر واتخاذ هذه العلاقة منفذ لتغيير في رؤيا الصدريين اتجاه مرشح الائتلاف الوطني الذي هم جزء منه فأذن أن دولة القانون تتحرك في سقف واحد لا غيره وهو منصب رئيس الوزراء وان الهدف منه معروف وواضح للجميع هو وجود دولة القانون أولا ورمزية الحزب ثانيا بوجودهم على رئس السلطة وليس الدولة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن ذي قار
2010-09-27
اتمنى ان ينشر تعليقي هذا وحسب رايي ان الامور تسير عكس الرياح لذا نتمنى من المجلس الاعلى ان لايدخل في حكومة فاشلة وان من حكم كان يعمل من اجل البقاء ونحن نرى هذا الاستهتار بمقدرات شعب كامل واعتقد في السنوات الاربع القادمة ستجدون المنطقة الخضراء قد بيعت وكان التستر على التحف هو فقط انتظار رجوعهم للحكم ولكنها كشفت وهم لا يبالون ان تم كشفها بعد البيع ولا احراج ولا بطيخ وان حصل المالكي على لقب نوري تحفية فاعتقد السنوات القادمة تكون اسوا وليتحمل الظلم لنفسه والاخرين من لم يعرف الحقائق وانتخب بلا علم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك