الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي
تسير الحياة في معطياتها وتفرز لنا الغث من السمين وقد تعطي لنا المترادفات المؤتلفات وقد تعطي لنا المتضادات ولكن المتضادات تبرز في جوهرها سيئات وحسنات الضد كما قال احد الشعراء:ضدان كلما اجتمعا حسنا والضد يظهر حسنه الضدوتتناول حكايتنا الجلد الطبيعي والجلد الاصطناعي أو الصناعي لنصل من خلالها إلى مقصود نعنيه.فالجلد وقاية للإنسان والحيوان وهو يشكل خطا دفاعيا لحماية الجسم بل أكثر من ذلك يعطيه الجمالية للكائن الحي ويتميز الجلد الطبيعي بصفات وميزات تختلف من نوع إلى آخر كما يقر بذلك علماء البيولوجي والأطباء من ذوي ألاختصاص.لقد سيطر ألإنسان بقدرته وذكاءه على سائر الحيوانات فسخر جلودها لخدمته واستخدمها في صناعته وقد ميز بين هذه الجلود الطبيعية وصنفها إلى جيد وردئ وأخذت بيوت ألأزياء في وقتنا الراهن تتفنن في صناعة الجلود حتى أصبحت تضاهي المقتنيات الثمينة.وللجلود الطبيعية فضل على حضارة الإنسان حيث استخدمت للكتابة ونقل المعرفة حسب خاصيتها، وكانت للرسائل المتبادلة بين الملوك والولاة ذات شأن عظيم في عالم المعرفة ، حتى قيل إن أهمية الرسالة تعرف من نوع الجلد الذي احتواها فإذا كانت من جلد الغزال على سبيل المثال كانت تعني التقدير للمرسل إليه وإذا كانت من جلد آخر فتعني معنى آخر وعلى سبيل التندر إن احد الشعراء أراد إن يغيض معن بن زائدة الذي اشتهر بالحلم فقال له:أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير.فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير.ولما كانت الحياة في تطور وفي ظل مخاوف ألإنسان من انقراض الحيوان وبالتالي لا يتيسر له الحصول على الجلد الطبيعي بالقدر المطلوب( حيث قرأت في دراسة نشرت في إحدى المجلات في شهر كانون الثاني 2006 عن تقرير صدر منذ عام عن ألاتحاد العالمي لحماية البيئة World conservation Union تحت اسم القائمة الحمراء للأنواع المهددة بألأنقراض من الحيوانات والطيورRed List of Threatened Species إن العدد المهدد بألأنقراض يبلغ15568 نوعا منه7266 نوع من الحيوان) وهذا الحيوان كما هو معلوم ذا جلد طبيعي يسعى الأنسان الى استخدامه ، لذا فكر ألإنسان بصنع البديل واهتدى في ظل تكنولوجيا المعلومات إلى صناعة البلاستك حيث أخذت هذه الصناعة تحاكي صناعة الجلود الطبيعية في استخداماتها وقد تفنن ألإنسان في هذا المضمار حتى أخذت هذه الصناعة وكأنها جلود طبيعية وقد تلتبس على كثير من الناس.ولكن الجلد الطبيعي يبقى هو ألأفضل وهو المطلوب وأن غلى ثمنه فأن تمنطقك بحزام من جلد طبيعي وأن اخفت ظهوره الملابس الشتوية يشعرك براحة نفسية عن تمنطقك بحزام من البلاستك وهكذا بحملك حقيبة جلدية.وهكذا نستخلص من هذه الحكاية دلالة إن الشئ الجيد يبقى مطلوبا في هذه الحياة حتى ولو كان غاليا كما يقول عجز البيت الشعري( وتأتي على قدر الكرام المكارم).لذا فأنا ارى ان المرحلة التي يمر بها وطننا العزيز العراق هي مرحلة انتقالية صعبة نظرا لمترادفات ألأرآء وكل يغني على ليلاه كما يقول المثل المستطرق وان حكاية الجلد الطبيعي والجلد الصناعي ماهي الى حكاية لتمييز الطيب من الخبيث وانه مهما كان التستر وراء الجلد الصناعي ومضاهاته بالجلد الطبيعي لا تصل المقارنة بين الطيب من الفعل والمقلد منه فعلى الانسان إن يتخذ من الجودة مسلكا والرداءة بعدا فأن التفوق في الدراسة يعني الجودة في التحصيل كمن يحصل على الجلد الطبيعي لصناعته لأنه يضمن بأنها تجارة لن تبور كما ان العمل الجاد في انجاز المهمة الموكلة لشخص ما تدل طبيعة الخلق الحسن الذي يعد من اسمى الصفات واجودها وهكذا تقارن الامور في الشخصيات التي تتحمل مسئولية البلد عن مدى التزامها في تنفيذ واجابتها واجادة تنفيذها كما يكون الجلد الطبيعي اساسا لصناعة ثمينه لا تقارن بجلد صناعي يحل محله.والله من وراء القصد.
الدكتور مجيد الشرع
https://telegram.me/buratha