محمود شاكر شبلي اختصاص / حفر أبار
حينما أسمع من خلال وسائل الأعلام عن جولات التراخيص بشأن اكتشاف وحفر حقول نفطية جديدة أو تطوير حقولنا أعجب أشد العجب من سياسة وزارة النفط العراقية و لا أدري إن كانت الأمور فيها تجري وفق خطط مدروسة دراسة معمقة أم وفق اجتهادات بعض المسؤولين فيها التي قد تخطأ وقد تصيب .إننا أن سلمنا ثروتنا النفطية بيد الشركات الأجنبية فذلك يعني إننا سنسلمهم أرواحنا ومستقبلنا ومستقبل بلدنا. أن ذلك معناه تسليمهم الجمل بما حمل ومن ثم أمساكهم بلحانا وسحبهم لنا منها . نحن لسنا مضطرون لإضاعة ثروتنا وتقاسمها مع الشركات الأجنبية ولا حاجة بنا لفعل ذلك والمجازفة بالمرة. إن العراق يمتلك كوادر نفطية ممتازة تفتقر إليها معظم البلدان النفطية, و إن هذه الكوادر تستطيع أدارة وتنفيذ عمليات الاستكشافات النفطية وجميع العمليات الأخرى بمهنية وكفاءة عاليتين وبدون الحاجة إلى الشركات الأجنبية , وان ماينقصها فقط هو توفير المعدات والمواد الضرورية لعملها , فتراها معطلة ومشلولة لافتقارها إلى تلك المعدات بسبب سوء الإدارة النفطية .وهذا الأمر طبعا ليس صعبا ولا مستحيلا فأن وزارة النفط العراقية تستطيع شراء معدات الحفر والتطوير للحقول النفطية من مناشيء عالمية متعددة وبالتقسيط المريح وعلى الانترنيت , ولا تحتاج أن ترسل وفود أو غير ذلك . كما أن معظم الشركات المنتجة المصنعة للآلات والمعدات لها القدرة بأن ترسل معداتها وتوصلها الى الأماكن المطلوبة وفق شروط مناسبة .وأن احتاجت وزارتنا الموقرة إلى إرسال وفد للشراء فعليها إرسال مهندسين وحفارين ذوو خبرة يقومون بعملية الشراء وليس مدراء أو موظفين لايعلمون شيئا عن نوعية معدات الحفر والتطوير .. إن معهد النفط العراقي وكلية الهندسة قد رفدا القطاع النفطي بآلاف المهندسين والفنيين الذين امتلكوا الخبرة الكافية والممتازة لإدارة أمور القطاع النفطي لسنوات طويلة, ولكن بعضهم قد ترك العمل بسبب التخبط السياسي والاقتصادي لنظام صدام. إن بعضهم قد عاد لعمله ولكن الكثيرين منهم لم يستطيعوا العودة بسبب الشروط القاسية التي وضعتها وزارة النفط لعودتهم.إن إعادة تلك العناصر الكفؤة والغالية من حفارين ومساعديهم وعمال حفر وفنيين وباقي الاختصاصات سيوفر للعراق الكثير من الأموال ويحل الكثير من المشاكل .
وأقولها مرة أخرى.. لا حاجة بنا لشركات أجنبية لحفر آبارنا وتطويرها .. وأن ماعندنا من كوادر يكفي وزيادة , وأن لم يكف برأي وزارة النفط , فأننا نستطيع الاكتفاء خلال سنوات قليلة من خلال رعاية معهد النفط العراقي الجدير بالرعاية والاهتمام , ولا داعي تماما لإعطاء تراخيص للشركات النفطية الأجنبية التي ستكبلنا بأغلال لا نستطيع الفكاك منها لسنوات طويلة وتنهب ثروتنا النفطية مقابل خبرات نمتلكها ولكنها معطلة بسبب سوء الإدارة والتدبير .
محمود شاكر شبلياختصاص / حفر أبار
https://telegram.me/buratha