محمد رشيد القره غولي
تساءلت عن السبب الذي جعل الأمريكان أن يقرروا الخروج من العراق. وفي نفس الوقت أيضا تساءلت لم المرجعية و بعض الكيانات السياسية كالمجلس الأعلى تحديدا تحذر من التأخير في تشكيل الحكومة؟،هل هناك يا ترى ترابط بين هذا و ذاك؟.نحن نعلم مسبقا أن عملية تشكيل الحكومة دائما تتعرض إلى مشاكل تثيرها كتلة على حساب كتلة اخرى للحصول على هذا المكسب المادي الذي يلهثون ورائه تاركين الأهم وهو خدمة المجتمع.و لكن لم تتفاعل المرجعية بهذا القدر في تشكيل الحكومة عما هو الآن ، كما لاحظنا كيف تنادي المرجعية في هذه الأيام على إنها مستعدة لتقديم المساعدة و إعطاء اقتراحات قد ترضي باقي الكيانات لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن و كذلك هم ينادون في نفس الوقت على خطورة الموقف.
لكن أي خطورة يحاولون إيصالها للشعب بكل أطيافه؟ هل حرب طائفية أم حزبية أم كليهما معا لتكون الوطأة اكبر؟.و لم هذا القرار و في هذا الوقت يخرج الأمريكان؟ وكيف نفسر هذا الإصرار من المالكي على البقاء في السلطة دون غيره و خصوصا و انه جمع حوله عددا لا باس به لتقويته و اتساع نفوذه بمسميات معروفة و هي مستقل.أتصور أن هذه المرحلة من اخطر المراحل التي يمر بها الشعب لان من انتخبوهم سيكونوا من يقتلهم.فخروج القوات الأمريكية في وقت لا توجد حكومة إلا هذه الضعيفة، و في خضم هذه الصراعات بين الأحزاب، التي نرى بعضها يهدد بإشعال فتيل الحرب أو نزول الناس إلى الشارع ليتطاحنوا فيما بينهم.فهل يا ترى بهذا الخروج إعطاء الضوء الأخضر لبعضهم لضرب الكل و لرجوع الحزب الواحد في إدارة الدولة.نعم يجب علينا أن نفسر الأمور بهذه الطريقة و خصوصا و أن هناك مقدمات كتبها التاريخ،و كيف خلقت أسماء و جعلت منها رمزا يلتفون الناس حوله و من ثم القضاء عليهم، وهذه المسميات يبقونها كلما حان الوقت قضوا على بعضهم و تركوا الباقي لكي يستخدموهم متى شاؤوا.
وهذا حال بعض الأحزاب التي رفعت شعار التشيع و هم بعيدون كل البعد عنه. لأعطي مثالا على ذلك حزب الدعوة عندما تبنى نظرية الشورى لأدارة الحكم منذ بداياته في نهايات الخمسينات و من قبل مؤسسه و هو محمد هادي السبيتي و الذي كان من رجال منظمة التحرير فرع العراق و من ثم أسس هذا الحزب ليعطي له صبغة شيعية و ليمرر ذلك المشروع الذي جاء به من منظّره النبهاني (مؤسس منظمة التحرير).لذا استمر هذا الشخص بتبني هذه الرؤيا لإدارة الحكم و هذا السبب الذي عارضه الشهيد الصدر (قد) و باقي العلماء لأنهم لا يتبنون هذه النظرية و إنما تبنوا نظرية ولاية الفقيه لإدارة الدولة في زمن الغيبة، لكن ظل الحزب متمسكا بهذا النهج معتبرا نفسه مع ذلك حزبا إسلاميا شيعيا. و من هنا استمر هذا الحزب عبر هذه السنين الطويلة و ذبح المئات باسمه و تلميع صورته ليكون الحزب الوحيد في الساحة بالرغم من ظهور تيار آخر إسلامي بقيادة الشهيد الصدر و الشهيد محمد باقر الحكيم و الشهيد مهدي الحكيم قدست أنفسهم الشريفة،واختزل عملهم باسم حزب الدعوة،و لم تكن هذه مسالة سوء فهم و إنما حاولت قوى خارجية لإبرازه ليكون الذريعة للقضاء على الشيعة متى أرادوا، وهذا ما لاحظناه عندما جعل النظام للقضاء على مناوئيه بتهمة انتمائهم إلى حزب الدعوة.و هذه الحقيقة اتركها للقارئ العزيز التحقق منها و ليرى حجم المؤامرة التي تحاك ضدنا.و هذه المؤامرة مستمرة و جاء وقت قطاف ثمارها عند وصول المالكي إلى الحكم و التشبث بهذا الكرسي اللعين من دون إعطاء أي أهمية للمرحلة التي يمر بها العراق،و الذي يفرض على الأحزاب الشيعية خصوصا تحكيم العقل قبل الجيب.و العجيب أن هذا الحزب لو سلمنا جدلا قدم هذه التضحيات ألا يجدر به أن يقدم تضحيات أخرى لأجل الشعب بتنازله عن السلطة؟!!.لكن يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين، لان مهما قاموا و يقيمون من مؤامرات للقضاء على هذا المذهب ستبوء حتما بالفشل لان الكثيرين حاولوا ذلك و لم يفلحوا.فأقول علينا أن نكون أكثر انتباه للمرحلة القادمة لان ذباح الشيعة من الشيعة هذه المرة، و باسم الحزب الاسلامي الذي يرتدي لباس التشيع.
محمد رشيد القره غولي
https://telegram.me/buratha