المقالات

انكشفت خيوط اللعبة السياسية ( ما اشبه اليوم بالبارحة )

1196 17:08:00 2010-08-06

بقلم الكوفــي

انكشفت خيوط اللعبة السياسية ( ما اشبه اليوم بالبارحة )

على الشعب العراقي ان يكون حذرا وان يكون مستعدا اكثر من اي وقت قد مضى فهاهي اللعبة السياسية باتت واضحة الملامح وانكشفت خيوط اللعبة السياسية القذرة والتي دفع ضريبتها الشعب العراقي اكثر من مليون شهيد خلال السنوات السبع العجاف التي مرت ظنا منه ان ساعة الخلاص قد انتهت وان الديمقراطية الجديدة هي من ستحل كل اشكالاته ومعاناته ،

جميع القوى السياسية اتهمت بالعمالة لدول خارجية وانها اسيرة اجندات تلك الدول واجهزتها المخابراتية ولم يسلم من هذه القوى السياسية سوى ( حزب الدعوة ) والذي لعب دورا محوريا في اشاعة هذه الاتهامات والساقها بالاخرين ،

كثيرا ما سئلت نفسي وسئلت الاخرين سؤلا لطالما شغل تفكيري ليل نهار ولم اجد له جوابا شافيا رغم انني كنت مقتنعا بان الجواب عندي ولا اريد ان اجزم به الا اذا وافقني في تقديري الاخرين ،

السؤال من يقف وراء ( حزب الدعوة ) ومن يدعمه في مواجهة جميع القوى السياسية ؟ اذ لايمكن ولايتقبلها العقل ان يخوض حزب الدعوة معركة ضروس ضد جميع القوى السياسية دون ان يدعم من جهة تكون قدراتها وامكانياتها تساوي ان لم نقل اكبر من قدرات الاطرف التي تدعم القوى السياسية الاخرى ،

اليوم انكشفت خيوط اللعبة بعد ان اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وبشكل واضح وصريح دعمها للمالكي بتسنمه رئاسة الوزراء لدورة ثانية كما ان المالكي اعلنها انه سيكون اليد الضاربة لامريكا عندما لمح بشكل لايقبل الشك موقفه من دول الجوار والمقصود في كلامه ايران تحديدا وكاننا نعيد التجربة المرة التي قام بها جرذ العوجة المقبور صدام الهالك ،

حزب الدعوة هو الوحيد الذي رفض العرض الامريكي في تغيير نظام البعث الكافر عسكريا ومنطق العقل يقول ان من يرفض الطلب الامريكي سيكون خارج اللعبة السياسية ان لم نقل سيكون عدوا لها من جهتها على اقل تقدير ،

الملفت للنظر ان حزب الدعوة ورغم انعدام قاعدة شعبية له في العراق وموقفه السلبي من الجانب الامريكي استطاع ان يكون لاعبا اساسيا في العملية السياسية وهذا ما لا يمكن قبوله عقلا الا اذا كان هناك من يدعمه سريا لا علنيا ،

لا اريد ان اشبه حزب الدعوة بحزب البعث الكافر ولكن اطرح تسائلا لطالما حيرني وهو ما لم اجد له جوابا شافيا ،

حزب البعث كان امينه العام المقبور مشيل عفلق ورئيس الدولة المقبور احمد حسن البكر ونائبه المقبور الطاغية صدام العوجة ، وبعد ان تعاقبت السنوات قفز للمشهد اسم الطاغية صدام بشكل متسارع حيث قام بعزل البكر وتسنمه مقاليد الحكم في العراق وبعد ذلك بفتره قصيرة تسنم قيادة حزب البعث الكافر ناهيك عن تصفية رفاق دربه المشؤوم واستحوذ على جميع المناصب الرئاسية واصبح القائد الضرورة وحامي البوابة الشرقية مع دعم كامل له من قبل الولايات المتحدة الامريكية ،

هذا المشهد اكاد اراه يتكرر بنفس النسخة ونفس السيناريو مع اختلافات جزئية فرضها الواقع العراقي الجديد وعلى الشعب العراقي ان يكون اكثر وعيا وعليه ان يكون حذرا ولا يتهاون ابدا والا سيدفع الثمن غاليا جدا ،

الامين العام لحزب الدعوة كان الجعفري ونائبه المالكي وقد تسنم الجعفري رئاسة الوزراء لفترة وبعد ان قررت القوى السياسية رفضها للجعفري وسحب الثقة منه قفز للمشهد السياسي المالكي وتسنم رئاسة الوزراء وبعدها بقليل اصبح الامين العام لحزب الدعوة كما انه استحوذ على مناصب اخرى ومنها القائد العام للقوات المسلحة ومناصب امنية وغيرها من المناصب الاخرى كما ان الدعم الامريكي كان واضحا له من خلال دفعه باتخاذ مواقف متشددة وغير محسوبة ضد دول الجوار وابراز عضلاته رغم اننا نعلم ان الوضع العراقي لايسمح بذلك باعتبار ان العراق لازال ضعيف في كل شيء ولا يملك اي قوة رادعة ،

بما ان المشهد السياسي غير ما عليه بالامس وبما ان القوى السياسية متعددة ولها قواعدها الشعبية التي من الممكن ان توقف المخطط السياسي للولايات المتحدة الامريكية جرت الانتخابات بل انها فرضت من قبل الشعب العراقي لا من قبل امريكا نفسها وظهرت النتائج بالشكل المعروف لدى الجميع وبما ان الكتل السياسية ادركت ان انفراد المالكي بالقرار السياسي طوال السنوات الاربع التي خلت وانقلابه على اقرب حلفائه بات من المؤكد ان ترفض هذه الكتل ترشيحه لدورة ثانية حتى لا يتكرر نفس السيناريو ونفس المشهد الذي ذكرناه ،

امريكا ادركت ان الامور باتت اكثر تعقيدا وان المخطط الذي رسمته لاعادة السيناريو سيكون بحكم الميت سارعت بالتدخل بشكل علني وصريح واعلنت دعمها للمالكي كما ان المالكي شاطرها الموقف عندما اعلن انه الوحيد الذي سينقذ العراق من التدخل الخارجي وتحجيم دور الكتل الموالية لتلك الدول والقضاء عليها واستعداده لشن حروب عند الضرورة وكأن الخطاب نفس الخطاب واللهجة نفس اللهجة التي كان يتشدق بها المقبور صدام العوجة ،

اخيرا نقول ونذكر الجميع بان من اتى بصدام وحزبه المجرم ودعمه هو نفسه الذي قرر ان يقضي على الطاغية وحزبه وهذا ما ذكره شهيد المحراب قدس سره عند مرقد جده امير المؤمنين عندما قال شاء الله ان تكون امريكا هي من اسقطت نظام الطاغية المقبور بعد ان اتت به وسلطته على رقاب العراقيين وذكر الحديث القدسي ( الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه ) وقد دفع شهيد المحراب دمه الطاهر ضريبة على كلامه هذا وكشف الحقيقة للشعب العراقي وتعرية الدور الامريكي ، فهل يعي الاخرون حكمة الله في خلقه وهل ستعيها اذن صاغيىة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك