المقالات

التحالف الوطني والعراقية "تفرقُا عن حق وأجتماع على باطل"

1540 11:21:00 2010-07-31

مر الشعب العراقي بمختلف الأبتلاءات وصنوف الشدائد والمصائب والمشاكل  التي لا حصر لها بسبب خاصية التعدديه التي يمتاز بها. وحيال هذا الامر تميل سجايا شعبنا تلقائيا الى التكاتف والتلاحم وتؤازر بعضها بعضا وتنسى خلافاتها فيما إذا كان الأمر يمس الأرض أو مستقبل ومصير الشعب ضد أي طارئا غريب أو تلاعب  يمكن أن يؤثر على مستقبل البلد. فكان للشيعه والاكراد فيما بعد نصيبا كبيرامن الظلم والاضطهاد قلما تمر على شعب من شعوب البسيطة , فكان لهم شرف تحمل ظلم طغاة الأرض وتحديهم وكسر شوكتهم والانتصار عليهم , وقاومت على مدى عصور الجور الأموي والعباسي مرورا بالعثماني و الانكليز وما بعدهم من حكومات متعاقبة أستولت على السلطة أما بطريقة المؤامرات أو الأنقلابات والثورات , فهذا التأريخ الدموي الذي قرأناه ووعينا دروسه بأخذ العبر وأستغلال الفرص مما يتحتم على اصحاب العقول الحكيمة باتخاذ قرارات صائبة وشجاعه والتضحية بالذات من اجل توجيه السفينة المبحرة في ألامواج المتلاطمة الى بر الأمان .

أن فترة الاحتلال البعثي للبلد من أشد الفترات ظلمة وإستهتارا بأرواح وممتلكات هذا الشعب الجريح. ولازالت القوى البعثيه الظلاميه وما فتأت تخطط لإستعاده موطئ قدم ومن ثم استلام دفة الحكم من جديد بكل الوسائل. فالمعركه الحقيقيه الان هي بين المظلومين من الشعب وقتلتهم ولايجب ان نحيد عن هذا المنظار. ولذا يجب على المظلومين العمل بكل وسعهم لخلق روح اليأس لدى البعثيين من إمكانيه إستلامهم لدفة الحكم من جديد أبدا في العراق. بعد سبعة أعوام من القتل والرعب أتضح  للجميع الوجه القبيح للبعث والذي كان مستهترا بارواح الشيعه العرب لكونهم شيعه والاكراد السنه لكونهم أكراد وفيما بعد سقوطه امتد ليشمل حتى السنه العرب والسبب الوحيد حتما هو قبولهم بالتغيير. أي أنه اما ان تكون مع التغيير الديمقراطي او ان تكون ضده ولاسبيل ثالث.

هنا تقع المسؤوليه الكامله على التحالف الوطني صاحب المصلحه الحقيقيه في الحفاظ على النظام الجديد وحمايته من الانهيار او الاستخفاف به. بالرغم من الاخفاق بتقديم الخدمات بشكل كبير واستيزار من لايصلح بشكل واضح والدفاع عن الفاشلين من الوزراء الا ان المشكله تبقى أكبر وأعظم من ذلك. ويقال بأن السعيد من أتعظ بغيره وأسعد الاخرين والتعيس من أتعظ بنفسه وأتعس الاخرين , وها هم  المتقاتلين على كرسي رئاسة الوزراء لم يلتفتوا الى خلف ظهورهم ليروا الملايين التي أوصلتهم الى ما هم عليه الآن يعيشون في أتعس حالاتهم من قلة الخدمات وتراجع الحالة الأمنية . هل فكرت القوائم الفائزة في حالات الأحباط واليأس التي يمر بها الشعب في ظل هذه الاجواء ؟

 والعجيب ان يكون التناقض في التصريحات بين أعضاء من التحالف الوطني الذي دخل الأنتخابات موحدا في 2005 وحصد أغلبية الأصوات لإغلبية الشعب  وتفرق بعد إنتخابات 2010 ومحاولة للم الشمل فيما بعد لا لشيء الا لغاية الحفاظ على الكرسي من بعد أن كادت حضوضه تقل في العودة اليه من جديد , وربما سوف يتفرق فيما بعد الحصول على مآربهم , ويحققوا مبتغاهم , وهذا قد أضعف موقف الأغلبية في تمثيلها في البرلمان القادم بالرغم من مظلوميتهم سابقا بالقتل ولاحقا بالخدمات قلة فرص العمل.

فيما نرى من الجانب الاخر الذي يمثل القائمة العراقية المشكوك بفوزها بالاكثريه  ذات خطاب موحد في أغلب الأحيان بالرغم من تباين توجهات مكوناته واذا حصل وان شذ أحدهم من المتصدرين في التصريحات الأعلامية يسارعوا بأصدار بيان من المتحدث الرسمي للقائمة ليبين بأن التصريح لا يمثل رأي القائمة وهو يعبر عن رأي شخصي لصاحبه !! , فلم نسمع عن وجود خلافات تظهر للاعلام ويحاولوا تسوية أمورهم ليثبوا للاخرين بأنهم منظمون ويمثلون وحدة واحدة متماسكة بالرغم من ان الآمر لا يخلوا من أختلاف في وجهات النظر في سياسية القائمة , وأهم وأخطر موقف اتحدوا عليه هو تمسكهم بأنهم الاغلبية الفائزة التي عليها تشكيل الحكومة رغم تفسير المحكمة الاتحادية للمادة 76 من الدستور مفاده أن "من حق الكتلة الأكبر التي تتشكل داخل مجلس النواب ترشيح رئيس الوزراء بعد أن يتم تكليفها من قبل رئيس الجمهورية" , و الكتلة النيابية الأكثر عدداً تعني "إما الكتلة التي تكونت بعد الأنتخابات من خلال قائمة إنتخابية واحدة، دخلت الانتخابات باسم ورقم معينين وحازت على العدد الأكثر من المقاعد، أو الكتلة التي تجمعت من قائمتين أو أكثر من القوائم الانتخابية التي دخلت الانتخابات بأسماء وأرقام مختلفة ثم تكتلت في كتلة واحدة ذات كيان واحد في الجلسة الأولى لمجلس النواب ".علما ان راي المحكمه تم اصداره بعد يومين من انتهاء الانتخابات وقبل صدور اي نتيجه  ولكن العراقيه تتهم رئيس الوزراء بالتاثير على المحكمه لصالح كتلته.

أما أعضاء التحالف الوطني الذي نتمنى له الاستمرار ليكونوا الكتلة التي ستشكل الحكومة وتحمي النظام الجديد فلا نعلم متى تصحو ضمائرهم ليغلبوا مصالح الشعب المنكوب الذي إنتخبتهم على مصالحهم الشخصية او الحزبيه الضيقة المتمسكة بحطام الدنيا وتوزيع المناصب بين المقربين لبقاء الحال على ما هو عليه ليبقى الفاسد والمرتشي وتبقى عقود الاستيراد والتصدير المشبوهة في الوزارات بمكانها وتبقى أموال الميزانية لتكون أنفجارية فقط بجيوب المرتشين والسراق في ظل واقع مرير يعيشه الشعب في الأربع سنوات الماضية من عمر الحكومة .

هل سيبقى الحال على ما هو عليه بعد مرور خمسة أشهر على آجراء الأنتخابات ويترك حبلها على غاربها ليتلاعب ذوي المصالح الخاصة او يحاول البعثيين من الرجوع لدفة الحكم لتحكم بمصيرالشعب في فترة زمنية نحن في أشد الحاجة فيه الى التماسك والاتحاد ليوصلونا الى حالة اليأس التي يعيشها أغلب الشعب ؟ ام ان يتم مراجعة الذات بوقفة تنظم حساباتهم بالكامل للتوصل الى نتيجة منطقية تعيد الثقة للشعب من جديد ؟.

عراقيـــة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الموسوي
2010-07-31
الاخ جعفر من قال ان التحالف بين الوطني والقانون ليس هشاا والدليل ان كل طرف يتفاوض مع القائمة العراقية على حدة وكذلك القائمة العراقية تتفاوض معهم على نفس الاساس والسبب يعود قطعا الى وراثة رئاسة مجلس الوزراء الذي اصبح مشكلة بحد ذاته
عابس
2010-07-31
الحقيقة هي أن العراقية متشبثة بشيء غير قانوني وتفسير المحكمة الاتحادية خير دليل , ولكن كيف سيتقبل من وضع في رأسه العودة من جديد فكرة القبول بواقع ديمقراطي فسح لهم المجال للعودة والسيطرة على دفة الحكم من جديد ؟
جعفر
2010-07-31
دائما تنتقدون "العراقية" إن نطقت بحقيقة كونها اكثر الكتل فوزا في الانتخابات، مع أن هذا لا يحتاج لاستدلال ولا برهان، فالامر جلي جلاء الشمس في رابعة النهار. لكنكم تتعامون عن حقيقة ان الاتحاد او التحالف الوطني بين الوطني ودولة القانون هش، ولا حول ولا قوة للمجلس الاعلى أو التيار الصدري أو ... غزاء تعنت المالكي، وانفراده باتخاذ القرارات وتشبثه بالسلطة، فسبحان الله، ويا قوم اليس منكم رجل رشيد؟؟ كفاكم طعنا لبعضكم البعض، واتحدوا في وجه الاحتلال الامريكي بدل من تناحركم على السلطة، فإنها حسرة وندامة....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك