مر الشعب العراقي بمختلف الأبتلاءات وصنوف الشدائد والمصائب والمشاكل التي لا حصر لها بسبب خاصية التعدديه التي يمتاز بها. وحيال هذا الامر تميل سجايا شعبنا تلقائيا الى التكاتف والتلاحم وتؤازر بعضها بعضا وتنسى خلافاتها فيما إذا كان الأمر يمس الأرض أو مستقبل ومصير الشعب ضد أي طارئا غريب أو تلاعب يمكن أن يؤثر على مستقبل البلد. فكان للشيعه والاكراد فيما بعد نصيبا كبيرامن الظلم والاضطهاد قلما تمر على شعب من شعوب البسيطة , فكان لهم شرف تحمل ظلم طغاة الأرض وتحديهم وكسر شوكتهم والانتصار عليهم , وقاومت على مدى عصور الجور الأموي والعباسي مرورا بالعثماني و الانكليز وما بعدهم من حكومات متعاقبة أستولت على السلطة أما بطريقة المؤامرات أو الأنقلابات والثورات , فهذا التأريخ الدموي الذي قرأناه ووعينا دروسه بأخذ العبر وأستغلال الفرص مما يتحتم على اصحاب العقول الحكيمة باتخاذ قرارات صائبة وشجاعه والتضحية بالذات من اجل توجيه السفينة المبحرة في ألامواج المتلاطمة الى بر الأمان .
أن فترة الاحتلال البعثي للبلد من أشد الفترات ظلمة وإستهتارا بأرواح وممتلكات هذا الشعب الجريح. ولازالت القوى البعثيه الظلاميه وما فتأت تخطط لإستعاده موطئ قدم ومن ثم استلام دفة الحكم من جديد بكل الوسائل. فالمعركه الحقيقيه الان هي بين المظلومين من الشعب وقتلتهم ولايجب ان نحيد عن هذا المنظار. ولذا يجب على المظلومين العمل بكل وسعهم لخلق روح اليأس لدى البعثيين من إمكانيه إستلامهم لدفة الحكم من جديد أبدا في العراق. بعد سبعة أعوام من القتل والرعب أتضح للجميع الوجه القبيح للبعث والذي كان مستهترا بارواح الشيعه العرب لكونهم شيعه والاكراد السنه لكونهم أكراد وفيما بعد سقوطه امتد ليشمل حتى السنه العرب والسبب الوحيد حتما هو قبولهم بالتغيير. أي أنه اما ان تكون مع التغيير الديمقراطي او ان تكون ضده ولاسبيل ثالث.
هنا تقع المسؤوليه الكامله على التحالف الوطني صاحب المصلحه الحقيقيه في الحفاظ على النظام الجديد وحمايته من الانهيار او الاستخفاف به. بالرغم من الاخفاق بتقديم الخدمات بشكل كبير واستيزار من لايصلح بشكل واضح والدفاع عن الفاشلين من الوزراء الا ان المشكله تبقى أكبر وأعظم من ذلك. ويقال بأن السعيد من أتعظ بغيره وأسعد الاخرين والتعيس من أتعظ بنفسه وأتعس الاخرين , وها هم المتقاتلين على كرسي رئاسة الوزراء لم يلتفتوا الى خلف ظهورهم ليروا الملايين التي أوصلتهم الى ما هم عليه الآن يعيشون في أتعس حالاتهم من قلة الخدمات وتراجع الحالة الأمنية . هل فكرت القوائم الفائزة في حالات الأحباط واليأس التي يمر بها الشعب في ظل هذه الاجواء ؟
والعجيب ان يكون التناقض في التصريحات بين أعضاء من التحالف الوطني الذي دخل الأنتخابات موحدا في 2005 وحصد أغلبية الأصوات لإغلبية الشعب وتفرق بعد إنتخابات 2010 ومحاولة للم الشمل فيما بعد لا لشيء الا لغاية الحفاظ على الكرسي من بعد أن كادت حضوضه تقل في العودة اليه من جديد , وربما سوف يتفرق فيما بعد الحصول على مآربهم , ويحققوا مبتغاهم , وهذا قد أضعف موقف الأغلبية في تمثيلها في البرلمان القادم بالرغم من مظلوميتهم سابقا بالقتل ولاحقا بالخدمات قلة فرص العمل.
فيما نرى من الجانب الاخر الذي يمثل القائمة العراقية المشكوك بفوزها بالاكثريه ذات خطاب موحد في أغلب الأحيان بالرغم من تباين توجهات مكوناته واذا حصل وان شذ أحدهم من المتصدرين في التصريحات الأعلامية يسارعوا بأصدار بيان من المتحدث الرسمي للقائمة ليبين بأن التصريح لا يمثل رأي القائمة وهو يعبر عن رأي شخصي لصاحبه !! , فلم نسمع عن وجود خلافات تظهر للاعلام ويحاولوا تسوية أمورهم ليثبوا للاخرين بأنهم منظمون ويمثلون وحدة واحدة متماسكة بالرغم من ان الآمر لا يخلوا من أختلاف في وجهات النظر في سياسية القائمة , وأهم وأخطر موقف اتحدوا عليه هو تمسكهم بأنهم الاغلبية الفائزة التي عليها تشكيل الحكومة رغم تفسير المحكمة الاتحادية للمادة 76 من الدستور مفاده أن "من حق الكتلة الأكبر التي تتشكل داخل مجلس النواب ترشيح رئيس الوزراء بعد أن يتم تكليفها من قبل رئيس الجمهورية" , و الكتلة النيابية الأكثر عدداً تعني "إما الكتلة التي تكونت بعد الأنتخابات من خلال قائمة إنتخابية واحدة، دخلت الانتخابات باسم ورقم معينين وحازت على العدد الأكثر من المقاعد، أو الكتلة التي تجمعت من قائمتين أو أكثر من القوائم الانتخابية التي دخلت الانتخابات بأسماء وأرقام مختلفة ثم تكتلت في كتلة واحدة ذات كيان واحد في الجلسة الأولى لمجلس النواب ".علما ان راي المحكمه تم اصداره بعد يومين من انتهاء الانتخابات وقبل صدور اي نتيجه ولكن العراقيه تتهم رئيس الوزراء بالتاثير على المحكمه لصالح كتلته.
أما أعضاء التحالف الوطني الذي نتمنى له الاستمرار ليكونوا الكتلة التي ستشكل الحكومة وتحمي النظام الجديد فلا نعلم متى تصحو ضمائرهم ليغلبوا مصالح الشعب المنكوب الذي إنتخبتهم على مصالحهم الشخصية او الحزبيه الضيقة المتمسكة بحطام الدنيا وتوزيع المناصب بين المقربين لبقاء الحال على ما هو عليه ليبقى الفاسد والمرتشي وتبقى عقود الاستيراد والتصدير المشبوهة في الوزارات بمكانها وتبقى أموال الميزانية لتكون أنفجارية فقط بجيوب المرتشين والسراق في ظل واقع مرير يعيشه الشعب في الأربع سنوات الماضية من عمر الحكومة .
هل سيبقى الحال على ما هو عليه بعد مرور خمسة أشهر على آجراء الأنتخابات ويترك حبلها على غاربها ليتلاعب ذوي المصالح الخاصة او يحاول البعثيين من الرجوع لدفة الحكم لتحكم بمصيرالشعب في فترة زمنية نحن في أشد الحاجة فيه الى التماسك والاتحاد ليوصلونا الى حالة اليأس التي يعيشها أغلب الشعب ؟ ام ان يتم مراجعة الذات بوقفة تنظم حساباتهم بالكامل للتوصل الى نتيجة منطقية تعيد الثقة للشعب من جديد ؟.
عراقيـــة
https://telegram.me/buratha