احمد عبد الرحمن
اذا لم يكن الرقم الذي ذكرته الجهات الرسمية العراقية حول عدد الزائرين الذي توافدوا على مدينة كربلاء المقدسة لاداء مراسيم الزيارة الشعبانية بمناسبة ذكرى ولادة الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت عليهم السلام ، المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، اذا لم يكن دقيقا، فأن نسبة الخطأ فيه بواقع الامر قليلة جدا.الامانة العامة للعتبة الحسينية، وكذلك الامانة العامة للعتبة العباسية اعلنتا توافد ستة ملايين زائر عراقي وغير عراقي الى كربلاء المقدسة في النصف من شهر شعبان، وذات الرقم اكدته مصادر حكومية رسمية.ويمكن للمراقب ان يلمس حقيقة وواقعية هذا الرقم من خلال حشود الناس التي كانت تسير على الاقدام رغم الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، عبر مختلف الطرق المؤدية الى كربلاء، وكذلك يمكن للمراقب ان يلمس ذلك من خلال الاعداد الهائلة المواكب والهيئات الحسينية التي كانت تقدم الطعام والشراب واماكن الراحة والخدمات الطبية الضرورية للزائرين. وربما في زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام في العشرين من شهر صفر تعدى عدد الزائرين الستة ملايين شخص. حتى بلغ بحسب الارقام والاحصائيات الرسمية وغير الرسمية اربعة عشر مليون زائر، كان حوالي مليون ونصف المليون قدموا من بلدان اسلامية -وحتى غير اسلامية-مختلفة، وفي ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم في الخامس والعشرين من جمادي الثاني، تدفق ملايين الزائرين من مناطق ومدن العراق المختلفة -اما سيرا على الاقدام او بواسطة وسائل النقل المختلفة، وبلغ عدد الزائرين حوالي ثلاثة ملايين زائر.ولعل مايميز زيارة النصف من شعبان انها تقترن وترتبط بالامام الثاني عشر الذي ولد عام 255 هجرية ومازال حيا، ويترقب مختلف اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام ظهوره ليملاء الارض عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا، وكذلك فأنها تأتي في موسم عبادي له خصوصياته واجوائه المميزة ويمتد من شهر رجب مرورا بشهر شعبان حتى نهاية شهر رمضان، حيث يشهد هذا الموسم ذكرى ولادات عدد من الائمة الاطهار، كالامام علي في الثالث عشر من شهر رجب، والامام الحسين في الثالث من شهر شعبان، والامام العباس في الرابع منه، والامام السجاد في الخامس منه، والامام الحسن في الخامس عشر من شهر رمضان.ولم تختلف الزيارة الشعبانية الاخيرة من حيث الاجواء والظروف الامنية التي رافقتها عن الزيارات والمناسبات الدينية الاخرى المماثلة لها. فقد وقعت عمليات ارهابية استهدفت مواكب وتجمعات الزائرين وتسببت بأستشهاد وجرح العشرات منهم، وهذه المرة كان مركز مدينة كربلاء هو ميدان العمليات الارهابية بالسيارت المفخخة والعبوات الناسفة وقذائف الهاون.وسواء كانت العمليات الارهابية انعكاسا لحالة الارتباك والجمود السياسي السائد في البلاد بسبب عقدة "رئيس الوزراء"، او انها تمثل استحقاقا طبيعيا ومتوقعا ارتباطا بأعداد الزائرين الهائلة، فهي كالمعتاد لم تثني الزائرين عن اتمام مسيرتهم نحو كربلاء ونحو الامام الحسين عليه السلام، ولم تحدث تلك العمليات الارهابية اي تأثير سلبي يذكر على عموم مراسيم الزيارة الشعبانية.
https://telegram.me/buratha