كتابة – مواطن بسيط
رحم الله الدكتور الوردي, فلو كان بيننا الآن لأعد كتابا جديدا على سياق كتابه المعروف (وعاظ السلاطين), أو لأستبدل عنوان كتابه القديم بعنوان جديد " محامي السلاطين ". وربما يخمن البعض أسما لشخص معين ينطبق عليه عنوان الكتاب الجديد. نعم... ؟ إنه العجوز ذو الرأس الكروي, الطويل القامة, والمهيأ لتوفير الفتوى المناسبة متى ما احتاجها أو أرادها السلطان.نشرت بعض وسائل الإعلام رأيا قانونيا للسيد طارق حرب على خلفية قرار السيد وزير الكهرباء بالوكالة بحل نقابات عمال الكهرباء. لسنا معنيين هنا بصحته أو قانونية القرار, ما يعنينا الآن هو السيد طارق حرب رئيس مؤسسة الثقافة القانونية سابقا وربما المستشار القانوني في رئاسة الوزراء حاليا (من ضمن جوقة المستشارين الهائلة العتيدة والمقربة ).من خلال تتبعي المتواصل للأحداث والكتابات الخاصة في الشأن السياسي الذي صار يلازمنا ليل نهار وجدت أن السيد طارق حرب يقدم خدماته القانونية للحكومة كلما أعوزتها الحيلة , وبدقة أكثر ليس للحكومة عامة بل لقائمة دولة القانون تحديدا , وللسيد رئيس الوزراء ومن يحيط به.فخلال الأشهر الماضية قدم السيد طارق حرب خبراته أو تبرع بها - طوعا- , فتولى قضية متابعة الطعن القانوني لدولة القانون على نتائج الانتخابات , وبرر وقنن وشرعن طلبات القائمة , ثم لما أصدرت المحكمة الاتحادية قولها الفصل في مسألة الكتلة الأكبر انبرى السيد حرب ليؤيد ذلك وبالقانون, كذلك قرار الحكومة بحل شركة الخطوط الجوية العراقية , وغيرها الكثير. ثم قبل أيام إباحته لقانون حل نقابات الكهرباء. ولعل المتتبع للسيد حرب خلال السنوات القليلة الماضية يجد الكثير من الشواهد على هذا النهج. انه يبرر ويفتي بقانونية كل ماتقوم به الحكومة وبالذات السيد المالكي والمقربون منه.أخشى أن السيد حرب يعمل وفق طريقة وعاظ السلاطين , فهو جاهز للذب والدفاع عنهم بخبرته القانونية ولعله لهذا الغرض تم تعيينه مستشارا قانونيا والأحرى أن يسمى ( المشرع أو المقنن السلطاني ).قبل أكثر من شهر نشر موقع براثانيوز (وأدناه الرابط) مقالا مهما وخطيرا , لم اشك في صدق كاتبه , بل أني متيقن وجازم بصحة ما جاء في المقال , بصراحة لو كنت مكان السيد حرب لاعتزلت في بيتي بعد هذه الفضيحة , فهو خير لي من أن أكون انتهازيا متعدد الولاء حسبما تقتضي الأيام والمصالح. مؤكد أن يكون لسان حال السيد حرب اليوم " اللي مايحب القائد الضرورة سيدنا المالكي مايستحق يشتم هوى بغداد " , وفق نسق مقولته في الزمن البائد.مثل هذه النماذج هي من تبني الدكتاتورية , وهي من تروج للصنمية , وبهؤلاء المأجورين من المحامين ووعاظ السلاطين والجلاوزة تبرر أعمال الطغاة , ويصير الاستئثار بالحكم وطنية وخدمة , والتمسك بالكرسي استحقاقا دستوريا , وبتقريب أصحاب الحظوة من أعضاء الحزب ( المجير والمنصهر بتاريخه العظيم لصالح الحكومة ونيل المكاسب) يدار الحكم.رابط المقال لتظلم مواطن جمعته الأحداث بالسيد طارق حرب عندما كان جلوازا من جلاوزة النظام البائد :www.burathanews.com/news/97933.html
https://telegram.me/buratha