ميثم المبرقع
يبدو ان السلوك السياسي في المرحلة الراهنة اتجه باتجاه الشخصنة والمصالح الخاصة وابتعد قليلاً عن تأسيس المشروع وثبات التجربة وارتكاز دولة المؤسسات.التضحيات الغالية التي قدمتها الحركة الاسلامية بكل اطيافها المعارضة في العهد السابق لم تضع في بالها وحسابها امتيازات دنيوية او مصالح سلطوية وغاية ما كنا نفكر به هو اداء التكليف الشرعي والوطني في مجابهة الظالمين وانقاذ شعبنا من مخالب البعث الصدامي.وفي ظرف السلطة وتدافعاتها وتجاذباتها قد ننسى او نتناسى ثوابتنا ومبادئنا التي قاتلنا وناضلنا من اجل تحقيق او الحفاظ عليها وقد تدفعنا طبيعة السجالات العقيمة الى فسح المجال لغيرنا ممن كنا نتوجس منه في المرحلة السابقة او يحفز غيرنا ممن تورط بقتلنا الى نشوة العودة من جديد الى السلطة ومحاولة اعادة المعادلة السابقة بكل ملامحها وظلامها او حتى مجرد الاحلام بالعودة لاستنساخ المرحلة السابقة.قد نختلف جميعاً في التكتيكات والتفاصيل الدقيقة والاليات والخيارات ذات المنحى الجزئي وهذا الاختلاف مقبول ولا نقف ضده فقد يختلف الحزب في التفاصيل وقد يختلف الانسان مع نفسه ولذا يغير موقفه مرة اخرى واما الاستراتيجيات والثوابت والخطوط العامة (الحمراء) فلا يمكن تجاوزها باية حال ولا يمكن القفز عليها فان التجربة الجديدة ليس ملكاً لحزب معين او شخص محدد حتى يمكن اهتزازها او التفريط بها.ننصح جميع السياسيين وخاصة اولئك الذين عانوا من المرحلة السابقة ودفعوا ضريبة انتمائهم الوطني والديني بالعودة الى الذات واليقظة من سبات التسابق للسلطة والانتباه الشديد من خطورة الاختلافات الكبيرة التي ستقودنا جميعاً الى فقدان المشروع الجديد والتجربة الرائدة ونخسر بالتالي كل منجزاتنا وثمار تضحياتنا ، وليطمئن الجميع بان اهتزاز المشروع والتجربة سيهز كل ثوابتنا ومصالحنا وسيحقق لاعدائنا ما عجزوا عليه وسنقدم لهم هدية مجانية كانوا يحلمون بها.اننا في سفينة واحدة ومحاولة اغراقها سيغرق الجميع بلا استثناء والحفاظ عليها سيحفظ المشروع والتجربة ولا يكون شعارنا في هذه المرحلة " اقتلوني ومالكاً واقتلوا مالكي معي"
https://telegram.me/buratha