منى البغدادي
يبدو ان مسارات الازمة العراقية الراهنة اتخذت منحىً خطيراً وتراجعت كل احتمالات الانفراج بسبب تمسك الاخرين بمواقفهم ومرشحيهم والاصرار على ارائهم وغياب المرونة والايجابية في الاصغاء للاخر وغلق كل منافذ الحوار الايجابي والاعتقاد الراسخ لدى ابرز المرشحين بانهم هم مفتاح الحل ولا يستقيم الوضع الا بقبولهم.ثمة قضية ينبغي الانتباه اليها وهي ان "إثبات الشىء لا يستلزم نفي ما عداه" وهذه المقولة الفلسفية يمكن تفسيرها بمعنى اوضح واصرح وهو بان اثبات الصفة لسياسي وتوصيفه بالتصلب او التمسك بموقفه بما يؤدي الى تعقيد الحل لا يعني بالضرورة نفي هذا التوصيف عن غيره فهذا الاثبات للصفات لا يعني بالضرورة نفيها عن الاخرين.فعندما نطلق صفة المتصلبين فلا نعني بالضرورة شخصاً محدداً وان انصرف الى الاذهان لشخص معين واذا انطبق هذا التوصيف على البعض فلا يمكن اعتبار التوصيف اساءة لهؤلاء اذ عليهم تغيير سلوكهم وليس اسكات الاخرين.ثمة سياسيون كانوا ومازالوا جزءاً من المشكلة فقد وضعوا العراقيل لتشكيل الائتلاف السابق وفق رؤية متطورة وتصورات مستجدة لتلافي اخطاء الماضي وتجاوز عقبات المرحلة السابقة فأصروا على الدخول منفردين الى الانتخابات في وقت اتحد الاخرون ضمن طيف محدد او ائتلاف واحد لاعتقادنا اننا باتحادنا سنكون الائتلاف الاكبر والاقوى والذي لا نحتاج في حال تشكيله الى تفسيرات تحميلية تلجأ الى المحكمة الاتحادية فقد نكون القائمة الاكبر عدداً سواء كانت الفائزة او المتشكلة فيما بعد.واصرّ هؤلاء على الدخول منفردين وكان هذا حق مشروع لهم وهم احرار فيما يعتقدون وما يفكرون ثم طالبنا المفوضية العليا المستقلة بالشفافية والوضوح في العد والفرز والمراقبة الدقيقة ففوجئنا من هؤلاء المراهنين على اكتساح الجميع باتهامهم لنا ورفضهم تأكيداتنا بضرورة المراقبة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات مؤكدين بان الذين يطالبون المفوضية بالحذر واتباع الشفافية والوضوح بالعد والفرز هم المهزومون الفاشلون!!!وما ان اعلنت مفوضية الانتخابات النتائج شبه النهائية للانتخابات حتى جن جنون هؤلاء الذين كانوا يتهموننا بالفشل والهزيمة بمجرد دعوتنا لضرورة الحذر في العد والفرز فاشتاطوا غضباً من هذه النتائج التي قللت رصيدهم وفرصتهم في الفوز الكاسح في الانتخابات فانقلبوا على مفوضية الانتخابات ووصفوها بالذع الاوصاف واقسى الاتهامات ونسوا وتناسوا اتهاماتهم لمن طالب هذه المفوضية بضرورة توخي النزاهة بالفشل والهزيمة فطالبوا باعادة العد والفرز في محاولة لتأخير الاعلان لنتائج الانتخابات النهائية.وما ان وافقت المفوضية على اعادة العد والفرز واعلنت النتائج نفسها التي اعلنت سابقاً اصر هؤلاء على التشكيك لانهم لم يكونوا الفائز الاكبر في الانتخابات.فعادوا من جديد يطرقون على تفسير المحكمة الاتحادية لمفهوم الكتلة الاكثر عدداً فيما اذا كانت الكتلة الفائزة او الكتلة المتشكلة في البرلمان ليضعوا البلاد والعباد في دوامة التفسيرات والتأويلات حتى برز قضاة السلاطين امثال المحامي المنافق طارق حرب وهو محامي عند الطلب يستطيع ان يفسر بالطريقة التي ترتضيها الحكومة او من يدفع له اكثر.المعرقلون الحقيقيون لتشكيل الحكومة هم الذين قادوا البلاد الى المجهول ويحاولون توجيه مسار العملية السياسية باتجاه حافة الهاوية ولن يتراجعوا عن تصلبهم وتمسكهم بمرشحهم رغم صيحات الرفض.والمعرقلون هم المعطلون للدستور والمؤجلون لجلسات البرلمان وتلاعبوا بالقانون رغم رفعهم شعارات القانون ولكنهم اول من خرق القانون
https://telegram.me/buratha