المقالات

كفى تزييفا للحقائق

839 08:07:00 2010-07-29

احمد عبد الرحمن

اذا كانت سياسة خلط الاوراق وتزييف الحقائق يمكن ان تأتي بمكاسب وامتيازات لاصحابها، فأنها غالبا-او دائما-ما تكون وقتية وعرضة للزوال، ومن غير الممكن ان تتأسسس عليها رؤى واطروحات استراتيجية.والحملة التي اطلقها البعض ضد المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تأتي في هذا السياق، وهي مصداق حقيقي لسياسة خلط الاوراق وتزييف الحقائق.وهنا لابد ان نتوقف عند جملة من المغالطات والتخرصات التي تضمنتها تلك الحملة حتى تتوضح الصورة ويرفع اللبس الذي يمكن ان تكون قد سببته.-فالملتقى الثقافي الاسبوعي هو في الواقع منبر سياسي وثقي وديني للتثقيف والتوجيه والتوعيه وتصحيح المفاهيم والافكار الخاطئة وتنوير الرأي العام وتشخيص مواضع ومكامن الضعف والخلل، وليس منبر للتضليل والتشهير مثلما يحاول ان يصور هذا الطرف او ذاك الامور بهذا الشكل.-المجلس الاعلى كان ومازال وسيبقى جزءا فاعلا وعنصرا محوريا في العملية السياسية، والمبادر في كل الاحوال والظروف الى طرح وتبني الحلول والمعالجات العملية والواقعية بما ينسجم مع المصالح الوطنية العامة، وبعيدا عن الحسابات والمصالح الخاصة، وقد اثبتت الوقائع والاحداث ذلك، ويشهد العدو قبل الصديق على ذلك.بعبارة اخرى كان المجلس الاعلى على طول الخط جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة.-لم تكن ارقام المقاعد البرلمانية هي نقطة الحسم في الكثير من-او في كل-التجارب الديمقراطية في مختلف دول العالم ، والعراق من بينها. ولعله كان للمجلس الاعلى مقاعد اكثر من قوى سياسية اخرى في المراحل السابقة، لكنه وشعورا منه بالمسؤولية والحرص على انجاح المشروع الوطني وادراكا منه لاهمية بناء الدولة على اسس ومرتكزات صحيحة ، منح فرصا للاخرين على حساب استحقاقاته السياسية-الانتخابية.ومن الغريب ان نجد اليوم من يتحدث عن الارقام دون ان يعود الى الوراء قريبا، والانكى من ذلك تلك المغالطات العجيبة، فهذا البعض حينما يريد ان يتحدث عن مقاعد المجلس الاعلى يحددها بهذا الكيان بالتحديد دون النظر الى حجم القائمة التي يعد المجلس الاعلى احد مكوناتها الرئيسيه، بينما حين يتحدث عن مقاعد الكيان الحزبي الذي ينتمي اليه يجير حجم القائمة الانتخابي وعدد مقاعدها لكيانه، والانكى من ذلك هو انه يحاول تسويق رقم لعدد مقاعد المجلس الاعلى بعيد كل البعد عن الواقع بحيث يتصور ان كل الناس جهلاء ولايعرفون شيئا.-والامر الاخر-الذي يعكس قدرا كبيرا من الازدواجية والتضليل هو ان القائمة التي توجه اصابع الاتهام اليوم للمجلس الاعلى بتبنيه اجندات خارجية لتفكيك القوى الاخرى كانت هي المبادرة الى فتح الحوارات مع القائمة المفترض ان لها اجندات ومشاريع تفكيكية.وحتى نكون اكثرب وضوحا فأن قائمة ائتلاف دولة القانون كانت السباقة الى ضرب المواثيق والعهود في اطار التحالف الوطني عرض الحائط، والذهاب الى الاخرين وتقديم العروض المختلفة لهم للحصول على منصب رئاسة الحكومة.-ان الامعان والاستغراق في وضع العراقيل في مسيرة العملية السياسية بسبب نزعات الانا والحسابات الفئوية والحزبية والشخصية الضيقة دون الاخذ اراء وتوجهات الشركاء الاخرين في العملية السياسية وصم الاذان عن الاصوات الداعية الى وضع حد للتصلب وابداء المرونة تجنبا للطرق الموصدة التي يعني السير بها تعريض المشروع الوطني برمته الى مخاطر يمكن ان تفضي الى انهياره بالكامل لاسمح الله، وتفتح الابواب امام الخيارات السيئة التي من بينها عودة الوصاية الدولية على البلاد من خلال ما يمكن يتخذه مجلس الامن الدولي من قرارات في جلسته المزمع عقدها في الرابع من شهر اب المقبل.-ان المجلس الاعلى لم يصر على مرشح منه لرئاسة الحكومة ، ومبدأه بهذا الشأن يتمثل في البحث في المناهج والبرامج والاداءات وليس الشخوص وبعيدا عن الاعتبارات والمعايير الحزبية الضيقة، وهو اول من ترك الابواب مفتوحة لكل الخيارات الوطنية، وكل ذلك موثق ومثبت بالحقائق والارقام الدامغة.-ان الافلاس السياسي الحقيقي هو بالاصرار على المطاليب والشروط والتشبث بالمناصب والمواقع رغم الرفض الواضح والمعلن والصريح من قبل الشركاء السياسيين، والافلاس السياسي الحقيقي يتمثل برفض مبدأ التداول السلمي للسلطة وعدمو تقبل واستيعاب حقيقة ان النظام الديمقراطي الحقيقي يمتاز عن النظام الديكتاتوري بثبات المؤسسات وتبدل الاشخاص.اما طرح المشاكل والازمات وتنوير الرأي العام وتشخيص مواطن الخلل فأنةه ليس من الافلاس السياسي بشيء ، بل انه احد ابرز مظاهر الديمقراطية الحقيقية التي يبدو ان هناك من يريد ان يتعكز عليها للبقاء على كرسي السلطة ليس الا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك