علي حسن الشيخ حبيب
لكي يرى الانسان الحق حقا فيتبعه، والباطل باطلا فيجتنبه، عليه ان يرى الاشياء على حقيقتها، وبحجمها الواقعي، ليتعامل معها بشكل صحيح لذلك يحتاج الى تركيز الفكر، والحذر من المؤثرات التي تشوش الرؤية اوتنحرف بها، حتى يتسنى له ادراك الحقائق، والوصول الى مواقع الصواب.
ان من اهم شرائط التفكير السليم التزام الموضوعية دون ميل وانحياز، لكي لا يفوت على نفسه فرصة الادراك الصحيح، والرؤية السليمة والنقطة الاساسية في التعامل مع الوقائع والاحداث التي من المؤسف في وقتنا الراهن جلها تهدف الى التشويش على عقلية المتلقي ، وتسويق الاجندات المهدمة والمؤطرة والمعلبة والتي تأتي غالبا تحت ذرائع ومسميات مختلفة ، يجترها بسطاء الناس، وتكون شغلهم الشاغل وهمهم الاول دون الاعتماد على منهجية سليمة في التفكير، او افساح المجال للعقل، لكي يمعن النظر فيها دون تأثير الضغوط الخارجية.ان منهجية التفكير وسلامته تعني تحرر العقل من جميع المؤثرات الموضوعة والمرسومه والمعدة في مطابخ الدهاة ، وعلية علينا اعطاء عقولنا حرية العمل والحركة، ولانقيدها بامورنا العاطفية والمصلحية، ليقوم العقل بدوره، ويؤدي وظيفته، ويستطيع الانسان بعد ذلك ان يعتمد على حكم عقله في تميز الغث والسمين من تلك الاجندات الهدامة التي تسوق الينا بذرائع ومسميات مختلفة.لكن مشكلة الكثيرين من الناس هو التنكر لعقولهم، والعمل على تجميدها وتحيدها، وبناء افكارا واراء دون عرضها على العقل، ودون اعطائه الفرصة لتمحيصها ودراستها ومعرفة الغايات من وراء تلك الاشاعات والاجندات الهدامة ، وقد يقحم البعض من الناس عواطفهم وميولهم وانتماءاتهم الحزبية ومصالحهم الضيقة في استثمار الواقع والاجندات الهدامة ، مستفيدا من ترويجها في النيل من غريمه وتسقيطه .ان تركيبة العقل وآلية عمله تقتضي التماس الدليل والبرهان، قبل اطلاق العنان الى تلك الاجواء الضاغطة والمريضة للوصول الية والتشويش عليه ، وحرف بوصلة تفكيرة اتجاه مطلق تلك الترهات والاكاذيب المزيفه، فاذا توافر الدليل الصادق والبرهان الصحيح، بارك العقل تلك الفكرة وزكاها، اما اذا انعدم الدليل، او كانت الحجة واهية، فضح العقل زيف تلك الفكرة وانكرها.ان اكتشافنا لاخطاء الغير لايعطينا الذريعة في انتقاصهم، والحط من مكانتهم وشأنهم، مما يضع الإنسان نفسه امام خيار اما اتباع شذاذ الافكار واصحاب الامراض الاجتماعية الخطيرة ، او اتباع منطق العقل والفطرة السلمية والدعوات الخيرة باستنهاض العقول، والخلاص من هيمنة الافكار الهدامة وتبني المنطق العقلائي والتفكير السليم والتعاطي الايجابي مع الواقع ورفض الوصاية الفكرية ،ودعوات التعصب ورفض الاخر.
https://telegram.me/buratha