المقالات

العتب على من يستحق العتب؟! / قاسم العجرش

1668 08:11:28 2016-02-08

قاسم العجرش

 فسر المتابعون، من هواة التحليل السياسي، الذين لهم في كل طبخة لبخة، إجراء المرجعية الدينية العليا الأخير، المتمثل بالتوقف عن التعاطي مع الشأن السياسي، في خطب الجمعة التي تصدر عنها، على أن المرجعية المباركة، قد أعتادت تزريق ما تريد القيام به، على مراحل، وساقوا في هذا السياق تأويلات عدة، منها أن المرجعية غاضبة، أو أنها ترديد أن تنأى بنفسها عن الأخطاء المتراكمة، التي وقعت فيها حكومة العبادي، والتي بدت في بداياتها، وكأنها حصلت على دعم المرجعية الدينية..

 موقف المرجعية الأخير، كان متوقعا الى حد بعيد، إذ أنها في الجمعة الأسبق، قالت بأن صوتها قد بُح.. في جمعة قبلها؛ عبرت عن خيبة أملها بشكل واضح، مشيرة الى أنها تكتفي بهذا القول في هذه المرحلة..وفي جمعة أسبق؛ من ذلك عبرت عن سخطها لإستجابة الدولة البطيئة، لإطروحات ومطالبات الجمهور والمرجعية بالإصلاحات..

الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، أن ذلك بعض  يسير من أسباب إجراء المرجعية الأخير؛ ويأتي إمتناع المرجعية عن تناول الشأن السياسي، كمحصلة منطقية للمشهد السياسي العراقي برمته..

نعلم أن منهج مرجعية السيد السيستاني دام ظله الوارف، منهجا إصلاحيا، ولا ينحى نحو المواجهة المباشرة مع السلطات، ولا يتخذ من المعالجات الثورية، سبيلا لتصحيح ألخطاء، فيمكن قراءة إجراء المرجعية، بعدم التكلم بالشأن السياسي في خطب الجمعة، بثلاث إتجاهات.

 الأول؛ يمكن عده تحذيرا للحكومة خصوصا، والدولة عموما؛ بمكوناتها (البرلمان، الحكومة، الرئاسة، القضاء)، ونستعيد الى الأذهان، إمتناع المرجعية عن استقبال المسؤولين لسنوات، ونظيره الآن؛ إظهار عدم الرضا عن الأداء الحكومي، وأن المرجعية لا تأمل خيراً فيهم البتة.

الثاني؛ يمكن ان نقرأه على أن هذا الإجراء، حفظ لمقام المرجعية الدينية، لأن كثرة التوجبه مع عدم الطاعة، يؤثر على هيبة وقداسة مقام المرجعية، وأنه عملية لإعادة بناء المواقف، وتقييم الخطاب المرجعي، بمراجعة المواقف للسنتين الأخيرتين.

 نستعيد في هذا الصدد الى ذاكرتنا؛ عملية تغيير أمناء العتبتين المقدستن في كربلاء المقدسة، وهما خطيبا الجمعة الدائمين هناك.

 الإتجاه الثالث، وهو سياسي وطني بمخرجاته، حيث أن المرجعية المباركة، وفي أجواء تصاعد خطاب الكراهية والتـازيم، في العراق والمنطقة، إنها ارادت إعادة ضبط هذه الأجواء، على سكة التهدئة ونبذ الخطاب الطائفي، وأتخذت من منبرها؛ منطلقا لتنفيذ هذه الأستراتيجية..

كلام قبل السلام: في ذلك كله، لا اعتقد أن ما يذهب اليه بعض المتابعين والمحللين، بأن هذا الموقف، هو عتب كبير من المرجعية، على العبادي والطبقة السياسية، فالحقيقة أن العبادي والطبقة السياسية، لا يستحقون أن تعتب المرجعية الدينية عليهم بمقامها العالي، فالعتب على من يستحق العتب!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك