المقالات

غدير الأربعين والمومن وحكاية جدتي! / امل الياسري

3687 10:08:56 2015-12-01

الكاتبة: أمل الياسري
إجتمعنا بجدتنا، حول مدفأة علاء الدين، ذات اللون الدافئ، أيام كان أغلب السادة، يخافون خروج العلويات الى مجالس العزاء، خوفاً من كلام الناس، علماً بأنهم لا يأتون إلا بالرجل القارئ (المومن)، ليقرأ مقتل الإمام الحسين عليه السلام، وسط ظلام الليل، فلا يقدم في العزاء، سوى الدارسين (القرفة)، وحينها كان الناس يسترقون السير الى كربلاء، فهم في حيرة من أمرهم، أما عقيلة بني هاشم، لبوة علي وفاطمة، فالأمر عندها مختلف تماماً! 
كانت الجدة تنادي، عند حلول أربعين الإمام الحسين، اليوم (مرد الروس)، ولم نكن نعي جيداً ما تقول، لكنها كانت تبكي كثيراً، لحال السيدة زينب، وهي تقول: ردت رؤوس الآل الى حفرها، لأن الأجساد إشتاقت لرؤوسها، لتكمل قصة البقاء الحسيني، ولتسجل مسيرة بلا توقف، عمرها ألف واربعمئة سنة إلا نيف منها، وما أقدسها من رحلة في ظل الكبرياء، حيث أذلت عروش البغاة، وأسقطت طواغيتهم، فوقفوا عاجزين، عن إدراك هذا العشق المهيب!
أحرار خالدون في واقعة كربلاء، أحياء عند ربهم يرزقون، ورحلة سبي لا تعرف الخوف أبداً، بل يتوسل الخوف رعباً، من مسيرة آل الحسين (عليهم السلام)، وهم يعتلون صهوة البطولة والكرامة، رغم أنهم محاصرون حتى عن الدمعة، لكن محاصريهم الأراذل، تراهم منكسرين، حين خلفوا لأنفسهم، عاراً وخزياً لن ينتهي، وأثراً لن يمحى، فقد برز إليهم غدير أخر كغدير خم، لمبايعة رؤوس الآل، بعهد ستكتب آثاره، وكل شيء أحصيناه في كتاب مبين!
ترى هل كانت السيدة العقيلة حائرة، بين الشيب الخضيب، والجسد السليب؟ الحيرة عند سيدة التأريخ الزينبي، محطة تستحق التوقف والتأمل، في التعامل مع هذا النشيد، الذي أطبقت له الأفلاك والأملاك، فهي تسترجع في كل لحظة، من أيام السبي على النياق الهزيلة، دقائق حياتها مع أخويها، السبط والكفيل (عليهما السلام)، فهما وداع مفتوح، متشح بالألم، بين رؤوس طافت معها طوال أربعين يوماً، وبين أجساد ترملت بدماء كربلاء، ظلت متوهجة مستعدة للمواجهة! 
ثورة الأربعين عند العشاق، لا تعني مسيرة عزاء مليونية، مواساة لجبل الصبر، أم المصائب فحسب، بل إنها رحلة طموح حقيقي أسطوري، للوصول الى نيل الكرامة الأبدية، على نهج البيت العلوي الطاهر، الذي حاولت الدياجير المظلمة، غلقه بشتى الطرق، ليحاصروا الأمة بين السلة والذلة، ولكن مسيرة الأربعين، كانت تعني تطبيقاً واضحاً، لمعنى هيهات منا الذلة، فرغم صخب الإعتقالات أيام الطاغية، ظل (المومن وحكاية الجدة)، تئن الماً وحزناً، على مصاب أبي الأحرار!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك