التقارير

الفلسطينيون يتحدون القتل بدم بارد ويرسمون حدود وطنهم

1516 13:47:17 2015-10-13

غصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور فتيان وفتيات من فلسطين يبتسمون بالرغم من اقتيادهم للمعتقل من قبل جنود إسرائيليين.

ولم تفلح سياسة القتل بدم بارد في إحباط عزيمة شباب وشابات من مواصلة التظاهرات ضد الاحتلال ومخططاته لإكمال تهويد القدس والمسجد الأقصى.

ولم تثن سياسة التهديد والوعيد الفلسطينيين في الناصرة وحيفا والجليل والمثلث والنقب عن مواصلة دعم أشقائهم في الضفة والقدس، وحتى غزة المحاصرة من كل الجهات دعمدت تضامنها مع الأقصى بالدم وتوجه الشباب إلى الأسوار الحدودية الشائكة ليصنعوا أكثر من نقطة اشتباك عند حدود القطاع.

وفي صباح اليوم الإثنين أقدمت القوات الإسرائيلية على قتل شاب فلسطيني عند باب الأسباط في القدس المحتلة، ومنعت المقدسيين من الوصول إلى مكان الحادث الذي ادعت أنه تم بسبب محاولة الشاب طعن جندي إسرائيلي.

 

فتى فلسطيني قتلته قوات الجيش الإسرائيلي في القدسReuters Ammar Awadفتى فلسطيني قتلته قوات الجيش الإسرائيلي في القدس

 

ومع عملية القتل الجديدة يزداد عدد الضحايا والجرحى الفلسطينيين، يتوزعون بين الضفة والقدس وغزة. فيما اعتقل المئات، منهم عشرات العرب في داخل الخط الأخضر. معظم الضحايا من الجانب الفلسطيني هم تحت العشرين عاما. ومع أن مقاطع فيديو مسربة توضح بما لا يدع مجالا للشك تعمد الجنود إطلاق النار من مسافة الصفر على شباب وشابات لم يشكلوا خطرا عليهم، إلا أن الشباب الفلسطيني يواصل "هبته" بإصرار لا يخفت.

بنظرة أولى فإن معظم المشاركين في الحراك الذي عمَّ الضفة والقطاع وداخل الخط الأخضر ولد بعد توقيع اتفاقات أوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكلهم لم يبصروا النور بعد عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987، وكان بعضهم يخطو خطواته الأولى مع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/ أيلول من العام 2000. كل المشاركين هم أبناء أو أحفاد جيل فلسطيني قاوم الاحتلال بطريقته عبر الكفاح المسلح في الأردن ولبنان أو انتفاضات وهبات لم تنقطع ضد الاحتلال. وعبر عن رفضه سياسة التمييز والتضييق بحق أبناء البلد الأصليين في يوم الأرض في 30 مارس/ آذار 1976، أو هبة أكتوبر 2000 لدعم الأقصى والتمسك بالهوية العربية الفلسطينية.

 

رسائل داخلية وخارجية

"الهبة" الفلسطينية الحالية تحمل في طياتها رسائل عدة داخلية وخارجية. فالصراع لن يحسم من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة والحصول على دولة عاصمتها القدس الشرقية قابلة للعيش مع جيرانها، بتواصل جغرافي بين الضفة وغزة، وإنهاء آخر وأطول احتلال بدأ في القرن العشرين. والكف عن سياسات التمييز العنصري بحق العرب في إسرائيل، ويثبت الحراك الداعم للقدس أن الشعب الفلسطيني مازال موحدا على الرغم من سنوات التشرد الطويلة، وأن أي تسوية يجب أن تضمن إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الذين أثبتوا أصالة انتمائهم الفلسطيني عبر تظاهرات وتجمعات امتدت من اليرموك المحاصر ووصلت إلى بلدان الشتات القصري في أوروبا والمنافي البعيدة.

 

فلسطينون من مختلف الانتمائات يشيعون جثة فتى فلسطيني في رام اللهReuters Mohamad Torokmanفلسطينون من مختلف الانتمائات يشيعون جثة فتى فلسطيني في رام الله

 

ومن الرسائل المهمة للحراك أن على قيادات التنظيمات الفلسطينية العمل على إنهاء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة، لأن الشعب أثبت أنه مازال موحدا في وجه الاحتلال، وأن الحاجة باتت ماسة لبرنامج سياسي فلسطيني واضح للتحرك من أجل بلوغ الأهداف الوطنية أو التراجع عن اتفاقات لم تلتزم بها إسرائيل ولم تنفذها وإنما استغلتها لزيادة الاستيطان وتهويد القدس وعزلها عن محيطها العربي وسن قوانين عنصرية. ويبعث الحراك برسائل إلى المجتمع الدولي لحثه على الضغط على تل أبيب، وكسر تعنت حكوماتها التي لم تظهر جديتها في عملية التسوية المتواصلة منذ مؤتمر مدريد 1991، وتنهج سياسة التملص من أي استحقاق الدخول في مفاوضات لا تنتهي ولا طائل منها. وربما لا تجد إسرائيل شريكا لها في عملية السلام في حال نفذت السلطة وعيدها بحل نفسها، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه عشية انطلاق مسيرة السلام.

ولعل الرسالة الأهم من "الهبة" الحالية هي أن الحق لا يمكن أن يسقط بالتقادم، وموت الأجيال التي عايشت النكبة، وأن الشعب الفلسطيني يستحق مكانه اللائق تحت الشمس كسواه من الشعوب، ويرسم بالدم ونظرات التحدي حدود وطن كبير من دون أسوار وأسلاك شائكة وكنتونات تمزقه، ويكفي الانتباه إلى المشاركة الواسعة للفتيات، والفتيان جنبا إلى جنب في وجه الجنود الإسرائيليين، والنظر إلى وجوه الشباب لنرى أن تحدي الاحتلال لن ينتهي إلا بزواله، وأن قضية فلسطين تفرض مركزيتها بتضحيات أبنائها ووحدتهم في جميع أماكن تواجدهم رغم الجغرافيا.

سامر الياس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك