المقالات

حزب الشارع..!../ قاسم العجرش

1498 11:34:02 2015-09-04

    توصل المشتغلون بالحقل السياسي، الى نتيجة مهمة؛ فيما يتعلق بالمشاركة الأنتخابية، تتمثل في أن نتائج الانتخابات، ليست هي القاعدة الوحيدة، التي يمكن من خلالها، الحكم على قوة حزب ما في الساحة السياسية، وإن كانت الأصوات الإنتخابية، قاعدة مهمة يمكن الركون إليها إلى حد بعيد.

    ثمة معايير أخرى؛ غائبة عن إدراك القوى السياسية، بسبب أن معظم الأحزاب المتصدية راهنا، تبني وجودها على العملية الأنتخابية، ولا تقيس مساحة وجودها إلا من خلالها، وهو مقياس أحادي، يقول عنه علماء السياسة، يؤدي إلى إصابة الساسة بالغرور، إن هم حققوا نتائج عالية في الانتخابات، وسيقودهم غرورهم إلى العمى عن رؤية الحقائق، والطرش عن سماع ما تقوله فيهم الجماعات المجتمعية، التي فشلوا بالتواصل معها.

   الى وقت قريب؛ كانت القوى السياسية ترى أن هذه الجماعات لا رأي لها، وأن من السهولة بمكان إحتوائها في الموسم الإنتخابية، عبر سلسلة من النشاطات والوعود، أو بعمليات شراء الأصوات المكشوفة، كما يرون ان الساحة السياسية، لا يقودها ألا من  له باع طويل في دهاليزها، وممارسة السياسة خلف الستار، عندما يتم استبدال الانتخابات، بالصفقات السياسية التي تعقد في غفلة من الشعب.

    بالمقابل ثمة جماعات مجتمعية لم تشارك في الانتخابات، وربما لن تشارك مستقبلا، ومع ذلك فإن لها قوتها، التي لا يمكن إغفالها أو التنكر لوجودها!

    من بين تلك الجماعات، ما يمكن اعتبارها حزبا قائما، وإن كان حزبا ليس منظما تنظيما حسنا، وفقا للمعايير التنظيمية، إذ انه لا يمتلك مقرات وقيادات، كتلك التي تمتلكها الأحزاب القائمة، لكن هذا الحزب الإفتراضي يمتلك الشارع، وهو يمثل كثرة كاثرة، بدأت تفصح عن رأيها بقوة، بدأت تربك حسابات المتصدين للمشهد السياسي، بل ووضعتهم في زاوية حرجة، وأنهالت عليهم ضربا فوق وتحت الحزام !

    بالحقيقة وكما ترون ما يحدث في الشارع، فإن الجماعة التي تتسمى بجماعة اللا رأي، قد أعطت رأيها بالعملية السياسية وبمخرجاتها، عبر سلسلة من التظاهرات، التي تعلن صراحة؛ أن الساحة السياسية ملوثة، وأنهم قد عرفوا من لوث هذه الساحة وشخصوه تشخيصا دقيقا، وأن الساحة مازالت تتلوث كل يوم بمزيد من اللاعبين.

   التحرك الجماهيري الأخير لم يأت صدفة، أو كنتيجة عرضية لحدث آني، بل هو ثمرة حنظل تراكمات من الخيبة، وسينزع عن معظم القوى والأحزاب؛ أهليتها السياسية، وسيكون هذا الانتزاع حكما قاسيا على وجودها ووجود قادتها، لأنه ليس من المتصور أن تأتي الانتخابات القادمة ويخوضها من حقق في الانتخابات السابقة أرقاما بمئات الآلاف من الأصوات، وهو يعرف أنه هذه المرة سيخرج خالي الوفاض

    كلام قبل السلام: في الانتخابات القادمة؛ لن يجد كثير من الساسة الحاليين، "الشجاعة" الكافية للمشاركة فيها، إلا أذا كانوا بلا "غيرة" أو أحساس..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك