المقالات

هل حقا كلهم حرامية؟

1277 19:37:43 2015-08-29

كثيرا ما نسمع تلك الجملة يرددها الناس، خصوصا في هذه الأيام الساخنة، التي تشهد تظاهرات في مدن العراق، بعد إنتشار الفساد، في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، وإحتل العراق مراكز متقدمة عالميا، رابع دولة في إنتشار الفساد، وربما نحرز كأس العالم، إن بقي الحال على ما عليه.
في ظل السخط الشعبي، من الأداء الحكومي، إنعكس هذا السخط، على كل الأحزاب الحاكمة وغير الحاكمة، وهنا سؤال يطرح نفسه، هل كل الأحزاب سراق؟ والإجابة بالنسبة للمواطن الساخط، هي (كلهم حرامية) أما نحن كمتابعين علينا أن ننظر، إلى الأمر بموضوعية وتجرد، فاطلاق التعميم والشمول، يخلط الأوراق ويساوي بين سارق الإبرة، وسارق الفيل والبريء.

علينا أن نقتدي بالقرآن الكريم، الذي حينما يذم طائفة، يستثني منهم أخرى، مثلا حين يذم الشعراء يستني منهم، (إلا الذين آمنوا) وحين يذم اليهود والنصارى، يستني منهم طائفة، وكثير من الآيات القرآنية تتظمن هذا المعنى، في عدم إطلاق التعميم في أغلب الموارد.

لو مررنا بقظية سقوط الموصل، وما تبعها من تداعيات كبيرة على العراق، فقد اعلنت اللجنة البرلمانية عن تقريرها، الذي أشار إلى أن السبب االرئيسي، في سقوط تلك المدينة، هو (الفساد) وبشواهد عديدة، ذكرت في التقرير لامجال لذكرها، فيما يخص بناء القوات الأمنية وتجهيزها، من حيث العدة والعدد، وقضيا التهريب والأتاوات وبشهادات، وبوثائق مؤكدة وحمل التقرير(نوري المالكي) المسؤولية الأولى، في تلك القضية ؛لإعتبارات عديدة أهمها، صفته القائد العام للقوات المسلحة. 

ولو مررنا بقضية فلاح السوداني، وزير التجارة الهارب، والذي حكم بقضايا فساد في وزارة التجارة، بعد منعه من السفر، لكنه خرج بكفالة ثم برائة، وعاد من حيث أتى إلى لندن، كل ذلك بمرأى ومسمع ومساعدة، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي! لكن هيئة النزاهة بعد الصحوة، أصدرت حكم إدانة وجلب، بحق هذا الوزير الهارب، الذي كان ينتمي إلى، حزب القائد العام.

فهل من الحكمة أن نساوي، بين قائد فاسد ومتستر على أقرانه، حكم ثمان سنوات، إبتلع فيها الدولة وهيمن على القضاء، وبين حزب يملك وزارة فقيرة، كالحزب الشيوعي مثلا، أو تيار جماهيري عريق كالمجلس الأعلى، الذي لم يشترك، في الحكومة السابقة بأي وزير، أما وزراء الحكومة الحالية، فلم يمض عليهم عاما على توليهم، وزرارت بخزينة مفلسة، خالية من المشاريع، منشغلين بتوفير الرواتب لموظفيها.

إذن ليس من الحكمة، خلط الحابل بالنابل والجيد بالرديئ، فإن في تلك الحالة، سنغطي على ديناصورات الفساد، التي نشأت في تلك الأجواء المشبوهة، فكل نفس وما كسبت(قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك