المقالات

هل نحن بحاجة إلى معارضة؟ / زيد شحاثة

1228 10:45:32 2015-04-01

زيد شحاثة
يندر أن نجد نظاما سياسيا, يخلوا من حزب أو تحالف أحزاب, تعمل كمعارضة للحكومة, تكون خارج التشكيلة الحكومية, أو التحالف الحزبي الحاكم.
يختلف دور تلك المعارضة بين بلد وأخر, فبعضها يهدف لإسقاط الحكومة, وأحزابها ورموزها, فلا يترك شاردة ولا واردة إلا وهاجمها, وأختلق سببا لانتقادها, فيما بعضها الأخر, يعمل مقوما لعمل الحكومة ومراقبا, فيدعم ما صح من عملها, وينتقد ويقدم بديلا, لما أنحرف عن الجادة من أفعالها.
فتوة التجربة العراقية, وحداثة عمرها الزمني, لا تتيح حقا أن تقيّم التجربة العراقية بشكل موضوعي ومحايد, لكن هذا لا يمنع من مناقشة لمحات فيها.
في الفترة الأولى من الوزارة العراقية, كثير من الأطراف التي تمثل المكون السني, بقيت خارج التشكيلة الحكومية, بسبب فتاوى تحريم صدرت حينها, ومقاربة وفهم خاطئين, بأن عدم مشاركتها سيوقف العملية السياسية, وكانت تلك المعارضة, مسلحة في جانب منها, وكادت أن تودي بالعراق وشعبة إلى الكارثة, فيما أشترك جزء صغير منها, ورغم أنه مشارك بالحكومة, إلا أنه تصرف كمعارضة!.
الوزارة الثانية, هي الوحيدة التي شهدت, وجود ما يمكن أن يطلق عليه مسمى المعارضة, بوجود حزب له ثقل سياسي وجماهيري,خارج تشكيلة الحكومة, تمثل بكتلة المواطن, التي عملت كمعارضة للحكومة, وأختلفت معها, في كثير من المواقف, وساندتها في بعضها, بل وحمتها من السقوط عدة مرات, في موقف سوقته الكتلة, كوسطية ومعارضة بناءة, وهي سياسة يصعب على الجمهور العادي فهمها أحيانا!.
الوزارة الحالية, شهدت مشاركة كل اللاعبين الكبار, وبمناصب مؤثرة, فلا يمكن لأي منهم, أن يقول أنه ليس جزءا من الحكومة..ربما يحق له أن ينأى بنفسه عن موقف حكومي بعينه, إن أختلف مع منهجه وسياساته, وله أن يعلن ذلك للجمهور, على أن لا يتبرأ من الحكومة ككل, ويعمل على تسقيطها.. فهذه إزدواجية.
هل هناك حاجة لمعارضة الآن؟ ومن سيقوم بهذا الدور بشكله الحقيقي ؟.
المستفيد الأول من عمل الحكومة هو الشعب, فهي خادمة له, تعمل على تحقيق تطلعاته ومتطلباته, أفلا يجب عليه أن يكون هو المراقب والمقوم؟..أي يعمل كمعارضة بناءة؟..بالتأكيد لن تنقصه الوسائل.
الحاجة لوجود معارضة حقيقية بناءة لا ينتهي أبدا.. لكن بصورتها الصحيحة.. ناقدة مقومة, مصححة وناصحة, الصوت والرأي الأخر ضرورة دائمة, لمراجعة وتقويم المسار..على أن لا يكون هادما تسقيطيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك