التقارير

سورية تتعافى من تداعيات الحرب وتستعد للنهوض من جديد

1087 10:19:32 2015-03-25

هشام الهبيشان

على مدار أربعة أعوام وأكثر وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة مركبة للغاية أسقطت فيها كل المعايير الانسانية، عشرات آلاف من ألارهابيين العابرين للقارات ، وملايين الأطنان من الأسلحة سلحوا بها ودمروا بها مدن وقرى سورية بأكملها وقتلوا اهلها وضربوا بها مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب معقدة قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو –أمريكية وليس لها أي علاقة بكل الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تفاصيل المؤامرة جهزت على مراحل وحلقات وبمشاركة دول عربية وإقليمية،ومع كل هذا وذاك ،فقد أثبتت سورية العربية المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود ،وصمدت رغم كل التحديات الداخلية والخارجية وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة ألانتصار.

فالمعركة لم تكن يومآ بسورية هي معركة مع مجموعات ارهابية عابرة للقارات بقدر ماهي معركة مع نظام جديد عالمي يرسم و ينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن قيام النظام العالمي الجد يد الذي تحكمه قوى الامبريالية العالمية وتقوده الما سونية اليهودية الصهيونية بنسيجها اليهودي المسيحي المتطرف "المسيحية المتصهينة "، فهذه المؤامره تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سوريا، وهي أهداف تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود ، الا ان الجيش العربي السوري صمد وكسر بصموده كل الرهانات الشرقية والغربية الاقليمية والعربية ,فالجيش العربي السوري حقق انجازات كبيرة وهائلة في الميدان اذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة لا يستطيع احد القفز فوقها والاهم من كل ذلك هو تلاحم الشعب والجيش والقياده السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها 90دولة بالعالم غير ان ارادة الشعب السوري المؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة ابعادآ وخلفيات أفشل خطط الاعداء واسقط اهدافهم بالتضحيات الجسام .

فعندما نعود بالذاكره لسنوات عجاف مضت، نلاحظ ان الهجمة الشرسة هذه والحرب الشعواء تلك كانت تستهدف بشكل اساسي، هدف رئيسي هو "العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة واركانها الاخرى من مبادئ وطنية وقومية جامعة من شعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحس الوطني والقومي والاهم من ذلك هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الافكار واصبحت قاعده لبناء سوريا القوية سوريا عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض ،ومن هنا قررت القوى التامريه أنه بدون تدمير ووتمزيق سورية واستنزافها فأنهم لن يصلوا لمبتغاهم وهدفهم الاعظم المأمول بتدمير محور المقاومة ،وتنصيب أسرائيل سيدآ للمنطقة العربية وألاقليم ككل وكل هذا سيتم حسب مخططهم من خلال نشر الاف الجماعات المسلحة على الاراضي السورية .

ومع كل هذه التضحيات الجسام التي قدمها السوريين، فمعركة هذه القوى التأمرية على الدولة السورية لن تنتهي مادامت ادواتهم الارهابية واوراقهم القذره هذه موجودة على الارض السورية، لذلك اليوم تؤمن الدولة السورية بأن حجم انجازتها على الارض واستمرار معارك تطهير سوريا من رجس الارهاب وبالتوازي مع ذلك السير بمسيرة الاصلاح والتجديد للدولة السورية مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية ، هو الرد الافضل والاكثر تأثيرآ اليوم على قوى ألتامر ،فدول التأمر على الدولة السورية ومع زيادة حجم الخسائر التي تتلقاها بسورية بدأت تقر تدريجيآ بحقيقة فشل مشروعها على ألارض السورية .

ختامآ ،يمكن القول انه بعد مرور هذه السنوات الاربع المريرة على الدولة السورية بكل اركانها وما جلبتها للدولة السورية من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، الا ان الدولة السورية اليوم بكل اركانها يتضح اليوم أنها بدأت تتعافي من هذه الجراح وتبدأ من جديد مرحلة النهوض الاقوى والذي سيبنى على نهوضها هذا،الكثير من المتغيرات التي لن يكون أولها ولا أخرها سقوط العديد من الانظمة الوظيفية الطارئة على هذه المنطقة ......

* كاتب وناشط سياسي - الاردن.

2/5/150325

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك