التقارير

تدمير التراث .. جرائمُ ’الوهابية’ التي لا تُغتفر

1261 07:29:25 2015-03-04

نور أيوب

الاثنين 26 شباط من العام 2001، حركة طالبان تنفّذ جريمة بحق التاريخ الإنساني وتراثه. يومها فجّرت "الخلافة الإسلامية الأفغانية" بفتوى أميرها "الملا عمر"، تمثالين لبوذا في منطقة "باميان" الأفغانية. حاول العالم أجمع ثني طالبان عن جنونها، لكنه لم يلقَ آذاناً صاغية. فجّرت طالبان التمثالين، وتباهت بعملها، وتعهدت بإزالة مظاهر الشرك من أفغانستان. حينها قال وكيل أحمد متوكل، وزير خارجية طالبان "أن تدمير هذه الاصنام يستند إلى التعاليم الاسلامية، وأننا لن نستثني تماثيل من عصر ما قبل الاسلام أو ما بعده". ترجع أصل هذه الفتاوى لأبن تيمية، ولخلفه محمد بن عبد الوهاب، الداعين لإزالة مظاهر الشرك بالله. لم تكن هذه الحادثة هي الأولى، من أتباع المدرسة الوهابية، فلقد سبقت "المملكة الوهابية السعودية" "إمارة طالبان" بذلك. لم تهدم آثاراً هندوسية، أو أصناماً أو أوثاناً، بل آثاراً إسلاميةً بحتة في مكة المكرّمة والمدينة.

عن الهدم في السعودية – الحلقةُ الأوّلى

بدأت قصّة الهدم عام 1805م. يوم هدّم الوهابيّون آثاراً إسلامية في المدينة المنورة. إلا أن حفلة الجنون الكبرى، كانت عام 1926، عندما حاول الوهابيون مع جنود الملك عبد العزيز هدم قبّة المسجد النبوي، وتسوية قبر الرسول محمد بالأرض.  صيحفة الإندبنت البريطانية في العام الماضي، ذكرت أن "السعودية" بدأت بمشروع هدم منزل النبي "مكان مولده" لبناء قصر ملكي رخامي كبير للملك عبد الله وذلك ليكون محل إقامته عند زيارته لمكّة. كما تسببت أيضاً، أي "السعودية" بتدمير ما يقارب 95% من بناءات مكة القديمة لاستبدالها بفنادق ضخمة ومراكز للتسوق. طبعاً هذه الخطوات لا يمكن للسلطة السياسية اتخاذها من دون الغطاء الشرعي من المؤسسة الدينية.

تواصل مسلسل "إزالة مظاهر الشرك"، وحطّ في ربوع "الإمارات والدول الوهابية". "دولة الملا عمر"، و"دولة البغدادي"، إضافةً للمُصدّر الرئيس "المملكة السعودية".

داعش والهدم – الحلقةُ الثالثة

في أحدى رسائله الصوتية، دعا "أبو محمد العدناني"، الناطق الرسمي باسم داعش، إلى "هدم وإزالة مظاهر الشرك في بلاد المسلمين". لاقى خطابه صدىً في النفوس "الأبية" في تنظيمه. سارع عناصر التنظيم إلى تنفيذ "فرمان" الخليفة، تسابقوا بحمل معاولهم وصواعقهم المتفجرة لكسر وتفخيخ وتفجير الأوثان والأصنام، وتصوير هذه الأحداث وتوثيقها. أنتجوا أفلاماً قصيرة، وعرضوا تقارير "مصورة" على مواقعهم الإلكترونية. تفاعل "المجاهدون" مع الحدث، وبكوا عند سؤالهم عن شعورهم، "فهم يطبّقون شرع الله، ويحمدونه على العيش تحت كنف الدولة والخليفة".

مليئةٌ ذاكرة سوريا بالمآسي. مليئةٌ بجرائم "داعش" بحقها. تساوى البشر والشجر والمدر، تحت حكم داعش. فذبح جنود الجيش السوري، والمحكومين "بالكفر والردة" ،(على سبيل المثال لا الحصر، سبّ أحدهم "رب المازوت"، فاتهم بالكفر وكان مصيره الذبح)، وشجرة البلوط في بلدة أطمة، وقبور الأولياء في الرقة ودير الزور، ذكرياتٌ لن تمحى من أذهان البشر.

بعد إعلان "الخلافة"، اتسعت رقعة نفوذ داعش، واستمر مسلسل الهدم. لعلّ "داعش" تغار من الحجارة أو تهابها، أو تكره التاريخ والإنسانية. لم تحتمل وجوداً للماضي، ولم تحترم حرمة ميّت، أو حتّى لتمثالٍ أصم، لن يعارض "خليفتها". ذهل العالم بما رأى في إصدار "داعش" الجديد. الإصدار الذي حمل عنوان "الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر – الجزء الأول". جاء بتوقيع المكتب الإعلامي لولاية نينوى، أحد ولايات "الخلافة". تأثر المجتمع العالمي بما حدث، وتعاطف مع التاريخ، وأدان مجزرةً بحجم عمر البشرية. لكن ، وللأسف، غاب عنه كثيراً مشاهد كانت أكثر شدّةً بحق آثار العراق وسوريا، التي انتشرت على المواقع الإلكترونية المبياعة للبغدادي العام الماضي. فالموصل ومسجد النبي يونس، يشهد إجرام "عبواتهم"، كما سيشهد تمثال المرأة الآشورية المحطم على الأرض، رجعية فتاوىٍ تُرجع البشرية إلى ما قبل الجاهلية.

الوهابية ومشروعها

بالأمس، التقى التاريخ. وعزّت الأعوام بعضها وتصبّرت. جُرح التاريخ مرّةً أخرى، فالملك والأمير والخليفة، وإن اختلفوا أحياناً فأنهم يتلاقون كثيراً، فالمدرسة الواحدة أي الوهابية، تختلف في التكتيك ولكنها تتفق في المشروع. مشروع طمس النور الإنساني، وزرع الظلام، من أفغانستان للعراق وسوريا للسعودية، ظلام أحلك من الجاهلية، لا يُبقِ ولا يذر، إلا من آمن "بعبد الوهاب"، و"ابن تيمية".

16/5/150304

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك