المقالات

الأمة عندما يصيبها الهوان يرتفع فيها السفهاء ويسقط الفقهاء

1384 01:39:49 2014-08-28

هناك تشابه كبير بين مايحصل في العراق الأن وبين ماحصل في حادثة المحاولة الفاشلة لاغتيال النبي محمد ص عندما اشار أبا جهل على قريش ان يختاروا من كل قبيلة فتىً شاباً ليقتلوا النبي الكريم ص بضربة رجل واحد عندها تذهب دمائه بين القبائل فلايستطيع بني هاشم المطالبة بالثأر.وهذا مايحصل في العراق الان اجتمعت عليه دول الشر وعلى رأسها دولة احفاد ابا جهل وجندوا له رجالا من كل دول العالم ليضيع العراق ودماء ابناءه بين الشعوب والامم.فنشروا القتل بكل انواعه وعناوينه على جميع البشر وبدون عنوان..

يكفي انك تختلف معهم فانك محكوم بالموت أو التشريد..ونشروا الفسادٌ بكل اصنافه وألوانه وتحول الى عاصفة دموية هوجاء( حسب المعاني الهَوْجاء :( الجغرافيا ) اصطلاح يُطلق على الرِّياح الغربيّة التي تهبّ على المناطق المعتدلة) وهذا بالضبط مايحدث في العراق فالعاصفة غربية وتحمل معها كل انواع الجراثيم والبكتريا لتفتك بالصالح والطالح معا..والاّ نحن في أي زمن نعيش عندما نشاهد انسانا مذبوحا من الوريد الى الوريد وحوله اُناس ينشدون الاناشيد ويهللّون فرحا وهم يضربون جسدا ميتاً؟ وهذه المشاهد تذكرنا بقصص الانسان القديم وآكلي لحوم البشر..ووصلنا الى حد البيع العلني للبشر من نساء ورجال واطفال فأي مرض اصابكم ياعرب؟ 
عندما تسافر الى اي بلد عربي او اسلامي عن طريق البر او الجو او حتى عن طريق البحر فأول من يستقبلك هو الرقيب ليحاسبك حساب منكر ونكير ليعرف من انت ومن اي بلد وهل سكنك شمالا ام جنوبا وهل انت شيعي ام سني ام كافر.فان عرفك من المخالفين لعقيدته فهمس في اذن صاحبه ليسمعك كلمات الترحيب بالشتائم والاهانة والتنكيل وبعثرة كل ماتملك من أغراض.وعندما تحط الرحال في اي ارض عربية او اسلامية عليك ان تعرف ماهية القوم الذين تعيش بينهم والاّ فان اي خطأ حتى لو كان غير مقصود فسيكون ثمنه باهظا وربما يكلفك حياتك او ينغصها على اقل تقدير.
أول امة اصبح الخطر على وجودها منها وفيها هي الامة العربية..علماء الدين فيها صنعوا سوقا للافتاء في الحروب والقتل..مفكروها لايغتسلون الاّ بدماء الابرياء وهم لايفارقون وسائل الاعلام لتوجيه الشر والاشرار والدفاع عنهم..امة صنعت باموال البترول فيالق اعلامية لبث سموم الفرقة والفتن بين الشعوب العربية والاسلامية واعلامها اصبح اكثر دمارا من اي سلاح نووي او كيمياوي.امة ترفض رفضا قاطعا مغادرة الماضي ولاتريد ان تعترف بأخطائها بل هي مصرة كل الاصرار على الاستمرار بنهج سوداويٌ ترفضه كل العقول النيرة.شعوبنا تصدق كل ماتسمع وكل ماتقرأ المهم ان من يتكلم او يكتب يحمل نفس هويتهم ونفس أفكارهم ويحكمون على خصومهم من خلال ذلك. الأمة عندما يصيبها الهوان يرتفع عندها السفهاء ويسقط الفقهاء.ويصبح السفهاء هم القادة واما الفقهاء يتحولون الى دمية بأيديهم كما هو حاصل في امتنا العربية.وما هذه الفوضى الاّ نتيجة لحكم السفهاء على المجتمعات والشعوب ويلات تجر ويلات.

أمة قد تجاوزتها كل قطارات الحياة ولم يبقى لها الاّ قطار الموت فركبته ظنا منها انها ستنجوا وتستطيع اللحاق بمن سبقها من الشعوب والامم لكنها بدل ان تصل الى اي محطة من محطات الحياة وصلت الى محطة الذبح والخراب وعندها توقف القطار ونزل الجميع ليلاقي حتفه أمام انظار العالم.العراق الان يتعرض الى أبشع هجوم وغزو من قبل أقوام ومجاميع من كل الاصناف وليسوا من اصل واحد او جهة واحدة كما كان سابقا مثلا كالمغول او التتر او الانكليز والعثمانيين فهؤلاء اقوام من امم معروفة ولها وجود وتستطيع ان تتفاوض معهم لايقاف الحرب مثلا.اما العراق الآن يتعرض الى غزو من نوع آخر وخطير ليس له شبيه فمع من يستطيع ان يتكلم ويتباحث لينهي الحرب؟

ففي عراقنا العزيز مثلا هناك اقوام لايزالون يقدّسون كل عهود الظلم والطغيان التي مرت في بلدنا المنكوب بل انهم يقاتلون ويستميتون من اجل اعادة كل ذلك الطغيان الى ماكان عليه.وكل هذه الصراعات والدماء التي تسيل على ارض العراق هي من اجل هدف واحد لا أكثر وهو اعادة الظالم لكرسي الامارة.ولايتركون للشرفاء مجالا لكي يبنون ماخرّبوه. من كبار فقهاء القوم مع ساستهم نراهم كل يوم في بلد يعقدون المؤتمرات والحفلات لاجترار الكذب والخداع ليعلنوا للعالم بانهم لايريدون شيئا سوى اثبات مظلوميتهم وان ابنهم صدام كان على حق عندما دمر البلاد وحرق الحرث والنسل في حروبه ومجازره بحق ابناء هذا البلد وأضاع ثروات لاتعد ولاتحصى.

فهل العراق هو اول الواصلين الى تلك المحطة وحتما سيلحق به الاخرين من الاشقاء؟والحبل على الجرار مثل مايقول المثل ربما هناك حل لخلاص العراق من هذه المحنة وهي العمل على تفتيت وتمزيق الحواضن التي تستقبل الارهابيين وهذا لن يتم الاّ بتكاتف العراقيين الاصلاء والنجباء لكن متى يكون ذلك؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك