المقالات

الحوت كان ارحم على يونس من داعش

501 01:02:36 2014-07-26

منذ القدم كان الكل يبحث له عن اصل ويعتز بهذا الاصل ويفتخر به حتى ذهبت الاقوام في تخليد التراث والحفاظ عليه على مر الزمن من الاندحار وكان كل جديد يأتي يضيف شيئا لمن سبقه حتى تراكمت لدينا حضارات رائعه وجميلة نأخذ منها العبر حتى من التي مرت مرور الكرام في ذالك الزمن السحيق الا انها ايضا وضعت بصمتها على التاريخ وسجلت لها حضور في سجله المتواتر كتواتر الكتب السماوية الينا نحن في هذا الزمن الحديث والذي عرف معنى القانون الوضعي وعرف اسس الحياة الحديثه في ظل خاتم الانبياء ودينه الاسلام عليه وعلى اله الاطهار خير سلام 

فبهذا التنوع وبهذا التعدد عرفت الحضارات وكانت خليط متجانس يبتعد تاره ويقترب من الاخرين تاره اخرى حتى انها في بعض الاحيان تندمج حضارتان فيما بينهما لينتجى لنا حضارة وليدة ما مضى وخلاصة الاثنين معا

فلم تكن الحضارة في يوم من الايام اشكال عند الاخرين حتى التي كانت بعيده كل البعد عن القيم الانسانية ناهيك عن بعدها عن الله والتوحيد والذات المقدسة

ومع هذا كنا وما زلنا نأخذ العبر والحكمة والعلم من الحضارات الماضية فقد ملئت امهات الكتب بقصص وعلوم بعضها كشف وبعضها حتى هذه اللحظه يعد من اسرار الحياة لم يتم الكشف عنه 

والجميع ينظر الى هذه الحضارات على انها تراث وقيم انسانية واخلاقية ليس الا او انها تذكار من الماضي على انهم كانوا هنا ذات يوم وتأكيد على ما جاء ذكره في الكتب المقدسه عنهم وعن ديارهم وتاريخهم ورحلاتهم وبطولاتهم وتضحياتهم من اجل انقاذ البشريه والسير بهم نحو حياة افضل واجمل وارقى 

ومن بين هذه الحضارات وهذه الشخصيات وهذا التراث الذي نعتز به ونفتخر به ونقدسه هو فخرنا وعزنا ونبينا وقدوتنا يونس بن متى ( ذو النون ) الذي من اجل تسبيحه وتوحيده انجاه الله من الغم واخرجه من ما كان فيه ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين )) 

النبي الذي ورد ذكره في القران احد انبياء الله الذي امرنا باحترامهم وتكريمهم والذي على مر العصور كانوا محل احترام من الجميع واماكن قبورهم كانت محل للتبرك والزيارة من قبل الجميع على مع الازمان وعلى مر الفصول فلم نرى او نسمع بحركه تقوم بتفجير قبور انبيائها اورسلها او اوليائها كما يحدث الان على ايدي ما يسمى داعش الحركة الصهيونية التي لم تجعل احترام لعقل البشر ناهيك عن مقدساته وتراثه فالتي تامر الانسان بان يجلب اخته ليجلعها مومس لمئة او يزيدون من الرجال بما يسمى جهاد النكاح فهل هذا احترم عقله او عقول الاخرين ؟

او ماذا تتوقع من شخص يجلد الناس وينحرهم لانهم يدخنون او لانهم مفطرين وهو يقيم وجبة غداء علنيه في ظهر رمضان واما اعين الناس فهل هذا احترم عقله او عقول الاخرين ؟

ان ما حدث لمقام نبينا وسيدنا يونس هو شيء فضيع وشنيع ولا يمكن ان يسكت عنه لانه تهاون اتجاه مقدسات المسلمين وتاريخهم بل امام مقدسات العالم اجمع وتاريخه . 

وما حصل يدل على ان الطرف الذي قام بهذا الامر لا يمت للاسلام بشيء لا من قريب ولا من بعيد فالكل يدري ان قبر النبي لم يكن مكان لعبادته هو وانما مكان لعبادة الله وحده بالقرب من نبي من انبيائه 

ولكن ماذا نقول للعقول التي اكل التراب عليها حتى اصبحت عفنه ومتلئت بالاحقاد والطائفيه منذ نعومة اظافرها فصارت لا ترى غير لغة الدم والتكفير والتنكيل بالاخر مهما كان مظلوم او لم يصدر منه شيء يهدد الاخرين 

نعم ان قبر نبي الله يونس كان وما زال في قلوب المؤمنين وايضا ان نبي الله يونس حي عند ربه في جنات الخلد مع الانبياء والملائكة المقربين 

ومع هذا نقول لداعش انكم فجرتم بقعه من بقع الله المقدسه التي تمد البشريه بنور ربها وتملئ قلوب البشر بالايمان والطمأنينه نعم ان الخاسر الاول والاخير من تفجير هذا القبر هي البشريه لانها فقدت نور تلجئ اليه في شدتها وفي غربتها وفي حاجتها وفي ظلمتها وتيهها تستلهم منه العبر والحكم والموعضه الحسنه 

فكم كان الحوت رحيما على نبي الله منكم ايها الانذال احقاد الذات المقدسه ابناء الشيطان وجنده صنيعة اسرائيل وامريكا ومن والاها فتلك الشجرة كانت افضل منكم حين اظلت جسد نبينا وكانت عليه حامي وحارس بينما انتم زرعتم القبر مفخخاتكم وحقدكم وفرتموه وهذا ان دل يدل على الجبن الذي يعتريكم والخوف الذي يمتلئ قلوبكم من هذه المزارات ومن هذه المقامات المقدسه لهذا تقومون بازالتها خوفا منها ليس الا ولكن صبرا لابد ان تأتي ساعة الله فان وعد الله الحق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك