المقالات

وصفة دواء لميت!..

1267 10:23:58 2014-07-13

قاسم العجرش

     التقيت قبل سنوات عدة هنا في بغداد، بصحفي روسي مستقل، يعمل في وسائل إعلام روسية وغربية عدة، تناولنا في لقائنا مواضيع شتى، معظمها يتعلق بالشأن السياسي العراقي، وحاولت تقصي وجهة نظره فيما سيكون عليه مستقبل العراق.

    الرجل كان ثاقب النظرة والتفكير حينما قال، لقد وجدتم أنفسكم؛ في إستحقاق أن تنتقلوا من الحكم الشمولي الى الحكم الديمقراطي، وهو إنتقال عادة ومثلما حصل لغيركم كان بوسائل قسرية، إذ لم يذكر لنا التاريخ حادثة واحدة، إنتقل فيها شعب من الحكم الدكتاتوري الإستبدادي، الى حكم ديمقراطي بوسائل سلمية أو ديمقراطية، وحتى في الدول ذات الديمقراطيات العريقة، فإن الحكام "الديمقراطيين"، يغادرون كراسيهم بوسائل لا تمت للديمقراطية بصلة، فالفضائح والتسقيط السياسي والتشهير، ونبش السيرة الشخصية والملفات السرية، وحدها هي التي تجبرهم على مغادرة السلطة، وفي أحيان كثيرة تسقطهم الفضائح الجنسية!.

    كنت أحاول استيعاب ما قاله، لكنه أضاف: وأنتم تنتقلون الى الديمقراطية؛ ستحتاجون الى زمن أطول من غيركم، لإتمام عملية الإنتقال، وستواجهون مصاعب كثيرة، لأن عقلكم ليس عقلا ديمقراطيا، وأنتم في حاجة الى ثقافة ديمقراطية، وليس فقط الى تعلم آليات الديمقراطية، ومثلما تقدم الشعوب تضحيات جسيمة، للإنتقال من الحكم الدكتاتوري الى حكم ديمقراطي، ستقدمون تضحيات أكثر لتصبحوا ديمقراطيين حقيقيين، ويتعيّن عليكم أن تتخلّصوا من القسم الأعظم من أمراضكم، وفي مقدمتها مرض الأنا.

    قدم فيدرو كما يحب أن يُسمى، مصداقاً لرؤيته ودليلاً واقعياً، لمسه بيده على أن معظمنا مصاب بهذا المرض الوبيل، فقل: "شوف" التقيت بعدد كبير من الساسة العراقيين، أسأل هذا عن رأي في قضية، وأستوضح من ذاك عن خططه المستقبلية، فوجدت أنهم غالباً ما يتحدثون عن أنفسهم أكثر، مما يتحدثون عن موضوع البحث! وكانت إجاباتهم جميعا تبدأ بـ (أنا أرى) (أنا أعتقد) (أنا أؤكد) (أنا قررت) (أنا أقول)..الخ..

  حاول فيدرو أن يختصر فكرته، عن كيفية إحداث تغيير، في بلد تسود فيه ثقافة (الأنا) لدى الحكام فقال: إن الفرق في عملية التغيير في بلد بثقافة ديمقراطية، وبلد تسوده ثقافة (الأنا)، هو الفرق نفسه، بين مقعد الحمام العربي ومقعد الحمام الغربي، فالمقعد الغربي يمكن نزعه بفك مسمارين فقط، أما المقعد العربي فلا يمكن فكه إلا بتكسير الحمام كله !.

كلام قبل السلام: النصيحة بعد وقوع الواقعة، كإعطاء الدواء لميت !.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك