المقالات

حكاية اللبن المسكوب: الشعب والساسة؟!

1285 11:39:18 2014-07-10

قاسم العجرش

   من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية، فإن التباين الواضح للأطروحة السياسية، للقوى السياسية الكبرى، التي حققت وجودا مؤثرا في مجلس النواب الحالي، هو لب المشكلة السياسية الراهنة.

    التباين ليس طارئا على الحياة السياسية العراقية، بل هو جذر من جذورها، أفضى إلى سلسلة من المواقف المتباعدة، وساهم في تفاقم التباعد، الذي تحول إلى خلافات ما لبثت أن تحولت إلى اختلافات.

   الفضاءات الداخلية والإقليمية والدولية هي الأخرى متباينة جدا، مما أبعد فرصة البحث عن أرضية مشتركة، بين القوى السياسية االعراقية، تؤهلها لتجاوز الحال الرث الذي نحن فيه اليوم.

لقد كان من المتعين؛ أن يكون الدستور هو الضامن، للوصول إلى المحطات المهمة والمصيرية، من حاضرنا لبناء مستقبلنا.

    لكن خيبة أمل كبرى قد حصلت، عندما لم يتم الالتفات إلى هذه الضمانة، وإبلائها الاحترام المستحق من قبل الساسة، وبوقاحة فجة جرت إهانة الدستور!

   وهكذا أمضينا الأشهر الفائتة في وضع مأزوم، أسفر عن خسارات كبرى على الصعيد الوطني، ومرغت كرامتنا الوطنية بالوحل، عندما إستطاعت عصابات إرهابية أن تهزم جيشنا، بمؤامرة ستكشف فيها الأيام، أسرار توجع البطن!

   ومع أن الإفتراض المنطقي يقول: أن الأزمات توحد الساسة مثلما توحد الشعوب، إلا أن شعبنا كان أكثر وعيا من الساسة، الذين فقدوا كثيرا من مصداقيتهم، فتراجع مستوى الثقة بالساسة لدى الشعب، ومع تراجع مستوى الثقة بهم، بدت الصورة وكأن الشعب أكثر اتزانا ومسؤولية منهم، فقبالة التصعيد والتعنت وصناعة الأزمات، وهي الصفات التي أتصف بها الساسة وأدمنوا عليها، كان الشعب يسير بخطى ثابتة نحو إستعادة كرامته، عبر تلبيته لنداء المرجعية بوجوب الجهاد كفائيا، ضد الإرهاب بكل تسمياته ومصادره ومناطق تأثيره.

   إن العراقيين اليوم يشعرون أن الساسة لا يمثلونهم، وأن وجودهم ومع ما حصنوا أنفسهم بقوانين الحصانة، قد بات موضع عدم قبول من الشعب، وهو شعور غير خفي، بل يعلنه غالبية    العراقيين بطرق متعددة..وليس بعيدا أن نشهد تطورات في هذا التعبير ربما تنتقل إلى الشارع...

   أن الثقة بمعظم الساسة قد سحبت، وإذا لم يسارعوا إلى لملمة صفوفهم وتدارك وضعهم، فإن القادم في مستقبل وجودهم السياسي مظلم، ولكن هذا الظلام وبكل أسف ،سيكون ذا تأثير مماثل على العراقيين...

  كلام قبل السلام:اللبن المسكوب لا يمكن جمعه، خصوصا في الصيف، ففي الصيف يضيع اللبن!

 سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك