في الأسبوع الماضي، رشّح الرئيس الأمريكي جو بايدن "تريسي آن جاكوبسون" لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة الولايات المتحدة لدى العراق بدلاً من السفيرة الحالية الينا رومانوسكي. فمَن هي جاكوبسون؟ وما فرقها عن الينا رومانسكي؟ وما قصة دعمها للمثليين؟ انفوبلس سلّطت الضوء عليها وستفصّل أبرز محطاتها وأين خدمت وكيف ستتمتع بنفوذ وسلطة أعلى من السفيرة الحالية.
*مَن هي جاكوبسون؟
وُلِدت تريسي آن جاكوبسون عام 1965 وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز ودرجة الماجستير من كلية العلوم الدولية المتقدمة بنفس الجامعة، وحصلت على العديد من الجوائز في وزارة الخارجية منها جائزتان رئاسيتان ووسام إبراهيم روكوفا للسلام والديمقراطية والإنسانية في كوسوفو.
جاكوبسون، وهي عضو محترف في الخدمة الخارجية العليا، من فئة وزير محترف، شغلت مؤخراً منصب القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا ، إثيوبيا، وعلى مدار مسيرتها المهنية، كانت سفيرة الولايات المتحدة في ثلاث مناسبات – في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريجا، لاتفيا.
*سفيرة فوق العادة في العراق
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن رشّح تريسي آن جاكوبسون لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة الولايات المتحدة لدى العراق، بدلاً من السفيرة الحالية الينا رومانوسكي.
موقع البيت الأبيض، أشار الى أن الرئيس بايدن أعلن عن نيّته ترشيح تريسي آن جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق.
*تقاعدها وعودتها للخدمة
بالإضافة إلى الأدوار القيادية العليا في الخارج، شغلت جاكوبسون منصب النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية وعميد مركز تدريب الشؤون الخارجية الوطني (FSI) لكلية الدراسات المهنية ودراسات المناطق، وفي مجلس الأمن القومي، كانت جاكوبسون نائب الأمين التنفيذي والمدير الأول للإدارة.
تقاعدت ثم عادت إلى الخدمة الفعلية في عام 2021 كمديرة لفرقة العمل المعنية بأفغانستان بوزارة الخارجية، ثم كقائمة بالأعمال مؤقتة في السفارة الامريكية في أديس أبابا، إثيوبيا. وفي يناير/ كانون الثاني الحالي 2024، رشحها الرئيس جو بايدن للعمل سفيرة للولايات المتحدة في العراق.
*مناصبها
جاكوبسون تشغل حاليًا منصب المساعدة الأمريكية لشؤون التنظيم الدولي (IO) سبق لها أن شغلت منصب المساعدة الأمريكية الأولى للأمانة في IO. كعضو في الخدمة الدبلوماسية العليا، شغلت منصب سفيرة للولايات المتحدة في جمهورية كوسوفو (2012-2015)، وفي طاجيكستان (2006-2009)، وفي تركمانستان (2003-2006). كما شغلت السفيرة جاكوبسون منصب عميد كلية الدراسات المهنية والإقليمية، وبعد ذلك نائبة مدير معهد الخدمة الدبلوماسية (2010-2012)، وكانت نائبة رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريغا (2000-2003).
قبل تلك المهام، شغلت السفيرة جاكوبسون منصب نائب الأمين التنفيذي في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وتشمل مهامها في الخارج خدمتها في سيول، كوريا الجنوبية؛ ناسو، الباهاما؛ وموسكو، روسيا.
*بماذا تختلف رومانسكي؟
يؤكد مختصون بالشأن السياسي، أن "الفرق بين جاكوبسون ورومانسكي هو أن جاكوبسون أعلى مرتبة وخبرة وستكون فوق العادة أي لها حرية اتخاذ القرارات دون العودة إلى واشنطن حيث إنها خدمت في البيت الأبيض وساهمت برسم استراتيجيات مهمة تتعلق بالأمن القومي وقرارات الرئيس وخدمت في آسيا الوسطى وتركمانستان وطاجيكستان وخدمت كذلك في مناطق ساخنة مثل أفغانستان كوسوفو أثيوبيا وبعد تمرد التيغراي ذهبت لأديس أبابا وساهمت باتفاقات ما بعد الحرب الأهلية الإثيوبية كذلك في كوسوفو وأفغانستان ساهمت بعقد اتفاقات ورسم استراتيجية جديدة بعد الحروب وهي مهتمة بالسرية أكثر من رومانسكي".
ويضيف هؤلاء، "ماكو بعد نشاطات نسوية ولا زيارات اجتماعية"، متسائلين "هل ستكون مهندسة انقلاب؟ هل ستقود حملة اغتيالات؟ هل تستطيع إنقاذ الموساد وكردستان؟ هل ستفرض عقوبات اقتصادية وتمنع وصول الدولار وتضرب البنوك؟ أم إنها قادمة لشيء آخر تماما لا يخطر على البال/ سفيرة فوق العادة قبل رحيل بايدن ومجيء ترامب ماذا تريد أن تفعل؟ ماذا تستطيع المخابرات الناعمة مقابل فشل البنتاغون والقواعد والسلاح".
*دعمها للمثليين وإدارتها للصراعات
يوصف الباحث بالشأن السياسي والاستراتيجي، صباح العكيلي، تعيين السفيرة الأمريكية الجديدة في العراق بـ"الأزمة"، فيما يبين الأهداف السياسية من خلال تغيير رومانوسكي بجاكوبسون.
ويقول العكيلي، إن "تغيير السفيرة الأمريكية لدى العراق، وتعيين سفيرة فوق العادة، يؤكد وجود استراتيجية جديدة للإدارة الأمريكية في البلد"، فيما يلفت إلى أن "السفيرة الجديدة معروفة بدعمها للمثليين وتنشيط الجانب الطائفي، وإدارة الصراعات".
ويضيف، إن "هذه السفيرة ومن المتوقع أن تأخذ على عاتقها التدخل بشكل كبير جدا بالشأن الداخلي، وتكون لديها مساحة أوسع للتغلغل بوضع العراق السياسي"، فيما يشير إلى "تنسيق السفيرة مع المؤسسات والمنظمات الأمريكية التي تراهن على زعزعة الأمن، والتأثير على ثقافة المجتمع العراقي".
واعتبر الخبير بالشأن الاستراتيجي، السفيرة الجديدة "أزمة من الأزمات التي تصنعها أمريكا في العراق"، مؤكدا أن "واشنطن وعدت فيما سبق بسحب الدعم السياسي للحكومة العراقية، وحاليا هي تفكر بتغيير خططها من خلال دعم الانقسام الداخلي، وتنشيط المجاميع الإرهابية؛ لزعزعة الوضع الأمني".
*ماذا يعني مصطلح سفير فوق العادة؟
مرتبة دبلوماسية هي الأعلى في مراتب السفراء، تُـمنح عادةً لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمكّنه غالباً من إمكانيات استثنائية لأداء مهمته.
*التاريخ
أُطلق مصطلح "سفير فوق العادة" تاريخيا على الأشخاص الذين كانوا يمثلون بلدانهم في الخارج، وفي مؤتمر فيينا عام 1815 اعتمد نظام المراتب الدبلوماسية بمقتضى القانون الدولي، ومن ضمنها التمييز بين السفير Ambassador، و"السفير فوق العادة والمفوض" Ambassador Extraordinary and Plenipotentiary .
يعتبر السفير دبلوماسيا من مرتبة عالية، وتتحدد مهامه في التمثيل الرسمي لرئيس أو ملك البلاد، ويتمتع عادة بصلاحيات "المندوبين المفوضين"، ويتصف معظم السفراء بصفة "رؤساء بعثة"، ويتوفرون على صلاحيات "السفير فوق العادة والمفوض".
*تصنيف بروتوكولي
يتحدد الفرق الوحيد بين "السفير فوق العادة" و"السفير العادي" في كون الأخير يؤدي غرضا محددا، بينما الأول يتمتع بـ"صلاحيات موسعة"، وهو مصطلح قانوني يعني الترخيص له بإبرام اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها.
وتُعيّن دول بعض موظفيها بمرتبة "سفير مفوض فوق العادة"، وتكلفهم بمهام خارجية محددة دون إقامات طويلة في الخارج، ويعملون مستشارين لحكوماتهم.
https://telegram.me/buratha