التقارير

المنظمات الأممية لم تحل المشاكل الدولية


نعيم الهاشمي الخفاجي ||
 

المنظمات الدولية الأممية لم ولن تكون منظمات خيرية تعمل لأجل ارساء العدالة، بل إن فكرة تأسيس الهيئات الدولية جائت من دول الاستعمار المنتصرة بالحرب العالمية الاولى، من خلال عصبة الامم،  الغاية منها الاعتراف في حدود الدول الجديدة الناشئة من بحر قزوين إلى أبعد نقطة في القارة الأفريقية السمراء.

وبعد الحرب العالمية الثانية،  اتفقت الدول العظمى على تأسيس منظمة الامم المتحدة، وايجاد مجلس الأمن الدولي، الذي يتحكم به الأعضاء الخمسة الدائمين والذين يسموهم في الخمسة الكبار، وأي قرار لم يعجب اي عضو، في اجتماع تمرير القرار للتصويت عليه، مجرد العضو الدائم يرفع يده ويقول فيتو فيتو، عندها يسقط القرار، تنتهي الجلسة في ابتسامات عريضة بين الأعضاء الدائمين.

كل عام يذهب غالبية رؤساء دول العالم إلى نيويورك لحضور مناقشات، في قاعة  الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكل رئيس دولة يلقي كلمته، ويتم مقاطعة كلمات الكثير من رؤساء الدول، لأسباب اختلافهم مع طموحات الدولة العظمى المضيفة لاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

الزعيم السوفياتي الشيوعي، حظر اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بعض الوفود المرتبطة بدول الناتو القوا كلمات ضد السوفيت، فما كان من الزعيم السوفياتي ، قام بخلع حذائه، وقام يلقي كلمته وهو يضرب الطاولة بالحذاء، وسط تصفيق هائل لوفود الدول النامية ودول عدم الانحياز.

يعتقد كثيرون من الجمهور العربي،  أن حادثة حذاء خوروشوف التي ضرب بها طاولة في اجتماع الأمم المتحدة بسبب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والحقيقة أن هذه الحادثة جاءت في عام 1960 اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني لورينزو سومولونغ الذي انتقد فيه ما وصفه سياسات استعمارية سوفيتية. وكان اعتراض الموفد الفلبيني على سياسات السوفييت في أوروبا الشرقية وهو ما اعتبره خورشوف رئيس الاتحاد السوفييتي آنذاك تدخلا مرفوضا، حيث طالب الوفد الفلبيني بمزيد من الحريات والديمقراطية في أوروبا الشرقية.

لكن قابله الزعيم السوفياتي بخلع الحذاء وضرب الطاولة وسط تصفيق مندوبي دول العالم الثالث.

دول العالم الثالث او دول الجنوب الفقيرة، منهوبة ثرواتها، من قبل أنظمة نصبتها دول الاستعمار، وتم تقييد دول الجنوب في ديون مرتفعة، فوق طاقتهم، ليبقون يدفعون اسعار فوائد القروض الغير مجدية، بل ويتم منع الكثير من الدول من إقامة المصانع والاهتمام بالزراعة، لاحظنا بعد الأزمة الأوكرانية، كيف كان العالم يعتمد بالحبوب على ثلاثة دول، وبقية دول العالم وبالذات العالم العربي وأفريقيا ماهم سوى سوق استهلاكية لشراء الحبوب من ثلاث دول بالعالم.

العالم ومنذ تهيكل السوفيت، واستبشرت البشرية في انتهاء الحرب الباردة، عقدت اجتماعات لحل قضية الشعب الفلسطيني ووقعت اتفاقات لكن لم تنهي الصراع، بل نفسه عرفات الذي ذهب للسلام، جعله الجنرال شارون اضحوكة، هدم عليه مقره بالشفلات والحفارات، قنصوا ضابط حمايته وهو جالس بجانب عرفات داخل مكتبه في الزريبة التي هدمتها شفلات وحفارات الجنرال اريل شارون على راسه، بالاخير ذهب للعلاج في فرنسا، ووصل إلى مستشفى باريس ليزوره الرئيس الفرنسي ويعلن ان عرفات بوضع خطر، ومات، وقيل انه مات مسموماً.

عقدت مئات الاجتماعات لمكافحة التغير المناخي، حضرها رؤساء الدول العظمى، لكن الدول العظمى الصناعية لم يعيروا اي أهمية لوقف انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من مصانعهم، النتيجة العالم يشهد تغير في المناخ، وبات التغير واضح بدرجات الحرارة بدول أوروبا، الآن نستطيع الخروج للشارع بقميص او تي شيرت وفي نهاية شهر سبتمبر، بينما كنا في شهر اب قبل عشرين سنة نتردي قماصل وملابس شتائية، العالم شاهد كثافة الامطار، السماء تمطر ساعة تعادل سقوط مطر لعام كامل.

لننظر إلى إعصار دانيال الذي اباد مدينة درنة الليبية، أحدث الاعصار، فيضانات مخيفة، لننظر للكوارث البيئة بسبب كثافة الأمطار التي أصابت دول جنوب وشرق آسيا، هذه الكوارث تكشف حقيقة الكوارث البيئية، التي تهدد هذا العالم، العالم يشاهد ذوبان ثلوج القطب الجنوبي، وازدياد كميات المياه في  البحار والمحيطات، والتي سوف تهدد في غرق الكثير من الدول في مختلف اصقاع العالم خلال الخمسين سنة القادمة.

كوارث المناخ لاتقل خطورة من كوارث الحروب المشتعلة بسبب خلافات الدول العظمى الخمسة وحلفاؤهم في تهديد البشرية في إمكانية وقوع حرب نووية مدمرة لاتبقي ولاتذر احد.

لا نستطيع أن نتكلم اكثر، حول المخاطر التي تسببها الحروب الدائرة الان في اماكن عديدة من دول العالم، ربما يتم محاسبتنا،  بل وصلت الحالة دول عظمى تدعي انها تنشر الديمقراطية تتعاون مع عصابات إرهابية مجرمة من القاعدة وداعش أمثال الذباح المجرم ابو محمد الجولاني، ذباح الأطفال والنساء، والمسؤول عن سبي وبيع الأطفال من المواطنين السوريين من أتباع الديانة المسيحية والدوزية او أتباع المذهب الإسلامي الشيعي، سواء من أتباع المذهب الشيعي الجعفري او الاسماعيلي او العلوي، دول عظمى ليل نهار تعمل على  تأجيج بؤر الصراع، في مناطق صراعات النفوذ بين الدول العظمى.

الدول العظمى لاتهمها رفاهية الشعوب الفقيرة بقدر ماتهمها مصالحهم الاقتصادية والاستعمارية، لذلك الدول الرأسمالية العظمى لم ولن تقوم في التنازل عن أموال الديون على الدول الفقيرة، ولم ولن تكف عن دعم أنظمة دكتاتورية مجرمة عميلة تضطهد شعوبها، لدينا دول عربية تعيش على الديون رغم ان أنظمة الحكم بهذه الدول صنيعة استعمارية.

على شعوبنا وبالذات نحن كشعب عراقي، أن تتظافر الجهود في تعزيز التعاون مابين الأطراف السياسية وإشاعة ثقافة الحوار والتعاون، والعمل على دعم صناعات القطاع الخاص، وكذلك على الدولة العراقية إعادة تشغيل المعامل المتعطلة، وإنشاء مئات المصانع والمعامل الجديدة لتشغيل مئات آلاف الخريجين العاطلين عن العمل، مصانع سيارات ومصانع تجهيز أدوات ومستلزمات لزراعة والري الحديث صينية وهندية مستعدين لفتح فروع لمصانعهم بالعراق، توجد مئات معامل إنتاج الملابس العالمية مستعدين لفتح فروع لمصانعهم في العراق، لدينا ملايين العراقيين يعيشون في المنافي في أوروبا ودول العالم والكثير منهم تجار ورجال أعمال يفترض الدولة العراقية تعتمد عليهم في تصدير التمور العراقية والمواد الغذائية إلى أسواق أوروبا والعالم.

المنظمات الاممية لم ولن توجد حلول  للصراعات الداخلية، بل وجود صراعات داخلية تكون فرص ذهبية للقوى الاستعمارية في النفاذ إلى الساحة العراقية لإشعال الصراعات الداخلية لنبقى دولة فاشلة يسهل السيطرة على العراق من خلال ساسة مغمورين موتورين.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

29/9/2023

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك