نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الفيالق الإعلامية المأجورة المرتبطة بالاستعمار يحاولون استغفال عقول الناس من خلال خلط المصطلحات والأوراق، بالقول حتى تلاميذ المدارس الصغار صاروا يعرفون من الذين أوصلوا بلداننا وشعوبنا إلى هنا، لكن هذه الفيالق لم تشير إلى أنظمة الرجعية العربية صنيعة الاستعمار، وإنما يحاول هؤلاء الأراذل في تحميل القوى الرافضة إلى الانبطاح والذل والخنوع.
كان الأولى بهؤلاء التوافه قول كلمة الحق بتحميل الاستعمار الذي رسم حدود بلداننا العربية وقام بتنصيب عملائه للتسلط على رقاب شعوب الدول العربية ودعم الأنظمة الدكتاتورية لاضطهاد الشعوب العربية واستعبادها بطرق قبيحة ونتنة.
لذلك الفيالق الإعلامية المرتبطة بدول الاستعمار اشتروا كل اللاهثين وراء المال للكتابة بصحفهم رغم أن الكثير منهم كانوا من قوى يسارية للاسف، لذلك مازالت الفيالق الإعلامية المدربة والمدعومين ماليا وتسخر لهم القنوات الفضائية والصحف لخدمة هؤلاء الممسوخين ممن يسمون أنفسهم مثقفين، يعملون ليل نهار ويحاولون في أبشع الطرق تغطية الحقيقة مثل تغطية قرص الشمس بغربال، ويبعدون الأنظار عن الأنظمة العربية المرتبطة بدول الاستعمار فهم المسؤولين الحقيقيين الذين تسببوا بكل ما وصلت إليه العديد من الشعوب العربية المنكوبة.
ماحدث من إجرام وقتل وتفخيخ في العديد من الدول العربية، كل ذلك تم وفق خطط وضعتها القوى الخارجية، بتمويل خليجي وهابي وبفتاوى وفي تحضير مشايخ وهابية لقيادة المجاميع الإرهابية تم تدريسهم في المدارس الوهابية طيلة الأربعين سنة الماضية، مارايناه من قتل وذبح في الشام والعراق وليبيا واليمن وافغانستان كان وفق خطط وضعتها دول الاستعمار من خلال أدوات محلية ذليلة، الدول الاستعمارية ليست جمعيات خيرية، بل يعملون من أجل مصالحهم الخاصة، للقوى الاستعمارية مليون مصلحة وهدف في الاستفادة من ضعف الدول العربية الفاشلة التي أراد إليهم دول الاستعمار أن تكون الدول العربية دول فاشلة تعاني من صراعات قومية ومذهبية بظل سيطرة أنظمة تمتاز في سوء التدبير، فهذه أهداف دول الاستعمار السياسة منذ قديم الزمان.
نعم مصائب قوم عند قوم فوائد، وهذه من بديهيات السياسة الاستعمارية، الدول الاستعمارية يتصارعون على المصالح، ولا يقاتل بعضهم البعض الآخر، إنما يتقاتلون بالنيابة من خلال صراعات وحروب بالوكالة للنفوذ إلى أماكن محسوبة على الدولة العظمى التي لها مشكلة مع الدول العظمى الفلانية التي تريد تحكم العالم وفق الهيمنة على العالم بالقوة.
الأنظمة السياسية والقوى الاستعمارية تعمل بعقلية الوحوش وشريعة الغاب القائمة على الهمجية والطغيان، وهنا تنكشف حقيقة لماذا تحاول الفيالق الإعلامية المرتبطة بالاستعمار الكذب على الناس، وبتجاهل بشكل متعمد تلك البديهيات السياسية وهم يرمون بكل موبقات الاستعمار وعملائه على القوى التي قضت على العصابات الإرهابية المرتبطة بمشروع الاستعمار في السيطرة على بلداننا، هؤلاء ذيول الاستعمار وعملائه. الأنظمة والحكام العرب بغالبيتهم عملاء لقوى خارجية، ولولا الدول الاستعمارية لما وصل الطواغيت من العسكر للتسلط على رقاب الكثير من الشعوب العربية في اسم مناهضة الاستعمار، لولا الاستعمار واذنابه وتمويل مئات المليارات لما استطاع المتآمرون إلى دخول ساحاتنا واختراقها وتدميرها من الداخل لأنها اصلا تعاني من صراعات داخلية قومية ومذهبية وقبلية ومناطقية كل دولة عربية واضعين لها مشكلة تناسبها لجعلها دولة فاشلة.
إن كل ماحدث في البلدان العربية المنكوبة، وكل ما وصلت إليه البلاد من خراب ودمار وانهيار سببه الاستعمار والأنظمة العربية التي سلطها ودعمها الاستعمار، وأن الأنظمة العربية وبالذات دول الرجعية نشرت الفكر الوهابي التكفيري وصرفت مئات مليارات الدولارات لتسليح وتمويل العصابات الإرهابية وهم سبب الكارثة.
دمجت دول الاستعمار قوميات واديان غير متجانسة وقاموا في التقسيم حسب ماهم يريدون واليوم يريدون تقسيم بلداننا من جديد يعني تقسيم المقسم.
وجود صراعات قومية ومذهبية في بلداننا كان الباب الذي دخل منه الاستعمار لتدمير دولنا وشعوبنا، بل من مصلحة الاستعمار يشعلون الصراعات الداخلية ويدفعون إلى تقسيم الأوطان وإزالتها عن الخارطة، عصابات إرهابية ضد الإنسانية مارسوا كل أنوع التنكيل المنظم والتهجير والتجويع وتحويل حياة الناس الى جحيم لا يُطاق، تم تأهيلهم ليصبحوا قوى معتدلة أمثال المجرم الذباح الجولاني.
لولا الدعم الخارجي ووجود صراعات داخلية لما تدخلت القوى الاستعمارية من خلال أدوات رخيصة حقيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والسودان وتونس.
الأنظمة الجمهورية العربية كانت أسوأ نسخة للحكم الدكتاتوري وخاصة نسخة تجربة حكم البعث السيء الصيت الذي حكم العراق بعقلية طائفية شوفينية، وكذلك الحال مع بقية الأنظمة الجمهورية العربية، لذلك كل ما فعله الحكام العرب بشقيهم دول الرجعية العربية مخالب وادوات الاستعمار او الأنظمة الجمهورية الفاشيستية واجبهم ليس التصدي للمخططات الخارجية وإحباطها وإفشالها، بل يفعلون أقصى ما بوسعهم لتسهيل نجاحها وتنفيذها في بلادهم، الذي يريد مقاومة مشاريع الاستعمار عليه كسب شعبه اولا لكي يحصن جبهته الداخلية، المشكلة التي واجهت الشعوب العربية التي ثارت واسقطت الأنظمة التي نصبها الاستعمار من خلال العسكر، أن العسكر طمعوا بالسلطة واصبحوا رؤساء بالشكل ولكنهم ملوك، يحكمون بعقلية القائد الاوحد، استعملوا شعارات القومية لقمع الشعوب بدوافع مذهبية وقومية، وهذه الأنظمة التي اسسها العسكر أصبحوا مرتبطين مع المعسكر الشرقي السوفياتي، لعبت هذه الأنظمة دول مكمل لأنظمة الرجعية العربية في تنفيذ هذا المخطط الشرير الذي جعل دولنا دول فاشلة، هم ليسوا ابرياء، بل مشاركين، بل البعثية الاراذل صرحوا أنهم وصلوا للحكم بقطار أمريكي ضد نظام الزعيم عبدالكريم قاسم، لذلك لعب البعثيون دور مخزي في اللعبة الاستعمارية، وللاسف ساهموا في تنفيذ وإنجاح مخططات دول الاستعمار في شن الحروب واضطهاد الشعب وتعريض شعب العراق الحصار، والمساهمة في تجويع الشعب وإشاعة القهر والفقر، ونشر آفة الفساد والرشاوي والتهجير والتنكيل المنظم في مكونات الشعب من الشيعة والاكراد.
لذلك من يريد تقسيم بلداننا اليوم، هي دول الاستعمار وليست الشعوب المقهورة، بسبب الصراعات القومية والمذهبية والقبلية التي قسمت شعوب العرب مضاف لتعرضهم لأبشع أنواع القمع والسحق.
لولا وجود صراع داخلي في سوريا لما استطاعت قوى الشر دخول سوريا، ولولا ظلم القذافي مناطقيا لابناء شرق ليبيا لما تم تدمير ليبيا وقتل القذافي في أيدي شعبه، الظلم والطغيان، يهيء الأرض لنجاح مؤامرات كبرى وصغرى لتفتيت بلادنا، بالعراق القوات الأمنية تعتقل تجار مخدرات بغرب العراق لديهم أطنان من المخدرات، هناك قوى استعمارية لها مصلحة بنشر المخدرات من خلال جعل الشرق والشمال السوري تحت سيطرة عصابات إرهابية لها تاريخ أسود في زراعة المخدرات وبيعها.
دول الاستعمار،نصبت على شعوب العرب الضباع والمرتزقة لاذلال الشعوب العربية، نظام صدام الجرذ حارب الزراعة والصناعة وساهم في هجرة الفلاحين من الريف إلى المدينة اعدم الجميع لم يسلم منه حتى الكفاءات واضطر الكثير الى الهرب سواء كانوا كفاءات او ناس عاديين، قتل وهجر ملايين البشر دمر مدن وعمل على قتل سكان مدن وقرى والعمل على تشريدهم وإفقارهم وتجويعهم، وطردهم من العراق ولنا بقضية الكورد الفيليين الشيعة الذين يسميهم خدم صدام الجرذ في العجم والهنود الذين جاءوا من إيران للعراق.
أنتم أيها الفيالق الإعلامية الماجورة مثلكم مثل كلاب الصيد لقوى الاستعمار، تدلسون وتتباكون لخداع البسطاء من الناس تحاولون تبرئة الاستعمار وأذنابه من كل ما تعرضت له شعوب العرب من ظلم وقتل واضطهاد، انتم العمود الفقري من المؤامرة التي تستهدف إذلال الشعوب العربية، ومن المستحيل أن تنجح مشاريع الاستعمار بدون دول الرجعية وتمويلها ماديا وبفيالق المفخخين وفي اكاذيب وتدليس الفيالق الاعلامية، انتم كلاب الصيد لقوى الاستعمار واذنابهم من دول الرجعية.
بما اننا شعب عراقي ضحية لمخططات الاستعمار، فقد رسمت بريطانيا وفرنسا حدود بلدنا وتقصدوا في دمج مكونات غير متجانسة مع بعض، ورفضوا عمل دستور حاكم لنا، وضحكوا على شيوخ القبائل في تشريع سنية قبلية لتكون بديلا عن الدستور، وجلبوا لنا ملك عميل احد أحذية الاستعمار، الغاية جعل بلدنا بلد فاشل يعاني من صراعات قومية ومذهبية مستدامة.
لننظر منذ سقوط نظام صدام الجرذ الصراعات المستدامة حول كركوك وحول الأراضي المتنازع عليها، ويوميا صراع مابين المركز ومسعود البارزاني، تجربة الاقليم الكوردي وإن كانت جيدة لكن بالواقع لدينا على الأرض اقليمان، إقليم البارزاني يضم معقله دهوك ومركز مدينة اربيل سيطر عليها من خلال الاستعانة بدعم قوات صدام الجرذ للبارزاني عام ١٩٩٦، والإقليم الثاني إقليم حزب الاتحاد الوطني يضم السليمانية ومعظم ارياف محافظة اربيل، مدينة كركوك تضم خليط من العرب والاكراد والتركمان، العرب والتركمان يرفضون ضم كركوك للاقليم الكوردي، أردوغان أيضا يرفض، كان ولازال ممكن جعل الأقاليم تضم كل المكونات العراقية وليست تضم مكون واحد، كركوك لتكون إقليم يضم مناطق تركمانية وشبكية ومسيحية من محافظة نينوى واجزاء من محافظة ديالى وتدار من قبل ابناء تلك المناطق ويعيش الجميع بسلام وأمان، عقلية إجبار التركمان والعرب ان يكونون ضمن الاقليم الكوردي لايمكن أن تحل المشكلة وإنما تعقد المشكلة، كركوك معظم اقضيتها واراضيها سكانها عرب وتركمان مثل الحويجة والدبس عشائر عربية، سليمان بيك تقطنها قبائل عربية، قضاء داقوق وبشير وقضاء طوز خورماتو التابع إلى محافظة صلاح الدين مواطني تلك المناطق منهم نسبة عالية تركمان، مركز مدينة كركوك أيضا تضم إحياء عرب وتركمان واكراد، أكيد كل قضاء مواطنيه لهم رأي مختلف من الانضمام إلى الاقليم الكوردي، تحكيم المنطق والعقل بعيدا عن العاطفة والبحث عن حلول تخدم كل المواطنيين هو الخيار الأصلح والمفيد للكورد والسنة والشيعة والعرب والكورد والتركمان والمسيح، البحث عن حلول افضل من تعقيد الأمور والكل خسران.
الله يلعن دول الاستعمار هي التي دمجت المكونات الغير متجانسة لنبقى دولة فاشلة، ونحن ندفع اثمان باهضة من جريمة الاستعمار الحقيرة في دمج المكونات الغير متجانسة، نحن شعوب ضحية لخطط الاستعمار وللأسف غالبية الساسة لايملكون حلول دائمة وإلا كركوك وديالى والموصل والبصرة وبغداد وبقية المحافظات كلنا ابناء قوميات ومذاهب تشكل منها شعب العراق فلاداعي لخلق المشاكل، قضية تسليم الموصل تمت في أدوات عراقية محلية، وتم تسليب وتجريد الضباط العراقيين من اسلحتهم في الخازر عندما تهكيلت وحداتهم واتجهوا نحو أراضي الاقليم الكوردي، وكان يفترض إعادة تنظيمهم ليعيدوا الكره لتحرير الموصل من بضع مئات من الإرهابيين الاراذل، ليس من شيم الوطنية تقوم في تجريد الضباط والجنود العراقيين ومصادرة اسلحتهم ياشريكنا بالوطن وبالنضال ضد نظام الدكتاتور الهالك صدام جرذ العوجة.
اذا كان هناك أكراد وتركمان في كركوك طالهم ظلم صدام الجرذ وتم طردهم ومصادرة أموالهم ولم ينصفهم النظام الحالي رغم أن الكثير منهم تم اعادتهم لوظائفهم أو تم توظيفهم وتعويضهم، فأنا ولله الحمد تعرضت للظلم من نظام البعث الطائفي والشوفيني واضطريت للهروب من العراق والنظام الحالي الذي ناضلت من أجل عملية التغيير لم يعطيني حقي الطبيعي في العودة لوظيفتي بالجيش او بالقليل اعطائي وظيفة مدنية لكي يتسنى لي العودة لبلدي العراق اكمل ماتبقى من حياتي، لكن للأسف هذا هو حال ساسة الدول العربية يمتازون في ظلم أبناء جلدتهم ورفاق دربهم، هذا المرض مستشري بثقافة الساسة العرب بكل الدول العربية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
4/9/2023
https://telegram.me/buratha