التقارير

ذاكرة مصابة بالزهايمر..!


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

عندما نتابع الوضع السياسي العربي بشكل عام والوضع السياسي والصراعات الداخلية والبينية بالوضع العراقي بشكل خاص، يصاب  المتابع أو المراقب سواء كان كاتب أو صحفي أو مثقف بالحيرة،هناك تخبط واضح، القنوات الإعلامية العراقية يفترض أن تكون منار في تثقيف البيئة المجتمعية وتبيان حقيقة الصراعات الدولية التي تنفذ في ساحتنا العراقية من خلال أدوات بعثية وقومية ومذهبية ساهمت في بث الفوضى والقتل والذبح والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية ومذهبية قذرة.

العقل والمنطق يلزم ضحايا حقبة نظام البعث الطائفي والشوفيني في توحيد الصفوف والأهداف للاستفادة من عملية إسقاط نظام صدام الجرذ، وايجاد آليات جديدة بالحكم تكون حائل لعودة فلول البعث وهابي ومن على شاكلتهم للتسلط على رقابنا مرة رابعة وبثوب جديد.

نظام صدام الجرذ بحقبة حكمه ارتكتب أبشع الجرائم من قتل وتهجير شمل ملايين الضحايا والذين لازال، منهم مئات آلاف الضحايا مغيبين، تم قتلهم ودفنهم بمقابر جماعية لاتعد ولاتحصى، وبعد سقوط نظام البعث أيضا دولة البعث من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والجيش والمخابرات ارتكبوا أبشع جرائم القتل والذبح في حواضن بغداد وفي محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى والانبار، جعلوا من حواضنهم معامل لصناعة العبوات والتفخيخ ومضافات تستقبل قوافل الانتحاريين ليتم ايصالهم لتفجير أنفسهم وسط تجمعات المدنيين في الأسواق والمساجد والحسينيات في مناطق الاكثريات الشيعية العراقية.

ومن المؤلم عملت القنوات الفضائية العراقية التابعة للدولة أو إلى الأحزاب الشيعية العراقية على نشر ثقافة تسطيحية بحيث أصبح غالبية الناس لاتجرأ وتطالب السلطات العراقية في تنفيذ أحكام القضاء العراقي الصادرة بحق الذباحين المجرمين القتلة، القنوات الإعلامية العراقية لم تقوم 

ارشفة وتوثيق جرائم نظام البعث وجرائم العصابات الإرهابية خلال العشرين سنة الماضية وفضحهم أمام الأجيال العراقية الشابة الجديدة الناشئة، بل تم ترك الساحة العراقية الشيعية أرض خصبة لكل من هب ودب ليمارس مايريده.

ليس من المعقول الدولة تترك أصحاب الأفكار الدينية المنحرفة المرتبطة بدول استعمارية بتمويل وهابي تكفيري يفتحون مكاتب، لهم  في محافظات الوسط والجنوب بدون محاسبة أمثال الحركة الصرخية المرتبطة بأجهزة مخابرات فلول البعث وهابي، وليس من المعقول يتم ترك أصحاب الحركات التي شكلتها أجهزة مخابرات محترفة من مايسمون أنفسهم في  الحركات المهدوية لتعيث في ساحتنا الشيعية تدمير وتضليل الشباب المغفل، ليس من المعقول الأجهزة الأمنية العراقية لم تقوم في عرض اعترافات عملاء يعملون لصالح سفارات وأجهزة مخابرات دولية ينشطون بساحتنا في وسط وجنوب العراق بشكل خاص.

العراق يعاني من صراعات قومية ومذهبية منذ ولادة الدولة العراقية عام ١٩٢١، لايحكمنا دستور ولو كان يحكمنا دستور لما حكمنا صدام الجرذ ولا البعثيين الاراذل ولا الساسة الجدد الحاكمين، المفكر الالماني الفيلسوف بسمارك قال إن السياسة فن الممكن، المستر  بسمارك، لم يكن بقال، بل كان مثقف وسياسي، ومن  أشهر الساسة الألمان  في القرن التاسع عشر، وهذه السياسة لها قواعد واسس تتعاون  عليها جهود الساسة، ويسيرون وفقاً لها، يجمعهم هدف محدد لتحقيق اماني الشعب والجمهور المؤيد لهم، غير أن السياسة في العراق الحالي  كانت نتاج طبيعي لشعب تعرض للظلم والاضطهاد قرون من الزمان، وخاصة ابناء المكون الشيعي الذين تعرضوا للقمع والقتل طيلة قرون طويلة من الزمان، انتج لنا بيئة مجتمعية بسيطة لاتميز بين الصديق والعدو، وانتج لنا ساسة يغلب على الكثير منهم السذاجة والبساطة، لذلك غالبية البعثيين وكلاء الأمن والاستخبارات قد انظموا مع بعض الحركات الشيعية، وللأسف تم الترحيب بهم وقبولهم، نسبة كبيرة من الضباط في كل المجالات تجد آبائهم بعثيين للقشر، فكيف يتم قبول هؤلاء وابعاد الضباط العراقيين الشيعة المعارضين لنظام البعث، أو لماذا لم يتم قبول ابناء مئات آلاف الشهداء الذين اعدمهم نظام البعث الساقط بحجة أنهم كانوا أعضاء في حزب الدعوة الاسلامية، في الكليات العسكرية وكليات الشرطة،  ولماذا الكليات العسكرية وكليات الشرطة، تقبل فئات آبائهم كانوا ولازالوا بعثية وطائفيين، صدم الجرذ اعدم وقتل الكثير من الناس وإن كان عدد من قتلهم من ابناء المكون العربي والتركماني السنة قليلون، لكنهم موجودون يمكن للكليات العسكرية وكليات الشرطة قبول ابناءهم،  قبول أبناء الشهداء في الدورات العسكرية أو دورات كليات الشرطة واجب وطني لانصاف من قدموا حياتهم لأجل خلاص شعب العراق من إجرام صدام الجرذ والبعثيين الأراذل، من الذي يتحمل هذا الخلل، شخصيا  هذا الكلام قلته إلى السيد علي العلاق قيادي بالدعوة في عام ٢٠٠٥ قلت له يا اخي قربوا أبناء الشهداء، اقبلوهم في الكليات العسكرية وكليات الشرطة خلال بضع سنوات يصبح ضباط الجيش والداخلية من أبناء ضحايا نظام صدام الجرذ الهالك.

مارايناه للاسف أجاد الكثير من فلول البعث في مناطق الوسط والجنوب فن الانتهازية والتفنن في الولاء لقادة الأحزاب وخدعوهم في اسم التوبة النصوح وتقديم أنفسهم ان خلفهم أبناء قبائلهم وفي الحقيقة العكس هو الصحيح،هؤلاء أفراد وليست لهم اي قيمة في عشاىرهم وقبائلهم.

ربما ذاكرة الكثير منا ضعيفة، ويلقون منفذي العمليات الإرهابية بالعراق على أشخاص قدموا من الفضاء، أقول إلى هؤلاء الاخوة، الإرهاب الذي 

استباح مدننا وفجر الأسواق واستهدف حتى دور رياض الاطفال، اذا كانت الذاكرة لدى الكثيرين مفقودة أنا اذكرهم بحكومة اياد علاوي وبدعاية انتخابية تم افتتاح محطة تحلية مياه وتم احضار أطفال روضة وهاجمهم انتحاري مفخخ، اوصله شركاء الوطن من المكون البعثي إلى هدف مهم وهو رياض أطفال بمدينة العامل ببغداد ذات الغاليية الشيعية  وقتل أربعين طفلا لأسباب مذهبية، تم قتل مواطنينا على طرقات الانبار وتكريت وجنوب الموصل وفي بؤرة اللطيفية، جريمة سبايكر وسجن بادوش وبشير تجلت بها حقيقة الحقد البعثي الطائفي على كل من هو شيعي، من الذي استقبل وآوى وسلح الانتحارين الذين جاؤنا من الدول الخليجية التي تتبنى الفكر الوهابي،  ألم يكن أنهم ابناء الحاضنة البعثية، وحتى هؤلاء الإرهابيين الذين جاءونا من دول الخليج، وفق موافقة من أنظمة الخليج وتوجد   فتوى وقع عليها  خمسة وخمسون شيخ وهابي منهم سلمان العودة والعمر وعايض القرني ….الخ، فهل هؤلاء يوقعون بدون موافقة حكومية؟ بالتأكيد هؤلاء وقعوا تلبية لطلب حكوماتهم،  مواقف دول الخليج الوهابية كانت تدعم فلول البعث لقتل الشيعة، بل تم دفع مليارين  دولار لقائمة طارق الهاشمي أبو صابرين لأبعاد الشيعة، السيد  حسن العلوي، كان عضو بالقائمة اللاعراقية وذهب معهم ضمن الوفد، قال ذلك عبر القنوات الفضائية، نعم  حسن العلوي كان ضمن وفد قائمة العراقية الذي زارالسعودية واجتمعوا  مع ملك السعودية بوقتها عبدالله عبدالعزيز، يقول حسن العلوي الملك السعودي   قال إلى طارق الهاشمي طلبتم منا ملياري دولار واعطيناكم وكل هذا فاز الشيعة بالانتخابات عادها ثلاث مرات.

 هناك حقيقة أن من يحاربك لأسباب مذهبية ويتدخل في بلدك لقمع الشيعة بالمال والفتاوى  والانتحاريين، وتفشل مخططاته  ثم يريد التقرب منك وهو يكن كل الحقد ويكفرك، يجب الحذر منه، بل الحذر يكون  واجب، هناك شيء مهم علينا أن نفكر به جيدا أن من يشن عليك حربا طائفية ارهابية لازالتك من الوجود ويفشل ثم يريد التقارب والتعاون معك، فإياك ان تنخدع بشعاراته وخطاباته، احذر منه مليار مرة، تاريخهم أسود تعاون معهم عمر البشير وأصبح مرتزقا شارك بقتل شعب اليمن العربي لاجلهم النتيجة تآمروا عليه واسقطوه رغم انه سني المذهب، فكيف يا ترى هؤلاء يتعاملون مع الشيعي المغفل اكيد يتآمرون عليه ويسقطوه، هناك حقيقة، وهابية الخليج ساسة ومشايخ سواء كانوا مشايخ  مطاوعة أو مسؤولين أو حتى مثقفين وكتاب وصحفيين، موقفهم تجاه الشيعي موقف سلبي، بل لايعتبرون الشيعي بشر له حق بالعيش في هذه الدنيا، بل أنظمة الخليج الوهابية  يستثمرون اي فرصة تسنح لهم.

 عندما نتابع الإعلام العراقي ومواقع التواصل، تقرأ لتغريدات محتواها ساذج، يوميا يتم التلاعب بهم، في حدث جديد، من ضمن المهاترات قضية التحول الجنسي، وأن فلان سيد مع التحول الجنسي … الخ من الهراء، أنا لست من أصحاب الايدولوجيا الدينية، ولست من أصحاب الألسن الطويلة التي تتحدث عن هذا بالجنة وذلك بالنار، لكنني قرأت أحاديث إلى رسول الله ص رواها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يحذر من الفتن والصراعات الداخلية منها قول الإمام علي ع الحق تقول اني رأيت، والباطل تقول أني سمعت، الكثير من الذين قالوا أن سيد فلان مع الجندر، هل كانوا في مجلسه، وسمعوا منه الكلام، أم أن معلوماتهم مأخوذة من محطة إذاعة كالو المتخصصة بنقل الاخبار الكاذبة والاشاعات بدول الشرق الأوسط.

خلال تجربتي في الإعلام خلال مايقارب ٢٥ سنة وجدت افشل الناس في الاعلام هم إعلام  أحزاب  شيعة العراق،  ناس بسطاء عجزوا عن الاحتفاظ في احترام اصدقائهم وحاضنتهم المجتمعية وضحوا بهم لأجل بعثي وطائفي ظنا منهم أنهم يحصلون على ولاء البعثي القذر لكن بالنتيجة خسروا حاظنتهم والبعثي يتآمر ويتحين الفرص ليقضي عليهم وعلى كل الشيعة بالعراق.

من السذاجة تجد سياسي حزبي او ديني شيعي عراقي يثق بشعارات فلول البعث وهابي، ومن المؤلم تجد البعض قد قربوا عناصر بعثية قاموا بحرق مدننا في الوسط والجنوب في مايسموهم عورة تشرين، بل هناك بعض المغفلين تحولوا إلى ابواق للدفاع عن الوهابية، انا لا ألوم هؤلاء، فترات الاضطهاد التي تعرضنا لها كانت طويلة امتدت إلى قرون من الزمان انتجت لنا طبقات تدعي الثقافة والسياسة والمعرفة لكنهم يشعرون بعقدة العبودية والدونية، انا شخصيا صحف سعودية ارسلوا لي سماسرتهم كي اكتب عندهم مقابل يشترون قلمي، لكنني رفضت ذلك،  بينما غيري عندما طلبوا منه ذهب لهم مهرولا، واصبحوا يكتبون بطرق

مبتذلة، هؤلاء من كل الفئات منهم المتدين ومنهم اليساري الذي أصبح عشائري ويحتفظ بصور جده الشيخ الفلاني الذي استقبله عبدالعزيز بن سعود، وتجده يصرخ مو عبد العزيز ال سعود الوهابي استقبل جدي الشيعي؟ سخم الله وجهك، وهل تنفي المعاملة القذرة التي يتبعها الوهابية مع كل من هو شيعي ناهيكم   عن معاملتهم لمواطنيهم الشيعة معاملة قذرة، تصوروا هذا الصنف من البشر، مجرد استلم الهبه المالية لم يكفيه أن يكت  بصحف دول وهابية، بل أصبح ينفي ارهابهم وجرائمهم التي ارتكبوها ولا زالوا يرتكبوها بحق الشيعة ليومنا هذا،  كل مشاكل الإرهاب بالعراق من تنفيذ فلول البعث وهابي وبدعم وتمويل وهابي بدوي خليجي، يا ترى، كيف يمكن التصدي إلى إرهاب فلول البعث، هل بالصراعات الشيعية الشيعية، ام أن المنطق والعقل والإنسانية تلزم ساسة أحزاب شيعة العراق في نبذ الخلافات والعمل على التعاون وخاصة المشتركات بينهم كثيرة جدا.

في الختام نصيحتي إلى ساسة أحزاب شيعة العراق  تعاونوا و اتركوا خلافاتكم البينية وعليكم بتبني مشروع سياسي جامع وملزم، واسمعوا مطالب الناس، اطلبوا من مسؤليكم ووزرائكم وموظفيكم بدوائر الدولة في احترام المراجعين وسماع لصوات المظلومين وايجاد حلول لرفع الظلم والحيف الذي وقع عليهم، كسب المواطنين يعني إعادة الثقة مابين المسؤول والحاضنة الشعبية.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

5/8/2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك