التقارير

العنف والقسوة زوجة تقتل ابن زوجها


 

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

 

حدوث جرائم قتل في بلد مثل العراق عانى من حروب وقمع من قبل أنظمة دكتاتورية مثل نظام صدام الجرذ الفاشستي، وتعرض العراق لحصار جائر استمر سنوات طويلة، تعرض البلاد لأسوأ هجوم إرهابي، بحيث تم جمع كل العصابات الإرهابية الوهابية التكفيرية من مائة دولة من دول العالم، يترك آثار سلبية على المجتمع العراقي.

اكيد يكون الوضع النفسي سيء لدى الكثير من الناس، بسبب ويلات الحروب والقتل والتهجير، مضاف لذلك نحن عشنا كشعب عراقي تحت ظل إجرام أسوأ نظام دكتاتوري طائفي شوفيني حكم العراق بتاريخ العراق القديم والحاضر وهو نظام صدام الجرذ الهالك، تحرر الشعب من سطوة وإجرام نظام صدام، ليس كل الناس تعرف معنى الحرية، لذلك يوجد قول إلى الفيلسوف المتألق في كل مجالات العلوم ومنها العلوم الإنسانية والنفسية وهو الإمام علي بن ابي طالب ع، يقول الإمام علي ع احذروا صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع، ليس كل العراقيين الذين تحرروا من عبودية نظام صدام الجرذ هم كرام بل الكثير منهم لئام، بزيارتي الاخيرة للعراق، رأيت حادثة، جار في أرض زراعية قطع طريق على جيرانه، حتى القاضي قال له، هل الجيران يصلون إلى مزرعتهم في طائرة مسيرة، هذا الجار زور عقود، أرادوا منه فقط متر ونصف، تطور الخلاف إلى شجار، الأخ بيده كلاشنكوف ورماهم، أصاب شاب طالب جامعي مرحلة اخيرة وسبب له اعاقة، ولازال راقد بالمستشفى، والاحمق الارعن ضحى في تعب أكثر من أربعين سنة على مشكلة بسيطة على متر ونصف المتر، السبب الجهل والغباء.

حدثت جريمة قتل طفل يتيم الأم مسكين اسمه  موسى،  تعرض إلى تعذيب شديد من قبل زوجة أبيه، ولم تنفعه صرخاته من إجرام هذه السيدة التي هي حيوانة متوحشة تشبه انثى  الضبع، يوميا نسمع ونقرأ في وقوع جرائم قتل، مثل اب قتل بنته بسبب نشرها مقطع في تاك توك، تناقلت مواقع اخبارية أن شرطة كركوك أنقذت امرأتين كن محبوستين من قبل ذويهن في المنزل، إحداهما كانت مكبلة بالسلاسل لمدة 20 يوماً، خلال وجودي بالعراق حدثت جرائم قتل لأسباب تافهة لاتستوجب حتى المعاتبة وليس استخدام سلاح لقتل بشر، لكن مايحدث بالعراق من عمليات قتل مثل اب يقتل ابنته، أو زوجة اب تقتل ابن زوجها، وجار يهجم على جاره، تبقى عمليات قتل محدودة، في بلد شعبه مسلح، وخاض حروب، وهناك الكثير من المواطنين يعانون من أثار نفسية ولديهم أمراض نفسية وكآبة.

 بيانات منظمة  الصحة العالمية تقول أن هناك أكثر من خمسمائة مليون شخص بالعالم مصاب في أمراض نفسية، وأن هناك ثلاثمائة مليون شخص بالعالم مصابين بمرض السكري، نحن كعراقيين اكيد لدينا حالات كثيرة لأشقاء وأبناء عمومة واصدقاء وجيران مصابين في مرض السكري، بينما لايوجد لدينا ولا شخص واحد مصاب بمرض نفسي، مامعقولة، شعب مثل العراق تعرض للظلم والاضطهاد واشترك بالحروب ويكون خالي من المصابين في الأمراض النفسية، في أوروبا مراجعة المواطنين للطبيب النفسي حالة طبيعية، على عكس مراجعة المواطن العراقي والعربي في العراق وبلدان الشرق الأوسط لعيادة طبيب نفسي يعتبرون الشخص مجنون وربما المحيطين به يتحذرون منه، رغم أن غالبيتهم مصابين في أمراض نفسية من النوع الذي يسمونه iceberg الخطر من النوع البارد، الشخص تشاهده طبيعي يمارس حياته والأمور طبيعية، لكنه خلال لحظة يصبح  عدواني ويشكل خطر على الناس المحيطين به.

نقرأ دائما بيانات ونداءات من منظمات حقوقية عن ارتفاع معدلات العنف الأسري في العراق، وهذه البيانات ليست كلها تعمل لوجه الله تريد رضا الله عز وجل، بل الكثير من هذه المنظمات، بعضها  مرتبط بمشاريع استعمارية، ليس كل من رفع شعار المقاومة هو مجاهد بل تجده بعثي طائفي رذيل يريد إعادة عقارب الساعة للوراء.

لكل شعب تقاليده وخصوصياته، لا يمكن ان تلزم شعب العراق أن يكون للبنت حرية جنسية في ممارسة الدعارة في اسم الانفتاح والحرية، هناك تقاليد وأعراف مجتمعية، حتى عندما نزلت شريعة الإسلام على رسول الله محمد ص تم الأخذ في العرف ولم يتم تحريمه، لأن الناس معتادة عليه، كان بيع البشر ذو البشرة السوداء مثل بيع الحنطة والشعير والفواكه، لذلك الإسلام شجع عملية تحرير العبيد، الذي يرتكب ذنب وضع شرط اعتاق رقبة للكفارة عن الذنب، أنا لست شيخ ولا رجل دين ولا حتى اسلامي، بل يساري،  لذلك اعتذر من القراء ربما كلامي غير صحيح في أمور الشريعة الإسلامية والفقه.

لو تم مقارنة وضع المرأة بالعراق مع وضعية النساء في دول البداوة الوهابية الخليجية، فوضعية المرأة بالعراق أفضل  مليون مرة من وضع النساء في دول الخليج، يوجد دور الى المرأة بالعراق فهي عضوة برلمان ووزيرة واستاذة وعميدة جامعة ومعلمة ومدرسة وموظفة بكل دوائر الدولة، بل خلال مراجعاتي لبعض الدوائر العراقية وجدت بعض الموظفات تشارك قرينها الموظف الذكر في ابتزاز المراجعين وأخذ الرشاوي وبالعلن وبدون خوف، وهذا دليل على شجاعتها.

يفترض إقرار قانون العنف الأسري في البرلمان، بحيث يكون القانون مفيد للمجتمع وليس لهدم الأسرة العراقية، إقرار قانون يتماشى مع الوضع المجتمعي العراقي.

الكثير من الكتل السياسية، ومن الوزراء والمسؤولين بالدولة العراقية يتكلمون عن الدستور وتطبيق القانون، لكن نفس هؤلاء الذين يطبقون القانون على الناس البسطاء أمثال كاتب السطور نعيم عاتي تراهم يشملون أقاربهم وذويهم في قوانين مؤسسة الشهداء والسجناء والفصل السياسي، رغم أن ذويهم قتل الكثير منهم في معارك عشائرية على متر أرض أو على مطي اكل حشيش من مزرعة الجار، أو شخص سجن بقضية لواط أو سرقة أو أو أو……الخ.

للاسف الكثير من هؤلاء المسؤولين تراه يتكلم عن الدستور ويتغنى بالقول أن القانون الفلاني يحميك وهو معطيك رفض، هؤلاء الصنف من المرتزقة الأغبياء السذج الببغاوات أعادوا المجتمع إلى عقود من التخلف والانعزال. 

 تبقى جرائم القتل والعنف الأسري بالعراق محدودة وهذا بفضل فتاوى العلماء وأحاديث الخطباء ووكلاء المرجعيات عبر المحطات التلفزيونية العراقية المتعددة، رغم ذلك يحتاج العراق وخاصة ابناء المكون الشيعي بظل وجود مناسبات دينية تحضرها جماهير مليونية في استغلال هذه المناسبات في بث وزرع روح الفضيلة والتعاون وحماية القاصرين من الاغتصاب والاستغلال الجنسي وإن كانت الظاهرة قليلة بالمجتمع العراقي لكنها موجودة ولايمكن انكارها، وعلى الجميع العمل على تظافر الجهود في الرقي بمجتمعنا العراقي الشيعي نحو الأفضل والأحسن والعمل على بث روح التعاون والإخاء في الله مابين رفاق الدرب بالعقيدة والايمان والتعاون على المشتركات والكف عن الصراعات الجانبية، لنتعاون جميعا سواء كنا اسلاميين أو غير اسلاميين، المشتركات الموجودة بين الاسلاميين العراقيين الشيعة كثيرة، الرب واحد، والقرآن واحد والنبي ص واحد ومولاة أمير المؤمنين الإمام علي ع وابنائه واحفاده الأئمة الاثني عشر، والعقيدة واحدة، الأحزاب الإسلامية الشيعية العراقية الرئيسية مثل الاخوة بحزب الدعوة والاخوة بالتيار الصدري، يجمعهم  الشهيد  الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليهم، اذن يوجد عامل مشترك  يجمع الدعوة والتيار الصدري والفضيلة والعصائب، فلاداعي لوجود خلافات، الله عز وجل أمرنا بالتعاون ولم يامرنا أن نختلف ويقتل بعضنا البعض الاخر، متى ننتبه ويخدم بعضنا البعض الاخر ونكون أخوة متحابين.

في الختام لنجعل من جريمة قتل الطفل المظلوم موسى من قبل زوجة والدته المجرمة حادثة لرفع الوعي بين أبناء مجتمعنا وأن لا نذرف الدموع لنستغل هذه الجريمة لتصفية الحسابات بين الأطراف المتناحرة.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 2/8/2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك