نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الإسلام ضحية إلى الفكر التكفيري المتطرف الذي ارتكب جرائم القتل والذبح والسبي والتكبر واحتقار الآخرين في اسم الله عز وجل وشريعة الاسلام، بسبب فهم التكفيريين للشريعة الإسلامية وفق عقلية بدوية متخلفة، إساءة إلى الله عز وجل والى شريعة الإسلام السمحاء، لا يمكن لأي انسان متابع ومنصف ينكر أن القوى التكفيرية قتلت وسبت واغتصبت وقتلت في اسم آيات قرآنية يعتقدون أن هذه الآيات القرآنية شرعنت لهم فعل جرائمهم القبيحة والنتنة.
من صنع المجاميع التكفيرية وبالذات من صنع الوهابية وزير المستعمرات البريطاني المستر همفر، عقلية محترفة، جمع بين زعيم قبلي يطمح لبناء مجد وسلطة له ولعائلته وبين شيخ دين يفهم الفقه الإسلامي بعقلية بدوية متخلفة تكفيرية، لذلك همفر جمع ما بين ابن سعود الزعيم القبلي ومابين شيخ الدين الذي يفهم الفقه وإقامة الحدود وفق عقلية بدوية متخلفة، وهذا الشيخ المتخلف هو محمد عبدالوهاب.
المراكز البحثية الغربية عرفت معنى الاسلامفوبيا، هو يعني التحامل والكراهية والخوف من الإسلام وبالأخص عندما يُنظَر للإسلام كقوة جيوسياسية أو كمصدر «للإرهاب»، دخل المصطلح إلى الاستخدام في اللغة الإنجليزية عام 1997 اليسار تدعى رنيميد ترست والخوف والحكم المسبق الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين، المصطلح أطلق من قوى يسارية غربية للدفاع عن المسلمين والذين تعرضوا للظلم بسبب إرهاب وجراىم القوى الوهابية التكفيرية التي نفذت عمليات قتل استهدفت التجمعات المدنية في داخل دول أوروبا والغرب، هذه العمليات الإرهابية استغلت من القوى القومية اليمينية الغربية لنشر الكراهية ضد المغتربين واللاجئين من العرب والمسلمين، والعمل على شيطنتهم.
لايمكن إلى أي متابع منصف أن ينكر الدور السيء الذي لعبته السعودية وقطر والإمارات في نشر ودعم آلاف المساجد والمراكز الثقافية في دول أوروبا لنشر الوهابية في اوساط الجاليات العربية والاسلامية المقيمين بالغرب، هناك سلوك خاطئ للفكر الديني الوهابي المنتشر في دول العالم الغربي، سواء كانت من خلال الجماعات كاحزاب منظمة حركة الإخوان المسلمين المتوهبة أو اتباع التيار الوهابي من الأفراد الذين تم تعليمهم الفكر الوهابي لتدينهم، لذلك هؤلاء الاشخاص يمارسون أفعالا باسم الإسلام وهي بعيدة عنه وعن قيمه، يهددون أمن المجتمعات الغربية من خلال العمليات الإرهابية في عمليات الدهس والطعن أو احتجاز المتبضعين في الاسواق وفي بعض الأحيان استخدموا حتى الأحزمة الناسفة لقتل اكبر عدد من المواطنين الغربيين الأبرياء.
العمليات الإرهابية التي وقعت في المجتمعات الغربية، ساهمت بشكل كبير في تغذية وزيادة رصيد القوى اليمينية المتشددة ضد العرب والمسلمين، أعطت مبرر للقوى اليمينية في زيادة الكراهية للإسلام، بل ووصلت الأمور إلى بالمساس بمقدسات ومشاعر المسلمين، بكلا الوضعين، الخاسر الوحيد هم المسلمين المقيمين بالغرب، وكذلك تشويه سمعة الإسلام الدين العظيم من خلال أفعال وجرائم القوى الوهابية التكفيرية، الكثير من الكتاب العرب والمسلمين وبالذات الفيالق الإعلامية الوهابية يتباكون بسبب الاسلامفوبيا، بينما نفس هؤلاء يشنون حروب في الكذب وتشويه سمعة الشيعة بطرق مبتذلة والغاية شيطنة الشيعة بنظر ابناء أمة الاسلام، عندي جار أفريقي مسلم من جمهورية غانيا الافريقية، تعرفت عليه قبل ثلاث وعشرين سنة، بدأ كجار يسلم، وبعدها تطور الوضع، يدور حديث حول الاعياد، زارني عدة مرات وشاهدني اصلي صلاة المغرب والعشاء، شاهد في المكتبة قرآن كريم مع عشرات المجلدات، من الكتب الدينية والثقافية، شاهد سلوكي بتعاملي مع الجيران وأبناء المنطقة، ذات مرة قال لي حجي نعيم اليوم في صلاة الجمعة أمام مسجد طيبة وهو مسجد وهابي قال الشيعة كفرة لايصلون ولايصومون، يقول نهضت وقلت له كلامك غير صحيح، عندي جار مسلم شيعي يصوم ويصلي ويقرا قرآن واخلاقه جدا جدا عالية، مشكلة الفيالق الإعلامية الوهابية المرتبطة بدول الخليج، يتباكون من الاسلامفوبيا ولولا وهابيتهم لما كرهت المجتمعات الغربية العرب والمسلمين، والعجيب أن الوهابيين ووسائل الإعلام السعودية الخليجية لديهم عمل دؤب متواصل ليل نهار في تشويه سمعة الشيعة وزرع الكراهية في نفوس عامة المسلمين الذين لايعرفون اي شيء عن الشيعة.
امس في تويتر عندي صديق دكتور جزائري اسمه امين كرطالي كتب تغريدة أن شيعة العراق يهدمون مساجد أهل السنة …..الخ، بسبب مسرحية مأذنة مسجد السراجي، ومن المؤسف عندما يتباكى الشيخ الدكتور أحمد الكبيسي وغيره من علماء سنة العراق ويتبعون أسلوب الكذب لتزييف الحقائق، فهؤلاء لعنة الله عليهم يساهمون مساهمة كبيرة في زرع مفهوم شيعة فوبيا بدون أي حق، في كل مرة يحدث شيء عابر بالعراق ليس له علاقة بالمذهب الشيعي ورغم أن العالم شاهد سقوط ملايين الضحايا من
الشيعة تجد الفيالق الإعلامية البعثية والوهابية يتعمدون الكذب والافتراء لتشويه سمعة الشيعة بطرق قبيحة ومنحطة، حتى لو واحدة زنت في تكريت تجد الفيالق الإعلامية البعثية تتهم الشيعة بذلك.
انا اعيش بالغرب منذ ثلاثين سنة، رغم الحملات اليمينية ضد الاسلام بسبب جرائم الفكر الوهابي التكفيري، لكن مفكرين غريبين وقفوا إلى جانب المسلمين وهم من أطلقوا مصطلح الاسلامفوبيا، حتى أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، دعا عام 2004 في مؤتمر «مواجهة الإسلاموفوبيا» إلى ضرورة صياغة مفهوم هذا المصطلح لمواجهة التعصب المتزايد للإسلام، خصوصا في ظل نظرة الغرب الضيقة لهذا الدين، الذي يرى فيه دينا رجعيا يدعو للتطرف والعنف والإرهاب، وهو ما يبرر العداوة ضد المسلمين وتنمية مشاعر الكراهية ضدهم.
بكل الاحوال لايمكن محاربة الإرهاب بدون تبني النظام السعودي خطاب وقف نشر الكراهية، والعنصرية، والتكفير ضد الشيعة والمتصوفة وحذف فتاوى تكفير أمام المفخيين احمد بن تيمية، حذف فتاوى التكفير هي السبيل الوحيد لاستئصال ظاهرة التطرف لدى المسلمين ولدى غير المسلمين من المجتمعات الغربية التي كرهت العرب والمسلمين بسبب غزوات أنصار السلف الطالح من أتباع الفكر الوهابي التكفيري، كيف يمكن محاربة الارهاب، بدون تبني دول الخليج خطاب التسامح والانفتاح مع مواطنيهم الشيعة والمتصوفة واعتبارهم جزءا مهم وحيوي من ابناء شعوبهم ومجتمعاتهم، ومن ثم تنتقل الى التعامل الايجابي مع المجتمعات الغربية التي يقيم بها المهاجرون العرب، نشر ثقافة التسامح تكون عامل مهم في استقرار المجتمعات والاسهام في تنميته، وتطوير معايير العدالة والمساواة بين كل المواطنين مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
19/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha