نعيم الهاشمي الخفاجي ||
اذا توجد شعوب تحكمها أنظمة مجرمة وفاشلة فهي بالشعوب العربية بالدرجة الأولى، وإذا تقع مشاكل في دول أخرى وخاصة إذا كانت دول أوروبية فيتم إيجاد لها حلول.
تابعت وسائل الإعلام العربية لتغطية الأحداث في فرنسا التي صاحبت مقتل شاب من أصل عربي مغربي مسلم، قرأت مقالات لكتاب من دول البداوة الوهابية يتحدثون ويقولون من أين الخطر في فرنسا هل من المهاجرون أم من النظام الفرنسي، الحدث الذي وقع في فرنسا والذي تسبب بقتل الشاب نائل، غير مرتبط بسبب الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين، وليس بسبب عنصرية تجاه المسلمين، وليس بسبب الرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين، السبب الحقيقي الذي أدى إلى مصرع الشاب الفرنسي من أصل عربي مغربي مسلم يعود بسبب وقوع حوادث كثيرة مثل الدهس والطعن بالسيف والسكاكين واحتجاز المتبضعين في متاجر فرنسية راح ضحيتها المئات من المواطنين الفرنسيين الأبرياء، قام في تنفيذها شباب من أصول عربية ومسلمة يعتنقون الفكر الوهابي السعودي، ونفسه وزير الداخلية الفرنسي بزيارته الاخيرة إلى أمريكا صرح بالقول التالي، الخطر الحقيقي الذي يهدد فرنسا هو الإرهاب الإسلامي السني، تصريحات وزير الداخلية الفرنسية كانت دقيقة، مفكرين وكتاب وصحفيين وساسة فرنسيون قالوها مرات عديدة، سبب الإرهاب في فرنسا المجاميع الوهابية، ربما الكتاب العرب من دول البداوة العربية يعتبرون تمتع المواطن الأوروبي بحق التظاهر في ضعف السلطة، حتى احدهم كتب مقال وقال فيه، أن (ضعف السلطة يمكن من شاءت له نفسه أن يتجاوز القانون، مهما كان موضوعه، أو قضيته، أو لونه، أو رغبته، سواء في الانتقام أو النهب أو الفوضى).
الحادثة الأخيرة وقعت، شاب يقود سيارة بسرعة جنونية، رفض التوقف أمام دورية للشرطة، الشرطي اكيد اعتقد أن هذا الشاب ذو الأصول العربية يريد أن ينفذ غزوة لدهس الشرطة وقتلهم، النتيجة أطلقوا عليه النار في الرأس واردوه قتيلا، كان في الدورية شرطيان، السلطات الفرنسية اعتقلت الشرطي المنفذ لجريمة القتل، ووُجهت الخميس الماضي، له تهمة القتل العمد إلى الشرطي في قتل العمد إلى الفتى الضحية نائل ذو السابعة عشرة من عمره، وأكيد عملية قتل شاب تولد ردود أفعال غاضبة لخروج المظاهرات من ابناء الجاليات العربية والاسلامية، رغم اعتقال السلطات الفرنسية الشرطي لكن المظاهرات استمرت.
ليس دفاعا مني و تبرير لعملية قتل الشاب الفرنسي من أصل مغربي مسلم لكن لولا عمليات الدهس والطعن التي نفذها شباب مغاربة عرب ومسلمين لما فكر الشرطي الفرنسي أن يطلق النار على الضحية ليرديه قتيلا، الدستور الفرنسي يكفل للشعب الفرنسي حق التظاهر، وللمهاجرين الشرعيين، مثل بقية الفرنسيين، لهم الحق في الخروج بمظاهرات والمشاركة بالإضراب عن العمل، والتظاهر السلمي.
من المشاكل التي تواجه العرب والمسلمين في فرنسا قضية منع الحجاب الاسلامي، الكثير من العرب والمسلمين يعتقدون أن الأسباب تعود للعنصرية، والواقع أن الدستور الفرنسي ينص على دمج الاقليات ضمن الثقافة والتقاليد والاعراف المجتمعية الفرنسية، لايوجد نص بالدستور الفرنسي يمنع فرنسي من أصول غير فرنسية بعدم الترشح للرئاسة والدليل ساركوزي من أصل أرمني تركي تبؤ منصب رئاسة الجمهورية الفرنسية، قضية منع الحجاب في فرنسا يتطلب تشريع قانون بالجمعية الوطنية الفرنسية يسمح للاقليات التمسك بالهويات الثقافية والدينية، الدستور الأمريكي يعطي الحق للأقليات بالتمسك بالهويات الثقافية لذلك لم تجد في امريكا طرد محجبة من عمل بل رأينا نائبات مثل إلهان عمر عضوة في مجلس النواب الأمريكي من أصل صومالي ترتدي حجاب إسلامي وتنتقد الرئيس حلاب ابقار الخليج السمينة ترامب.
فرنسا بلد يعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية، منذ سنوات، منها احتياجات أصحاب الستر الصفراء، وانصار البيئة، العجيب أن الإعلام البدوي الوهابي الخليجي يعزو سبب وقوع المظاهرات في فرنسا بالقول (وسبب الفشل الأمني، أيضاً الفشل الثقافي. فرنسا، ومعظم الدول الأوروبية التي تعاني من هجرات الأجانب إليها، لم تهتم وتؤسس مشروعاً ثقافياً يؤهل المهاجرين وأبناءهم، لينخرطوا في المجتمع ويصبحوا مواطنين يؤمنون بالقيم نفسها، ويحترموا قوانين البلاد التي منحتهم حق الإقامة والعمل. التأهيل الثقافي ضرورة لتحقيق التعايش بين فئات تزداد اختلافاً وتصادماً، وتورث العداوة إلى الأجيال التالية).
شر البلية مايضحك، سبب مقتل الشاب الفرنسي من أصول عربية مسلمة بسبب وقوع عمليات دهس وطعن استهدفت عناصر شرطة ومواطنين فرنسيين، ولو ما وقعت عمليات دهس وطعن سابقة، لما فكر الشرطي الفرنسي إطلاق النار على الضحية نائل وقتله، حتى في بقية الدول الاوروبية بسبب العمليات الإرهابية الوهابية كانت سبب في صعود الأحزاب اليمينية العنصرية المعادية للعرب والمسلمين، وصدرت قرارات تعطي للشرطي إيقاف المواطنيين وأخذ هوياتهم وربما إصدار مذكرة اعتقال بحقهم، شعوب أوروبا تضررت اجتماعيا بسبب
العمليات الإرهابية الوهابية التي طالت المواطنين بالقارة الاوروبية، وتسببت في زيادة الكراهية للعرب والمسلمين وصدور تشريعات وقوانيين تضيق في حريات المواطنين، نحن بعالم اعور فاقد للضمير الإنساني والأخلاقي، يدعون محاربة الإرهاب والقوى العظمى المتسيدة تدعم الإرهاب لتنفيذ اجندتها الاستعمارية في التسلط على رقاب الشعوب الضعيفة، ربما تقع أحداث بسيطة في دول عربية وإسلامية لا تسير بفلك قوى الاستعمار نشاهد كيف يتم تهديد الحكومات والعمل على تأجيج المظاهرات لاسقاط انظمة وتدمير شعوب في كذبة الحرية والديمقراطية.
المظاهرات الحالية في فرنسا لاتخص العرب والمسلمين بل معهم تيارات فرنسية يسارية لديها مشاكل مع الرئيس ماكرون بخصوص الأوضاع الاقتصادية بسبب غلاء المعيشة والتي تفاقمت بسبب حرب أوكرانيا، لذلك من الأفضل للبشرية والإنسانية التفكير في إيجاد حل سلمي للحرب في أوكرانيا.
وفي الختام، للاسف هناك سياسة منتشرة في العالم الغربي بين اوساط القوى اليمينية، وأصحاب الاجندات الرأسمالية، نشر الإسلاموفوبيا وتسخير كافة السبل عبر الحملات الإعلامية التي تستهدف إهانة المسلمين واحتقارهم وإذلالهم ولنا في صحيفة شارلي إيبدو على سبيل المثال تتبع أسلوب جرح مشاعر عامة المسلمين، عبر نشرها الكثير من الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من المسلمين ورموزهم المقدسة، آخرها رسم التشفي بزلازل تركيا ضحايا كارثة طبيعية، بكل الاحوال نظرة الطبقات الثقافية بالعالم الغربي بغالبيتها تصادم مع قيم المسلمين، ونحن نحتاج إلى عالم يحترم حريات وآراء الاخرين، لولا الدعم الغربي للأنظمة العربية البدوية الوهابية والفاشستية لما هاجر وهرب ملايين العرب والمسلمين طلبا للجوء والهجرة للعالم الغربي، أنظمة العرب أنظمة حقيرة، انا على سبيل المثال توسلت بالمسؤلين العراقيين لكي أعود للعراق واقضي ماتبقى حياتي بهذا البلد الذي ولدت به، لكن رقابنا أصبحت بيد مسؤلين جهلة منهم على سبيل المثال رئيس هيئة الفصل السياسي في الأمانة العامة لرئاسة الوزراء السيد رسول عبدعلي الذي أصر على اعطائي رفض نهائي بحجة واهية إحضار ورقة من وزارة الهجرة والمهجرين واحضرتها لهم عشرات المرات لكن حجتهم انت حصلت على رفض ولانستطيع نقضه، بالله عليكم اذا كان وضع المواطن مثلي يحتاج توقيع من رسول عبدعلي وقاضي يعمل بمعيته فكيف تلومون فرنسا التي يوجد بالدستور الفرنسي فقرة دستورية تلزم بدمج الاقليات والمهاجرين واللاجئين ضمن ثقافة وتقاليد المجتمع الفرنسي.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha